بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالات

سهلة المدني تكتب: أكاذيب الحياة لم تنتهي 

بقلم: سهله المدني

الحياة لغة يصعب علينا فهمها، نعم هذه حقيقة مهما حققنا من نجاح ونفوذ وشهرة تبقى الحياة سر يعلم بما تحويه هو خالق الكون، و هي سر يجهلها جميع الطبقات، ولغز لا نستطيع معرفته مهما فعلنا وخسرنا من أجل معرفته، وما جعلني أدرك ذلك هو إنها تحوي نهاية والنهاية تكون حزينة جداََ لمن يعشقها ويريد أن لا يخسرها، فنحن مهما فعلنا من أجل البقاء فيها سينتهي بنا الأمر ونحن في قبور لا أموال فيها ولا شهرة ولا نجاح ولا شيء، وعندما يتذكر أحد منا من مات، سيقول الجميع له الحي أبقى من الميت، و هذه جملة نسمعها عند ذكرنا لمن مات، ولكننا ننسى بأن هذا مصير جميع البشر، و في هذه السنوات أو بمعنى الأيام التي مضت كم مات فيها من ناجحين و حكام وامراء ولهم مناصب كبيرة نعم هذه الحقيقة، هل فكرت في لحظة من عمرك أنك ستموت وستدفن في قبر ويمكن أن لا يأتي أحد لزيارتك؟ كل هذه الاسالة يفكر فيها من أيقن بأنه سيموت مهما طال عمره، ولكن الموت لا يكون مؤلم بشرط أن تراه بأنه يقربك من الله وهو يوم لقاء خالق الكون، وبذلك مهما قرب موعد الموت فلن تحزن ابداََ، ولكن ما أريد قوله ليس بأن الموت مصيبة لا فهو راحة للمؤمن وعذاب لغير المؤمن، لن أخوض في الديانات مختلفة فكل إنسان أختار دينه والله هو الذي له الأمر في ذلك، وكل إنسان مسؤول عن اختياره للدين الذي يريده، ولكن ما أريد قوله هو بأن الذين نحبهم وفقدناهم لماذا نرى الذي يتذكر الأموات منهم بأنه جنون وأن علينا أن نبقى مع الأحياء وننسي الأموات لماذا هذا كله؟ فهم بحاجة لنا في هذه المرحلة كثيراََ ولماذا لا نضع أنفسنا مكانهم؟ ألا يحب أحد منكم أن يتذكره المقربون منه عندما يموت، ولماذا نسمي الميت جثة وجنازة؟ فهل هناك أحد يتمنى بعد كل الانجازات التي فعلها أن تكون نهاية اسمه جثة أو جنازة لا هذه ألفاظ تسيء له فالطبيب أو المحامي أو الفنان أو شيخ دين أو الصحفي والكاتب أو أمير أو ملك و أي إنسان هل أحد منهم يحب هذه التسميات عند موته وتكون هي آخر اسم له؟ لا ليس هناك من يتمنى أن يكون آخر اسمه هكذا ولماذا المقربين منه يقبلوا بهذه المسميات، فهو انتقل لعالم آخر فلا يحتاج أن يلقب بهذه التسميات التي تقلل من شأنه، نحتاج أن ندرك حقيقة وهي أن الموت حق على الجميع وأن ندرك ذلك لكي تتغير معاملتنا معه ونشعر بروحه معنا ولا ننسى حبنا له حتى بعد موته لكي نجد ذلك عندما نموت و ما تزرعه ستحصده وهذه حقيقة سندركها يوماََ ما، الحياة تحوي على غموض أو بمعنى خمول أو توقف عن البحث في نفس الأمر بمعنى الرجل الذي يخوض في علاقات كثيرة مع النساء من مختلف الثقافات والديانات والطبقات يتوقف لديه البحث لأنه جرب كل شيء فلم يعد لديه شغف وحب لأنه أنتهى لديه حب معرفتهم وأصبح يعرف كل شيء قبل أن يجربه مرة أخرى لذلك تجده توقف، ” ويبحث عن شيء آخر يمكن أن يوصله ذلك إلى الشذوذ الجنسي وأيضاََ يتوقف لأنه أدرك كل شيء فيه بمعنى أوضح كلما أدرك مافي جعبة الحياة أدرك أنها مزيفة وليس فيها متعة و بمعنى آخر تدرك بأن المتعة التي بحثت عنها لم تجدها لذلك تجد من لديهم كل شيء ليس لديهم السعادة لأن اسوء شيء في الحياة أنك تفقد متعة الشيء بسرعة فأي شيء حصلت عليه فيها تسعد به ولكن لحظات وتنتهي سعادتك، وطيلة رحلتك فيها تجد أنك لم تجد السعادة فيها، وهذه حقيقة وجميع الذين لديهم نفوذ وثروة يدركوا ذلك ويعلموا جيداََ ما أقوله بحكم تجربتهم معه.

و اسوء شيء في الحياة أنك تجد في لحظة قطارها ذهب وتركك بمفردك وأنت تركض خلفه وهو يهرب منك، نعم الكثير الذين خدعهم ما في جعبتها، وفي نهاية الأمر خذلتهم وجعلتهم أضحوكة لمن حولهم، ألم ترى بأن كل شيء فيها يتغير ويتبدل فأنت اليوم في القمة وفيما بعد لا أحد يذكر اسمك أو يتذكر تاريخك رغم الإنجازات التي فعلتها في حياتك، ولكن القطار ذهب ولن يعود لك ابداََ فهي تخذل من خسر كل شيء من أجلها ولا تحبه ابداََ، ولكن الذي أيقن بأنها لا تدوم لأحد تحترمه ولا تدمره هذه حقيقة إذا تجاهلنا وجودها سنتدمر وسنكون ضحية لها تفعل بنا ما تريد وبذلك نكون ضحية لاكاذيب الحياة التي لن تنتهي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى