لقد كان فارق السن بيننا كبيراً لدرجة تدعو إلى الدهشة، ما الذي جمع شاباً بهذا الحكيم الذي تظهر عليه علامات السن والوقار؟
نص الرسالة…
“أستاذي، إنها المرة الأولى التي أراسلكم فيها، وتتأخرون في الرد، طال انتظاري، ولم يصلني ردكم بعد، راجعت حسابكم، فوجدت أنكم لم تنشروا كعادتكم منذ فترة، لقد افتقدت كلامكم الراقي، ونصائحكم الهامة، افتقدت ابتسامتكم الجميلة، وتغريداتكم الصباحية، و”صباح الخير” التي كان يومنا يشرق بها، لقد علمت مصادفةً خبر وفاتكم بسبب إصابتكم بفيروس كورونا، لقد كان الخبر صادماً، ومؤلماً للغاية، أن يخسر العالم رجلاً عظيماً مثلكم، فيالها من خسارة! ويا له من رزء فادح.
إنني أعتذر إليكم عن غيابي طوال هذه الفترة، وعدم سؤالي عليكم كعادتي، إنها مشاغل الحياة…
كنت قد خططت لكتابة مقالٍ آخر، لكن لا يمكن لقلمي أن يكتب إلا إليكم؛ لأشكركم على كل شيء.
لقد كنتم تعاملون الصغير والكبير على حدٍ سواء، احترمتم الجميع، واحترمكم الجميع، وكنتم مصدر إلهام لكلِّ من يعرفكم، أو يسمع عنكم، كنتم نعم الأخ الحنون، والمعلم الخلوق، والرجل الحكيم.
لم تبخلوا يوماً عليَّ بنصائحكم، ولم تتأخروا عن مساعدة أحد أبداً، كنتم رمزاً للتواضع، والتفوق، ومنارةً للعلم، إنني أشهد لكم بحسن الخلق، ورجاحة العقل، ولين القلب، وشهادتي هذه لا تكفي وصفكم، لكنكم تعلمون كم أحترمكم، وأحبكم، تغمدكم المولى بواسع رحمته، إلى اللقاء أستاذي الحبيب، سنلتقي يوماً ما”.
خالص تعازينا إلى أسرة د.نبيل الشريف -وزير الإعلام الأردني الأسبق- في وفاته، نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح.