حوار مع ياسر عبد الحكيم مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصوب الزراعية
حوار اجرته / جيهان رفاعى
** صاحب قرار انشاء الصوب الزراعية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
**مشروع مستقبل مصر تقوم بإنشاءه القوات الجوية المصرية فى الضبعة .
**الصوب الزراعية توفر في إستهلاك الماء .
** الصوب تنتج محاصيل الخضر فى أي وقت في السنة .
** الصوب أقل في إستهلاك الأسمدة والمبيدات
**يصل إنتاج الصوب الزراعية إلى ستة أضعاف الأرض المكشوفة.
-ذكر الاستاذ الدكتور/ ياسر عبد الحكيم المستشار العلمى للمشروع القومى مستقبل مصر أنه يمكن إنتاج أي محصول خضر داخل الصوب في أي وقت في السنة ، وأن الصوب تنتج أضعاف الأرض المكشوفة ، وأن مشروع “مستقبل مصر” سوف بإنشاءه القوات الجوية المصرية ، وقد تم تصميمه بطريقة جيدة جدا لحوالي 950 ألف فدان على طريق الضبعة ، وأشار عبد الحكيم إلى أن إختيار الصنف المناسب في ميعاد الزراعة المناسب يمثل 70% من نجاح عملية الزراعة وتحقيق الهدف.
وإلى نص الحوار :
س : ما هو سر تركيز و إهتمام الدولة بالصوب الزراعية ؟ وما الذي يميز الزراعة المحمية عن الزراعة المكشوفة ؟
ج : هذا قرار رئيس الجمهورية شخصيا ، والسبب أن الصوب توفر في إستهلاك الماء في ظل الأزمة الحالية ، كما يمكن إنتاج أي محصول خضر أو فاكهة داخل الصوب في أي توقيت في السنة فلا يوجد ميعاد ثابت ، كما أنها تبكر في الإنتاج عن الأرض المكشوفة ، وبالتالي نحصل على أسعار مناسبة ، كما أن الصوبة تنتج أضعاف الأرض المكشوفة ، قد يصل إلى ستة أضعاف حسب نوع المحصول المزروع ، كما أن الإنتاج في الصوب أجود وأقل في إستهلاك الأسمدة والمبيدات ، وبذلك تكون الزراعة في الصوب أقرب إلى الزراعة الآمنة النظيفة ، كما أن هناك ميزه نسبية وقدرة تنافسية عالية جدا ترجع إلى الموقع الجغرافي والمناخ الذي تتمتع به مصر ، فيمكن أن يعطينا قدرة على التنافس مع الدول التي تصدر خضر وفاكهة للسوق الأوروبي ، وخاصة في فصل الشتاء التي تعتمد فيه الدول الأوروبية على الإستيراد ، كما ان هناك مشروع للصوب الزراعية الذي يقدر بحوالي 10 آلاف فدان صوب ، ولكن هذه المشاريع فردية لا تتبناها الدولة ، أما عن الدول التي تصدر للسوق الاوروبي فتعتبر أسبانيا الدولة رقم 1 في حجم تجمع الصوب الزراعية ، حيث يوجد منطقة في الجنوب تسمى “المرية “بها 35 ألف هكتار صوب زراعية ، أي ما يوازي مائة فدان ، وهى تنتج للسوق الاوروبي كله ، أما الدولة رقم 2 هى أغادير في المغرب على المحيط الأطلنطي ، وبها 15 ألف هكتار صوب زراعية ومعظم المستثمرين هولنديون و أسبان وفرنسيون ، والمغرب تصدر إلى روسيا رغم أننا الأقرب إلى روسيا لتميزنا بالموقع الجغرافي والتكلفة الأقل في النقل والشحن ، كما أن الظروف المناخية عندنا مناسبة للإنتاج ، أما ثالث دولة فى الترتيب هي تركيا بها 10 آلاف هكتار صوب زراعية على البحر المتوسط ، أما الرابعة فهي مدينة صقلية في إيطاليا وبها خمس آلاف هكتار ، وهناك ثلاث دول أخرى ولكن المساحات بها أقل ولكنها تنافس أيضا وهى مصر وكينيا وإسرائيل ، تصدر كينيا ورد وزهور قطف لهولندا ومعظم المستثمرين هناك هولنديون حيث يقوموا بزراعة الورد وتصديره لهولندا ، أما مصر فبها 10 آلاف فدان صوب زراعية ، وهى مشاريع متفرقة مع مجموعه من المستثمرين في مصر يقوموا بإنتاج فلفل و طماطم وخيار وعنب وموز تحت الصوب ويتم تصديره، والمشروع العملاق الذي تتبناه الدولة سوف يزيد الكمية من 10 آلاف فدان إلى 100 ألف فدان ، وقد تم الإنتهاء في المرحلة الأولى من إنشاء 20 ألف فدان بالفعل ، ويمكن أن يتم ترقيم مصر بالدولة الثانية بعد الإنتهاء من المشروع القومي .
س : هل يمكن تعميم إنشاء الصوب الزراعية في جميع المحافظات ؟
ج : ليس كل المحافظات ، فما تم عمله الآن هو خمس آلاف فدان صوب في العالمين بالإضافة الى 2500 فدان صوب زراعية في العاشر من رمضان ، وقد قام بإفتتاحها الرئيس السيسى من شهور ، وقام الرئيس بإفتتاح 12.5 ألف فدان صوب زراعية في جنوب أبو سلطان ، وهناك 14 ألف فدان صوب زراعية في منطقة اللاهون بالفيوم تم تحديدها و تخصيصها ، أي إجمالى المحصلة 34 ألف فدان صوب زراعية والفعلى الذى تم زراعته 20 ألف فدان .
س : ما هى تكلفة الفدان الواحد من الصوب الزراعية ؟ وما هى مدة إستخدام الصوبة ، وهل مستلزماتها إنتاج محلي أم مستورد ؟
ج : تختلف تكلفة الإنشاء حسب نوع الصعوبة ، فهناك صوب بسيطة تسمى Net house ، وهناك صوب متوسطة التحكم البيئي Medium control ، وهناك صوب عاليه التحكم البيئي High control ، والغرض من هذه الصوب التحكم في الظروف البيئية داخل الصوب سواء كان عن طريق المراوح أو تشغيل الدفايات ، و الصوب التي بها هذه المكونات سعرها عالي أما التي لا يوجد بها هذه المكونات سعرها أقل ، متوسط الأسعار يتراوح كالاتي : الصوب العادية البسيطة والتي نتحكم داخلها في الظروف البيئية عن طريق مواعيد الزراعة فقط و إختيار الميعاد المناسب تكلفة المتر فيها من 220 : 240 جنيه ، أما الصوب المتوسطة تقريبا 340 جنيه ، الصوب عالية التحكم يصل المتر فيها 420 جنيه … وعن مدة صلاحية الصوبة للإستخدام حسب طبيعة المواد المستخدمة سواء حديد أو بلاستيك أو غيرها ومدة الصلاحية قد تصل 25 سنة … وبالنسبة لمكونات الصوبة مثلا المشروع يعمل به حاليا ثلاث جهات ، الجهة الأولى شركة أسبانية تم التعاقد معهم للحصول على الخبرة أولا في تركيب الصوبة ومكوناتها ومواصفاتها لأن في البداية كان لا يوجد مواصفات قياسية للصوب في مصر يمكن الإعتماد عليها فأتخذنا هذه الشركه كمرجع لنا ، وهي تابعه لأكبر دولة بها تجمع مساحات صوب في العالم وتم التعاقد على مساحة 650 فدان في قاعدة محمد نجيب بها 116 صوبة منهم 40 صوبة عالية التحكم ، 60 صوبة متوسطة التحكم ، 16 صوبة بسيطة التحكم ، وكل صوبة من هذه الصوب العالية والمتوسطة مساحتها 3 فدادين ، أما 16 صوبة مساحة الصوبة الواحدة 12 فدان … وكل مكونات الصوب مستوردة بالكامل من الصين ، أما التركيب شركات مصرية تقوم به والغرض من التعامل مع الشركة الصينية والأسبانية هو نقل الخبرة ، فبعد حوالي سنتين من التعامل مع الشركات الصينية والأسبانية شكلنا شركات مصرية تسمى شركات التحالف المصرية مكونة من 8 شركات ، منها ما تقوم بالتوريد وأخرى للتركيب وأخرى للتحكم في التدفئة والتبريد وغيرها تكون مسئولة عن شبكة الري داخل الصوبة ، وبالفعل تم عمل 1000 صوبة في قاعدة محمد نجيب بمنطقة الحمام أو العالمين مساحة الصوبة الواحدة 3 فدان مصممة حسب المواصفات القياسية …
س : ما العائد الإقتصادي للصوب رغم تكاليف الانشاء الكبيرة ؟
ج..إنتاج الصوب لابد أن يكون للتصدير في الأساس وإلا سوف تخسر 100% ولن يغطي السوق المحلي تكلفتها لتنافس الدول مثل تركيا واسبانيا وإسرائيل والمغرب وايطاليا وكينيا ، والأجدر أن تنافس بقوة لان لدينا ميزة متمثلة في المناخ والموقع افضل من هذه الدول ولكننا نحتاج امكانيات ، أما بالنسبة للسوق المحلى مصر بها اكتفاء ذاتي من الخضر والفاكهة ، فلا نحتاج هذه الصوب لتغطية فجوة او عجز في الإستهلاك ، لأن الغرض الأساسي من المشروع هو العملة الصعبة وزيادة الدخل القومي … أما السوق المحلى يعود عليه منها هو ضبط الاسعار للخضر والفاكهة في مصر ، نحن لدينا تدهور شديد في حجم الإنتاج لأننا نفقد حوالي 35% من حجم الإنتاج خلال مراحل التسويق والشحن والتدوال والبيع حتى يصل إلى المستهلك ، ويتمثل ذلك في المعامله السيئة للثمار وعدم التدريج لها والشحن في عبوات قاسية تتلف الثمرة ، وهذا يؤدى الى ارتفاع سعرها لقلة الإنتاج وجشع التجار ، فإذا دخل السوق حوالي 20% فقط من إنتاج الصوب الزراعية سوف يضبط الاسعار ، وفي المشروع الجديد تم انشاء محطات للفرز والتدرج والتعبئة والتغليف والتبريد والشحن فى كل مزارع الصوب.
