د.هدي درويش: الاعمال الصالحة ورعاية المحتاجين في مواسم الطاعات افضل من تكرار الحج
د. هدى درويش: الأعمال الصالحة ورعاية المحتاجين في مواسم الطاعات أفضل من تكرار الحج
كتب شريف الديروطي
أكدت الدكتورة هدى درويش، رئيس قسم الأديان المقارنة بجامعة الزقازيق، أن الإنسان يستطيع أن ينال ثواب الحج، وهو في بيته، مشيرة إلى أن الله تعالى فرض الفرائض وكتب علينا العبادات لأدائها فجعل الله سبحانه وتعالى جزءًا من هذه العبادات لا يسقط أبدًا، ومنها ما يجب على المستطيع ماليًا، ومنها ما يجب على المستطيع بدنيًا، ومنها ما ينبغي أن تتوفر فيه كافة الاستطاعات المالية والبدنية، فالصلاة لا تسقط عن المؤمن أبدًا بأي حال من الأحوال، إلا عن المرأة الحائض أو النفساء، فمن لم يستطع الصلاة واقفًا صلى قاعدًا، ومن لم يستطع صلى على جنبه أو ظهره، أو بعينه، إلى أن يصل الأمر إلى الصلاة بالقلب، فهي فريضة لا تسقط أبدًا، لقوله تعالى “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”.
وأوضحت أن بعض هذه العبادات تحتاج إلى القدرة البدنية كالصيام، حيث يرخص للمريض والمسافر أن يفطرا، إلى أن يزول السبب، ثم يقضيا بعد ذلك، وكذلك الزكاة التى أوجبها الله سبحانه وتعالى على الأغنياء دون الفقراء، كل هذه العبادات التى ذكرناها والتى جمعها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أركان الإسلام، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ).
وشددت على أن الله سبحانه وتعالى لم يوجب الحج إلا على المستطيع، كما في قوله تعالى، “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، فهنا من أراد أن يحج ينبغى أن تتيسر له الاستطاعة المالية والبدنية، وكذلك أمن الطريق، وحيث إن العالم يعاني الآن من تبعات وباء “كورونا” والذي جعل، بلاد النسك، لا تستقبل الحجيج، حتى لا تنتشر العدوى، فإن الشارع الحكيم قد حدد لنا أمورًا، في أعمال الخيرات يستطيع المسلم أن يقوم بها، في بيته فينال الثواب العظيم والجزاء الأوفى.
وبينت رئيس قسم الأديان المقارنة، ان من هذه العبادات والنوافل التي يستطيع المسلم أن يتقرب بها إلى الله خاصة ونحن في موسم من مواسم الخيرات، وهي أيام النفحات كما قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا”، فالتعرض لهذه النفحات يكون بإكثار الطاعات والمسارعة إلى الخيرات، واغتنام الأيام الفاضلة، كالدعاء يوم عرفة، وليلة القدر، وفي الثلث الأخير من الليل، وساعة يوم الجمعة، والدعاء حال السفر وفي مواضع السجود، وكذلك صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر، ثم الانتظار ذاكرًا حتى تشرق الشمس ثم صلاة الضحى فيكون لهما بهما أجر كبير لقول المصطفى ﷺ: من جلس يذكر الله بعد الفجر حتى تشرق الشمس؛ فيصلي لله ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بأمر من أمور الدنيا إلا كتب الله له أجر حجة وعمرة تامتين تامتين تامتين”.
وتضيف، أن السعي على الأرامل والمساكين، وقضاء حاجاتهم، وجبر خاطرهم من أهم العبادات لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله”، مشددة أنه ينبغي على الجميع أن يعلم أن الاهتمام بقضاء حاجات المحتاجين والسعي على الفقراء والمساكين له ثواب كبير وفضل عظيم، وهو خير من تكرار الحج.
وتختتم د. هدى، إن الأعمال والطاعات كثيرة، تستطيع أن تنال بها أجرًا كأجر الحاج، ولكن عليك بالهمة وإصلاح النية، وتجديد العهد مع الله تعالي، والقيام بالعبادات على وجهها الاتم الأكمل.. فالباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا.