دراسة: “الحياة السعيدة الجيدة ” يمكن أن تكون “حياة مسؤولة”
كتب: إبراهيم عمران
أجرى أكاديميون في دولة الإمارات العربية المتحدة وفرع جامعة كوفنتري البريطانية في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة بحثاً دولياً استيراتيجياً هاماً بعنوان “هل الدول السعيدة أكثر مسؤولية؟ – اختبار الرابط بين السعادة والاستدامة”، ويعتبر البحث الأول من نوعه الذي يبحث في الصلة بين الاستدامة والسعادة على المستوى الوطني، وقد تم نشره في مجلة أبحاث المؤشرات الاجتماعية “”Social Indicators Research Journal المجلة الرائدة في مجال الإدارة والمصنفة “درجة أولى”.
قامت الدراسة الذي استند إليها البحث على استخدام البيانات السنوية المجمعة من 152 دولة لدراسة تأثير السعادة على الاستدامة والسلوك المسؤول والاستهلاك، ولتحليل العلاقة بين السعادة والاستدامة، من أجل اختبار الفرضية القائلة بأن “الحياة السعيدة الجيدة” يمكن أن تكون “حياة مسؤولة”.
بينما ترتبط السعادة باستهلاك أعلى، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى سلوك أكثر مسؤولية والالتزام بدرجة أكبر باعتبارات الاستدامة. وبالتالي، قد تستهلك الأمم السعيدة أكثر ولكن يبدو أيضاً أنها أكثر مسؤولية تجاه المجتمع والبيئة. وبناءً عليه، فإن النتائج الذي توصل إليها البحث تتحدى الفكرة التقليدية القائلة بأن السعادة والاستدامة يسيران بشكل منفصل. وتشير هذه النتائج إلى عدد من الآثار الاجتماعية والسياسية المحتملة بما في ذلك الإشارة إلى أهمية السعادة للسلوك المسؤول.
تلقي النتائج التي توصل إليها البحث بعض الضوء على أهمية مبدأ المتعة، حيث يعتمد مدى صحة الفعل البشري كلياً على مقدار المتعة التي يؤدي إلى إحداثها ومقدار الانزعاج الذي يؤدي إلى منعه. إذا كان من الممكن الحصول على المتعة وعدم الراحة من خلال اعتبارات عقلية الاستدامة للأشخاص، فإن البلدان المختلفة ذات اعتبارات الاستدامة المتفاوتة ستُظهر درجات مختلفة من السعادة والاستهلاك المستدام والسلوك المسؤول. وبالتالي فإن السعادة تنبع من العمل الصحيح، والذي يختلف باختلاف الثقافات والبلدان.