س: لماذا طعم انتاج الصوب غير مستساغ عن انتاج الزراعات المكشوفة ؟
ج : الطعم المختلف قد يرجع إلى سوء إستخدام المبيدات والأسمدة إلى جانب أن الأصناف التي يتم إستخدامها من عدة سنوات إنتاجها عالي لكن الطعم أقل جودة وسىء ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها المواصفات الأساسية في البذرة ، فمثلا الفراولة البلدي طعمها جميل ولكنها لا تتحمل التخزين وتتلف بسرعة ، ولذلك نلجأ إلى اصناف قدرتها على التخزين اكبر وحجمها اكبر ولكن الطعم أقل جوده … فهناك عوامل كثيره تؤثر على الطعم مثل ميعاد الزراعة ، فلو أنتجت الفاكهة والخضر في الشتاء طعمها اجمل عن إنتاجها في الصيف ، كما تؤثر نوعية المياه على الطعم ايضا ، فالماء المالح يمكن أن يعطى طعم احلى والعكس صحيح ، وكذلك التسميد فلو تم بصوره جيدة يعطى طعم اجمل ولو قل التسميد يقل جوده الطعم … أي أنواع الأسمدة وميعاد الزراعة وصنف البذرة المزروعة ، كما أن إستخدام المبيدات قد تترك اثر متبقى سىء ، وكلها عوامل تؤثر على جوده الطعم .
س : ماذا يعود على المواطن المصري البسيط من مشروع الصوب ؟
ج : يعود عليه بطريقة غير مباشرة ، حيث التنوع في مصادر الدخل القومي إلى جانب الدخل القومي لقناة السويس والسياحة وغيرها …ان مصر دولة زراعية من الطراز الأول لذلك تعتبر الزراعة مصدر للدخل القومي عن طريق التصدير ودخول العملة الصعبة ، فيعود بذلك بطريقة غير مباشرة وهذا هو الهدف من فكرة الصوب وليس مساعدة المواطن بشكل مباشر وتدعيمه … واحب أن ألفت النظر أن الفلاح المصري يتمتع بذكاء عالي وليس مغلوب على أمره كما تشير إليه الصحافة فهو يكسب جيدا … وأتمنى من الإعلام أن يغير مفهوم أن الفلاح غلبان لأنه مفهوم خاطئ وأثبت فشله .
س: بعد إنتهاء مشروع المائة ألف فدان صوب ماذا يلوح في الافق ؟
ج : هناك مشروع وهو مشروع “مستقبل مصر” سوف تقوم بإنشاءه القوات الجوية المصرية ، وقد تم تصميمه بطريقة دقيقة جدا ، حيث تم أخذ مساحة من الأرض حوالي 950 ألف فدان على طريق الضبعة ، والقوات الجوية لا تقوم بزراعته ولكنها قسمت الأرض إلى قطع وكل قطعة ألف فدان وتعاقدت مع وزارة الكهرباء لإمدادها بالكهرباء ، وقامت بإنشاء الطرق الداخلية وسيطرت أمنيا عليه ، وهذا يشجع المستثمر لتأجير الفدان بسعر في حدود 12 ألف جنيه فى السنة ، فيقوم المستثمر بتركيب شبكة الري ثم يقوم بالزراعة … وقد تم الزراعة بالفعل لمحصول البطاطس والفول السوداني والقمح والذرة وعباد الشمس ، والمساحة التي تم التعاقد عليها الان وجاري التخطيط لزراعاتها حوالي نصف مساحة المشروع أي حوالي 40 ألف فدان … أما المساحة الفعلية التي تم زراعاتها تقريبا حوالي 25 ألف فدان والمستهدف في النهاية هو زراعة 950 ألف فدان في طريق الضبعة وخلال سنتين على الأكثر سوف يتم الإنتهاء من هذا المشروع .
