حشرة اليوم الواحد
حشرة اليوم الواحد
كتب. . اشرف زيدان
حشرة اليوم الواحد.. يقول علماء الأحياء أنها أقصر الكائنات الحية عمرا في العالم – إذ أن دورة حياتها كاملة منذ نشأتها وحتى موتها تكون من ساعة واحدة إلى 24 ساعة..
تخيَّل!!
دورة حياة كائن ساعات معدودة يحيى فيها طفولة وشباب وهِرم ووفاة..
تخيل معي لو كانت حياة إحدى تلك الحشرات في غرفة نوم إنسان نائم لمدة طويلة مثلا.. تُرى ما هو إدراك وفهم ومعلومات تلك الحشرة عن الإنسان.. مؤكد
هي تراه مثل جبل ساكن مثلًا، أو مبنى أثري مهجور..
تخيل معي أيضا مدى إدراك تلك الحشرة للزمن .
مؤكد أننا كائنات بطيئة جدًا بالنسبة لها .. فأثناء ذلك الوقت الذي قضيته أمام فيلم سينمائي هناك كائن حي آخر وُلِدَ وعاش طفولته وشبابه وتزوج وأنجب وربما أشرف على الوفاة أيضا..
تعالوا نفكر في الموضوع بشكل آخر..
ماذا لو كانت الجبال مخلوقات لها دورة حياة مختلفة عنك؟!
وماذا لو كانت الأرض مخلوق له دورته أيضا ونحن عليه بمثابة كائنات دقيقة تعيش عليه تماما مثل البكتريا أو الجرثومة التي تعيش على أجسادنا..
وماذا أيضا لو كان هناك لغة تواصل بين الكواكب والشموس والأقمار ولا نستطيع فهمها بسبب سرعة انقضاء دورة حياتنا مقارنة بدورات حياة تلك المخلوقات العملاقة جدًا؟!
وكذلك نحن لا ندرك لغات تواصل الأحياء الدقيقة جدًا، ولا تسابيح الأليكترونات الساعية في مداراتها حول النَّوى.
يقول الله عز وجل:
” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ” (44)الإسراء
سبحان السميع العليم البصير