“خطر” بين الراحة وإنجاز المهام
كتب : محمود أحمد
الراحة النفسية ليست مجرد حالة من الشعور الجيد التى يشعر بها الإنسان وتجعله اكثر سعادة، بل لها تأثيرات أخرى على كافة جوانب الحياة ولذلك فالسلام النفسي غاية كل إنسان للعمل بحيوية وإنتاجية وإبداعية ونظرا لصعوبة توفير هذه البيئة المناسبة. انتشر مؤخرًا ما يُعرف بـ «مساحات العمل المشتركة» أو الـ “COWORKING SPACE ” وهو مكان مُجهز بأعلى الإمكانيات ويوفر العديد من الخدمات لمجموعات العمل المختلفة التي ترغب في الاجتماع لمناقشة مشروعاتها أو عمل ندوة أو ما شابه ذلك وبهذا استوحى ناصر حسين ومحمد جمال فكرة مساحة العمل المشتركة خاصتهم” خطر ” مبنية على توفير مكاتب وغرف مشتركة ؛ حيث يتشارك الجميع هذا المكان، فقد تجد مجموعات من الأشخاص لا تعرفها تعمل بجانبك، وكل ما عليك فعله هو أن تجلب حاسوبك وتتمتع بمزايا المكان، فلن تكون مضطرًا إلى الاشتراك في عقد طويل الأجل ولا تجمع هذه المجموعات رواد الأعمال فقط، ولكنها تجذب أحيانًا طلاب الجامعات الذين يريدون الالتقاء في مكان لينجزوا تكليف ما يتعلق بدراستهم، أو يعملون على مشروع صغير فيما بينهم، ومن الممكن أن تكون أماكن ” الورك سبيس ” مجال مناسب للمذاكرة، خاصة مع توفر الهدوء إلى جانب تواجد اتصال قوي وسريع بالإنترنت، مع توفر مكان لإعداد المشروبات، ووجود مساحات واسعة إلى جانب كونها مساحة مناسبة للعمل الفردي فلحظات من الخلوة والتأمل تحقق الهدوء و التوازن والتركيز ، و تدفع في النفس قوة هائلة لمواصلة الطريق.
وأوضح ناصر ” أنا بدات المشروع في شهر يناير اللي فات على الرغم ان الفكرة حابين اننا ننفذها من اربع سنين ” مؤكدا أن هذا المشروع يستهدف جميع الفئات غير مقتصرا بفئة معينة بقوله ” أي شخص باختلاف فكره أو ثقافته أو عمره يقدر يكون معانا والورك سبيس هنا بتناسب الاذواق باختلافها حتى الغرف بديكورات وأضاءات مصممة لتناسب كل الاذواق وعلشات تحقق الراحة النفسية والخدمة المناسبة بما يناسب أي فرد ” ويحوي ” الورك سبيس ” أربعة غرف مختلفة الأذواق ” Danger room” و ” Crying room ” و ” Classic room ” و ” Studio room ” بالوانهم وما يحوه من صور ورسومات وإكسسورات مميزة لكل منهم على حدة فربما يهمل البعض تأثير البيئة المحيطة بالعاملين فيها ولكن لتلك البيئة تأثير كبير على الكفاءة والأداء وبما أن البيئة المادية لها تأثير قوي على الحالة النفسية فتم تصميم وإكساء وفرش الغرف مما يعطى الانطباع الأهم لنفسية الفرد وتوفير السلام النفسي والإحساس بالسعادة الشخصية والبيئة المناسبة للعمل والترفيه والاحتفال .
والصور الفوتوغرافية هي الوسيلة الأفضل لتخليد ذكريات الأماكن والأشخاص، وتشعر معها أن الزمن قد توقف ليمنحك ذكرى جميلة تتجدد كلما أمعنت النظر إليها بين فترة وأخرى وبلمسات جديدة ومبتكرة تم وضع الديكورات والإكسسوارات في ” الورك سبيس ” بما يتناسب لعمل جلسات تصوير وأوضح ناصر قائلا ” كل غرفة ليها إضاءات وديكورات مختلفة بتوافق زوق كل مصور حتى تم استغلال الحمام كمكان للتصوير بديكورات مميزة وكتابات على الحائط بأشكال فنية وبعض الفنانين المعروفين اتصورا هنا ” فهي ليست فقط مساحة عمل مشتركة ولكنها مساحات فنية للتصوير الفوتوغرافي وأكد ناصر حسين أن هدف ” الورك سبيس ” توفير بيئة مناسبة لمختلف الفئات والأفراد لإتمام أعمالهم في هدوء تام وتخليد هذه اللحظات بالتصوير الفوتوغرافي.
فالمكان الجيد والمناسب هو الجغرافيا والوعاء الذي يحمل همومنا ورغباتنا وبعض الفضاءات والاماكن تكون قريبة من نفوسنا بشكل تذكي فينا روح الفرح والراحة والسكينة دون أن ندرك سر ذلك الشيء والإحساس الذي ينعش ذاكرتنا ونيل الغاية الأولى وهي السلام النفسي الدائم.