س : نريد شرح خطوات متسلسلة لعمل صوبة زراعية ؟
ج : الصوب أنواع متعددة ، ولكنها تشترك في قواعد ثابتة لعمل الصوبة ، أول شيء تسوية الأرض جيداً ، ثم تخطيط أبعاد الصوبة ، ثم حفر الجور التي تثبت عليها اعمدة الصوبة ، ثم تركيب هيكل الصوبة المعدني ، ثم تربيطة بسلك ، ثم تغطيتها بالبلاستيك ، وبعدها نبدأ في عمل الأبواب الخاصة بها وفتحات التهوية التي يمكن أن تفتح يدوي أو بمواتير، والمواتير يمكن أن يتم تشغيلها يدوياً أو عن طريق جهاز كمبيوتر عند درجة حرارة معينة يغلق أو يفتح فتحات التهوية ، ثم تركيب الدفايات ومراوح التبريد داخل الصوبة ، ثم نبدأ في تسوية الأرض من داخل الصوبة و حرثها و تفكيكها وعمل المصاطب ، ثم الزراعة في الأرض او في تربة بديلة مثل البيت موس او الرمل او قش الأرز .
س: ما هي أهم العمليات الزراعية داخل الصوب لتعظيم الإنتاج والجودة ؟
ج : العامل الرئيسي هنا هو التحكم في حجم الإنتاج بنسبة 70% ، وهذا يكون عن طريق قرار واحد فقط ، وهو إختيار الصنف المناسب في ميعاد الزراعة المناسب ، وهذا يمثل 70% من نجاح عملية الزراعة وتحقيق الهدف ، أما الـ 30% الباقية فهي كل عمليات الزراعة الأخرى من تسميد ومكافحة وتربية وتقليم وحصاد .
س: هل الصوب تحتاج الي زيادة كمية المبيدات؟
ج : طبعاً لا، لأنها منظومة متكاملة ، فالصوبة تحتاج كمية مبيدات أقل لو العمل داخلها يتم بصورة صحيحة ، أما في حالة وجود الخطأ سوف نضطر لتزويد كمية المبيدات ، وهذا ما يخيف الناس من الصوب ، فهي الغرض الأساسي منها التحكم البيئي في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية داخل الصوبة في حيز مقفول ، وهذا ليس معناه أن الصوبة لا يدخل إليها الحشرات ، فهي تدخل إليها من خلال فتحات صغيرة جداً او من خلال الأبواب وفتحات التهوية ، فهي ليست للحماية من الأمراض ولكنها للتحكم البيئي ، وهذا يقلل إستهلاك المبيدات ، فمثلاً مرض اللفحة المتأخرة في الطماطم يسببه فطر معين ، وهناك فطر يشبهه تماماً في الخيار يسبب مرض البياض الزغبي ، وهذان نوعان من الأمراض يظهروا في التوقيت الشتوي لأنهم يحتاجوا رطوبة جوية عالية وجو بارد ، ومن هنا يأتي دور الصوبة ، ففي داخل الصوبة يمكن تدفئة الجو فلا تعمل جراثيم هذه الفطريات وتموت ولكن في الأرض المكشوفة لا أستطيع التحكم في الرطوبة أو الحرارة ، إذن المفترض علمياً وعمليا أن الصوبة يقدر إستهلاكها من المبيد أقل لأن داخل الصوبة يمكن توفير ظروف بيئية غير مناسبة لنمو المسببات المرضية من فطريات وبكتريا وحشرات و إستهلاك مبيد في أضيق الحدود .
س: هل الصوب لها دور مؤثر للتغلب على التغيرات المناخية ؟
ج : لها دور إيجابي ، فهي تقلل من الأثر الضار للتغيرات المناخية الحالية و المحتمل زيادتها في المستقبل عن طريق التحكم البيئى داخل الصوبة .
س : من أين يمكن الحصول على كتبك التي تنقل فيها خبراتك ؟ وما سبب غيابك عن الإعلام ؟
ج : من دليل هايل للإعلام الزراعي ومن خلال شركة تكنو جرين … ولست غائبا عن الإعلام وموجود في كثير من البرامج والقنوات .
