رفيعة السينما المصرية الفنانة ماري باي باي
رفيعة السينما المصرية
الفنانة ماري باي باي
دمياط/ فريده الموجى
اسمها : بهيجة محمد علي
ولدت في 29 يوليو 1917
توفيت في 5 أكتوبر 1997 عن يناهز ال80 عاما.
ولدت لأسرة فقيرة واشتهرت بتقديم شخصية المرأة القبيحة التي يفر منها الرجال، عملت في بداية حياتها “سجانة”، وتزوجت زميلاً لها، وبعد انفصالهما، بدأت رحلتها في عالم الفن، حازت علي لقب “رفيعة السينما المصرية”، على الرغم من بدانتها المفرطة، ولم تقدم في السينما سوى بعض الأدوار الثانوية، توفيت ماري باي باي في اليوم الخامس من شهر أكتوبر عام 1997 عن عمر يناهز 80 عام.
عملت ماري في كازينو بديعة مصابني ضمن فتيات يستضفن عدداً من الجنود الإنجليز على الطاولات، وأطلقت عليها “بديعة” اسم “ماري”، وأثناء جلوسها بجوار الجنود الإنجليز، كانت تتحجج بالذهاب لعمل أمر ما وتعود بعد 5 دقائق، وبعد غيابها لساعات، يسأل الجنود عنها فتجيب صديقتها قائلة: “ماري باي باي”، ومن هنا أتى اسم شهرتها، وبعدها شاركت “ماري” في عدد من المسرحيات والأفلام، إلا أن أعمالها لم تزد عن المشهد الواحد، حتى أنها ذهبت ذات مرة للمخرج خيري بشارة، وقالت له: “سايقة عليك النبي محمد تديني دور والنبي”.
شاء القدر أن تقع ماري باي باي في حب رجل يكبرها في العمر بـ 5 سنوات، وكان ذلك الرجل يعمل سجاناً، وبعد الزواج من ذلك الرجل ساعدها كي تعمل في سجن النساء، كانت ماري تكره قضبان السجن وتتأثر بحكايات النساء خلف القضبان، لم يستمر هدوء الحياة كثيراً، إذ دبت الخلافات بين الزوجين، وعندما استحالت الحياة بينهما طلبت “بهيجة” الانفصال”، وفي العام نفسه ودعت العمل بسجن النساء، أحبت الفن كثيراً ومن شدة حبها له وتعلقها به انفصلت عن زوجها ولمواجهة ظروف الحياة قررت العمل كراقصة في الأفراح الشعبية، وكان العمل في هذا المجال صعباً لكنها كانت تشعر بالراحة لأنها تسعد من حولها وتظهر في المناسبات السعيدة.
لم تفكر الفنانة المصرية “ماري باي باي” ذات يوم أن تكون ملامحها الحادة وابتسامتها الغريبة طريقها للشهرة والوقوف أمام عمالقة التمثيل، فقد مرت خلال حياتها بتحولات صعبة ونقلات خارج حسبانها، قدمت خلال مشوارها الفني دور المرأة الذميمة والقبيحة التي يفر منها الرجال، والعانس التي تبحث عن عريس، تم اكتشافها من قبل عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، وأعجب جداً بأدائها وضمها إلى فرقته، ثم بعد ذلك انتقلت للعمل مع ثلاثي أضواء المسرح، ثم انتقلت وانضمت إلى عالم السينما، وقد كانت أدوارها منحصرة في نمط واحد إذ انحصرت في أداء دور المرأة القبيحة، التي يهرب منها الرجال.
تعاونت الفنانة ماري منيب مع الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولي في عدة أعمال فنية مميزة، ولكن يظل أشهر مشاهدها وأدوارها شهرة وكوميديا ذلك الذي أدته ماري باي باي أمام الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي في فيلم “مطاردة غرامية”، حينما قرر عبد المنعم مغازلة الجميلات في الشارع اعتماداً على حذائهن، فقد كان يسير في الشارع ويغازل إحداهن قائلاً: “مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية”، ليتفاجأ بأنها سيدة قبيحة الوجه، ولم تكن سوى “ماري باي باي”، فبادر بقوله: “لا مؤاخذة يا خالتي” لترد عليه: “خالتك؟، أنا خالتك يا معدوم الضمير يا معدوم النساء؟، يا عسكري”.
يحكي النجم سمير غانم، أن ماري باي باي كانت تشارك في مسرحية من بطولته مع جورج سيدهم، وجاءهم خبر أن المحافظة ستقطع الكهرباء بعد قليل لفترة من الوقت، فقرر الاستغناء عن المشهد الثاني من المسرحية اختصاراً للوقت ونظراً للظروف الطارئة التي تعرضوا لها، وهذا المشهد هو الذي تظهر فيه “ماري”.
وتابع قائلًا : “ندهت عليا وطنشت، وبعدين ندهت على جورج، وبعد شوية لقيتها جاتلي، قالتلي ده مشهد إيه اللي على المسرح، فقلت لها ده المشهد التالت، قالتي التالت أومال التاني راح فين” ليدخل إثر كلامها في نوبة كبيرة من الضحك، كما لقبها سمير غانم بالأسطورة.
شاركت الفنانة الراحلة ماري باي باي في واحد من أشهر أفلام الزمن الجميل، وهو فيلم عد المرأة والذي قدم بطولته كل من الفنان القدير رشدي أباظة والفنانة الراحلة نادية لطفي، والفيلم من إخراج محمود ذو الفقار، وتدور أحداثه حول دكتور عيسى (رشدي أباظة) وهو كاتب ومفكر مشهور بعدائه الكبير للمرأة، وذلك بسبب والدته التي تزوجت رجل قاسي بعد وفاة والده وكان هذا الرجل يعامله معاملة قاسية، كما انصدم في حبه أيضًا وذلك لأنه في فترة الجامعة أحب فتاة وساعدها كثيراً وتركته وتزوجت بغيره، ومن هذا المنطلق، تراهن نادية زملائها بأن هناك أمر ما في حياته جعله يكن ذلك العداء الكبير للنساء، وتأخذ قرار بين نفسها أن تقترب منه لتكتشف أسراره.
فدخلت حياته واقتربت منه شيئاً فشيئاً وبدأ الحب يكبر وينمو بينهما، وأعادت له ثقته بنفسه، ولكن أحد أصدقائه أراد أن يكشف له أمر الرهان، مما جعل عيسي يصاب بأزمة نفسية كبيرة، وفور ذلك طرد ناديه من حياته، واشتد عدائه للمرأة أكثر وأكثر وبدأ يكتب ضدها مرة ثانية، فاضطرت الجمعية النسائية التي تعمل بها ناديه أن تقوم برفع قضية عليه ولكن ناديه تضطر أن تحكي للقاضي حقيقة المؤامرة التي وقعت بينهما ويصدر الحكم ببراءته ومن ثم يتزوجا، وقد شاركت ماري باي باي في هذا الفيلم بدور إحدى حاضرات الندوة التي أقامتها الجمعية النسائية ضد دكتور عيسى.
أفلام ماري باي باي:
– فيلم “عدو المرأة”
– فيلم “كيلو 99”
– فيلم “عاشور قلب الأسد”
– فيلم “إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين”
– فيلم “حب من ثلاثة أطراف” وكان آخر أعمالها.
توفيت في 5 أكتوبر 1997 عن يناهز ال80 عاما.