ركن في الظلام – قصة قصيرة
– ركن في الظلام – قصة قصيرة
– بقلمي أشرف عزالدين محمود
في الشارع الآخذ من النّهر ارتكن في مكان مظلمًا ،قصيًا ،تحت شجرة على أريكة قديمة مخلعة الأرجل في الجانب الشّرقي إلى الدرب،ساهرًا بين الحجار الساهره لا يراه المار او يلحظة العابر ،يراقب الناس في الغدو والرواح…بصمت مطبق ونظرات ثاقبة..تّرى ماذا يجول بخاطره..!؟لا أحدٌ يسمعُ صوتَ ذلك الرجلْ
لا أحدٌ يراهُ،حائم يفتّش في الظلمة عن منفذ ولا يستقرّ
دارت الدنيا على قلبه،تهدهد جفناه الأحلام تنقله على جنح من الذكرى،في دروبٍ هدَّها عبءُ الأسى ،وحيث الحبّ كلام صامت الّنبرة،يمرّ الليل عن جفنه ويسأله،فيجترّ الأسى والصمت والحيرة،إلى عهد مضى حيث السكون يثير نجواه،
الشارع يعج ويضج بالعابرين،حيث الأمنيات قتيلات من الوحدة،يسافر خلفها وجه من شتاء،إلى جنوب مجفف عَلَىْ الرصيف.وجهه المغبّر يطوي ,الشواطىءُ مهجورةٌ,
شارد الطرف لا يــرى أبـعــد مــن كـفيــه،محدق في الأفق البعيد،في تجاعيد الأسى بوح جراحه،وهنــا الـلـيـلُ مــرّ ســريــعــاً وهو بـبـذلـتــهِ الـقـرمــزيــه وربـطــةِ عـنــقٍ مـن الـلـيـفِ وكأن الليل ينساب كئيبا ويـبـتـزُّ مـنــه مــزيــداً مــن الـحــزنِ،يسكب الحزن الأصيلا في وعاء الروح , في عمق قراره بمــزيــداً مـن الاخـتـنـاق ولا شـــيءَ غيـــر الـهــواءِ الأســيــر لاهـثــــاً،وكأنه العازفُ الأخيرُ تحتَ نوافذه المغلقة،وكأن ما أتلفت من أحلام ـ عَلَىْ الضفتين ـ
لم تكفِ لتوقيع الحَيَاْةِ بإمضاء إلى التلف….
.