س : لماذا تم تكريمك أكثر من مرة ؟
ج : تم تكريمى بسبب المشروع لأنه عمل صدمة للمتخصصين الزراعيين أمثالى لأنه فجأة ظهر بعد سنتين من التعتيم أو عدم الكلام عليه حتى ظهر أول مرة مع أول إفتتاح في العالمين وكان عليه هجوم حسب طبيعة البشر وظل ذلك حتى الإفتتاح الثالث في العاشر من رمضان … وأي مشروع لابد ان يكون به بعض السلبيات ولكننا نحاول حلها دائماً ، ولكن هناك مشكلات ليس بأيدينا مثل ضعف الكفاءات الفنية الزراعية الموجودة ، وهذا يرجع لإنهيار المنظومة التعليمية في مصر من سنيين ، لذلك نلجأ للدورات التدريبية هناك في منطقه الصوب ، وهناك مهندسين لديهم إستعداد عالي وهم قلة والغالبية ليس لديهم إستعداد والمشروع أساس نجاحه العنصر البشري وليس قرار سيادي أو أموال .
س : نريد بعض تفاصيل مقابلة حضرتك مع فخامة الرئيس السيسى ؟
ج : صاحب قرار الصوب هو سيادة الرئيس السيسي ، ولكي ينفذه لجأ الى وزارة الزراعة وطلب دراسة لإنشاء 100 ألف فدان صوب زراعية ، وقد قدمت دراسات من جهات مختلفة مثل مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء والمركز القومي للبحوث وكلية الزراعة جامعة القاهرة وكلية الزراعة جامعة عين شمس ولكنه لم يقتنع بها أو الجهة التي تم تكليفها لإختيار الدراسة لم تقتنع ، لذلك قام الرئيس بتكليف الرقابة الإدارية بالبحث عن نموذج نشط في الصوب الزراعية من القطاع الخاص وناجح ، وبالفعل تم البحث عن عدة شركات مثل تكنو جرين والمغربي وفارم فريتس وغيرها حتى تم إختيار تكنو جرين كنموذج ناجح لديهم صوب ينتجوا ويصدروا ، وطلبوا المقابلة مع صاحب الشركة وحضر أخوه الدكتور مصطفى منصورنيابه عنه والمدير العلمي المتمثل في شخصي وطلبوا دراسة تعرض على سيادة الرئيس لإنشاء 100 ألف فدان صوب زراعية وتم تحديد ميعاد في قصر الإتحادية لمقابلة سيادة الرئيس في قاعة الإجتماعات وعرضت الدراسة على الشاسات لمدة أكثر من ساعتين ونصف وتم مناقشتها أمام الرئيس السيسي ، وفى نهاية المقابلة كلفني سيادة الرئيس و معى الدكتور أمير طه عرفه الشيخ ، وهو عقيد مهندس يدرس في الكلية الحربية ومن داخل الرقابة الإدارية … كلفنا بعمل دراسة وإنشاء وزراعة 100 ألف فدان صوب زراعية فطلبت منه عملها على نموذج 1000 صوبة زراعية وتكرر مائة مرة وإستغرقت الدراسة أسبوعان ، وتم عرضها على مجلس إدارة الرقابة الإدارية بالكامل ثم عرضها مرة أخرى على سيادة الرئيس أمام الحرس الجمهوري ، فقام الرئيس بالتصديق على الدراسة فورا وكان يهتم بالسؤال على كافة التفاصيل وطلب من اللواء كامل الوزيرى أن يبدأ العمل في قاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام وإنشاء أول 1000 صوبة وبعدها بسنة تم تشكيل الشركة الوطنية للزراعات المحمية بعد إستمرارى أنا واللواء أمير سنة بالكامل بمفردنا في هذا العمل ، والدراسة تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وكانت الشركة الوطنية بقيادة اللواء محمد عبد الحي لواء مظلات وقد قام بعمل نموذج ناجح للصوب داخل المعهد .
س : متى تم تكليفك كمستشار علمي للمشروع ؟
ج : تم تكليفي في المقابلة الأولى مع الرئيس تكليف رسمي بعمل دراسة للمشروع كمستشار علمي للمشروع القومي للصوب الزراعية ومعي الدكتور أمير ثم الحقت بنا جهات أخرى مثل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركة الوطنية للزراعات المحمية ثم التوسع والتعاقد مع شركة روفيدا الاسبانية ، وأصبحت أنا المسئول عن الزراعة داخل الصوب وقمت بتدريس محاضرات للمهندسين هناك .