“دواجن السردة” بين التحذير والطمأنة: ما الحقيقة؟

كتبت:هدي احمد

أثار تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية جدلًا واسعًا حول ما يُعرف بـ”دواجن السردة”، بعد ظهور بيع كيلو أوراك الدواجن بسعر لا يتجاوز 10 جنيهات، ورغم أن الفيديو بدا للبعض محاولة لجذب الانتباه؛ إلا أنه أثار تساؤلات حول انتشار هذه الفئة من الدواجن في الأسواق ومدى سلامتها على صحة المستهلكين.

ومع انتشار الفيديو بشكل واسع، سارعت شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في الجيزة للتحقق من الأمر،  وفي تصريحات متلفزة، حذر سامح السيد، رئيس الشعبة، من بيع ما يعرف بـ«دواجن السردة» داخل الأسواق الشعبية، مؤكدًا أن انتشارها يمثل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المستهلك، وأوضح أن هذه الدواجن تعاني من ضعف في النمو أو إصابات فيروسية، ويشتريها بعض التجار بأسعار زهيدة لا تتعدى ثلث قيمتها، قبل إعادة طرحها للمستهلكين على أنها سليمة بعد ممارسات غش مثل حقنها بالمياه لتغيير لونها وإخفاء عيوبها.

وأشار السيد إلى أن فارق السعر بين هذه الدواجن والأسعار العادية مؤشر واضح على عدم سلامتها، داعيًا إلى تشديد الرقابة على محال بيع الطيور الحية، وتفعيل القوانين المنظمة للتداول لضمان حماية المستهلك، فضلًا عن التحول التدريجي نحو الدواجن المبردة والمجمدة كبديل للنظام التقليدي، وأضاف أن الجهات الرقابية بدأت بالفعل حملات مكثفة لضبط المخالفين، مشيدًا بجهود وزارتي الزراعة والتموين، ومطالبًا المواطنين بالشراء من المنافذ الموثوقة فقط.

على الجانب الآخر، سعت وزارة الزراعة لتهدئة المخاوف، مؤكدة أن ما يتم تداوله حول “فراخ السردة” مبالغ فيه، وأن الطيور المعروفة في الأسواق باسم «فراخ الفرزة» سليمة وصالحة للاستهلاك ولا تشكل أي خطورة.

وأوضح الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن خروج الطيور من المزارع إلى الأسواق أو المجازر لا يتم إلا بتصاريح نقل رسمية تصدرها مديريات الطب البيطري المختصة، استنادًا إلى نتائج مسحات وفحوصات معملية دقيقة تثبت سلامة الدواجن وخلوها من الأمراض، موضحًا أن هذه الفحوصات سارية لمدة محددة لضمان استمرار الرقابة على حركة التداول.

وأكد سليمان، في تصريحات لـ”الدستور”، أن “السردة”، وهي طيور صغيرة الوزن، تمثل أقل من 0.03% من إجمالي الإنتاج المحلي، وأنها سليمة تمامًا ولا تشكل أي مخاطر صحية، بل ويفضلها بعض المستهلكين لسهولة طهيها.

وأشار إلى أن هذه الفئة من الطيور تنتج ببساطة نتيجة تفاوت طبيعي في معدلات النمو داخل القطيع، وأنه لا توجد أي دواجن غير صالحة للاستهلاك داخل السوق، حيث تنفذ وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الرقابية حملات تفتيش مستمرة على مدار الساعة، تشمل أيضًا مصانع الأعلاف لضمان توفير منتجات آمنة تعزز الأداء الإنتاجي للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد أي مخالفات يتم ضبطها.

ويُعد قطاع الدواجن من أهم القطاعات الزراعية والاستثمارية في مصر، إذ تصل استثماراته إلى نحو 200 مليار جنيه، ويعمل به نحو 3.5 مليون فرد من العمالة المباشرة وغير المباشرة، فيما يبلغ الإنتاج السنوي نحو 1.6 مليار دجاجة تسمين و16 مليار بيضة مائدة، بزيادة تتجاوز 14% مقارنة بالعام السابق.

وأكد المسئول أن الدولة تقدم تسهيلات ودعمًا فنيًا ولوجستيًا وماليًا لمشروعات تطوير عنابر الدواجن وتحويلها من النظام المفتوح إلى النظام المغلق، لما لذلك من أثر إيجابي على رفع الإنتاجية وتحسين العائد الاقتصادي، كما تمتلك الوزارة معاهد بحثية ومخابر مرجعية قادرة على الكشف المبكر عن أي بؤر مرضية والسيطرة عليها قبل أن تؤثر على الإنتاج أو تصل إلى المستهلك.

وأشار سليمان إلى أن المنتجات الداجنة المصرية، بما فيها بيض المائدة الكامل والمبستر، تُصدَّر إلى العديد من الدول العربية والخليجية والأجنبية، وهو ما يعكس ثقة الأسواق الخارجية في جودة الإنتاج المحلي، مؤكدًا أنه لو كانت هناك أي مشكلات صحية لما حظيت المنتجات المصرية بهذا الطلب.

وختم بالقول إن الفترة الحالية تشهد أعلى معدلات إدخال دورات جديدة من قطعان التسمين وبيض المائدة، استعدادًا للمواسم الدينية التي يشهد خلالها الطلب على الدواجن ومنتجاتها ارتفاعًا ملحوظًا، مؤكّدًا أن الرقابة المستمرة والجهود المهنية هي الضمانة الأساسية لحماية المستهلك وضمان جودة المنتج في السوق المحلية

نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.