أحمد الوحش يكتب: حفل زفاف الآنسة باء
بقلم/ أحمد الوحش
«ندعوكم لحضور حفل زفاف الأستاذ فلان الفلاني على الآنسة “باء”»… كُتِبَت هذه الجملة في دعوة لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، لم أجد مبرراً لعدم ذكر اسم العروس، فكثيرٌ من الناس يعرفون اسمها، وكل من تُرسَل إليه الدعوة سيحضر الحفل، وسيراها ترقص أمام أعين الحضور، فما الفكرة في كتابة “الآنسة باء”؟
لطالما تعامل مجتمعنا بشكلٍ متناقضٍ لا عقلاني في كثيرٍ من الأمور، فتارةً يعتبر ذكر اسم الفتاة يعيب الزوج والأهل، وتارةً أخرى يعتبرون صوتها عورة.
«امرأة بمئة رجل»… هنا يكمن التساؤل، لماذا ليست امرأةً بمئة امرأة؟ هناك بعض الذكور جبناء، وليسوا رجالاً، فالرجولة صفة يتحلى بها الذكر النبيلة صفاته، لكن اعتبر المجتمع أن الصفات الجيدة تقتصر على كل ما هو مذكر، وهو في حقيقة الأمر غير صحيح، وليس من العدل، ولا يعني ذلك بالضرورة أنني نسوي، لست كذلك، ولن أكون أبداً؛ لأنني أحترم الإنسان رجلاً كان أو امرأة، ولا فرق بينهما إلا بالعمل الصالح، لكن من العدل أن نناقش الأمرَ دون تحيزٍ لأفكارٍ سائدةٍ خاطئة.
في الجاهلية كانوا يتعاملون مع المرأة كأنها سلعة، فيتبادلون النساء، ويزوجوهن إجباراً دون الرجوع لرأيهن؛ لأن مصلحة القبيلة أهم من مشاعر وحقوق المرأة في اختيار شريك حياتها، وكان ذلك ظلماً شديداً للمرأة، واليوم نسلب المرأة أبسط حقوقها، وهو أن يُذكَرَ اسمها في دعوة زفافها.
مجتمعٌ متناقضٌ يرى أن اسم المرأة عيب، لكن التحرش بها مباح، ولا يجوز أن تتحدث المرأة -وإن كانت على صواب- إذا تحدث الرجل مخطئاً.
عزيزي القارئ، لم أذكر سوى مثالين فقط، والأمثلة كثيرة؛ حتى لا أطيل عليك، فأن تكون رجلاً يعني أن تكون عادلاً لا متناقضاً أو ظالماً، ولا يتضمن ذلك سلبَ المرأة أبسط حقوقها، أو اعتبار كل ما هو مؤنث عيباً، وأختم مقالي القصير بسؤالٍ أوجهه إليك، ما السبب الحقيقي الذي يدفع ذكراً إلى اعتبار اسم زوجته أحد أسباب الشعور بالإهانة؟