بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالات

سهله المدني تكتب: قلوب لها ضوء في الظلام

بقلم/ سهله المدني

 

تنجذب له دون أن تدرك ما يشعر به وكأنه يجول في عالم لا تعرف عنه شيء، وقوة لا يستطيع أحد أن يدمرها وفي داخله قلب مثل الطفل البريء جِدًّا وقوته تدفعك للخوف منه، وقدرته على مواجهة الصعاب تجعلك تؤمن بقدرته على تخطي كل عقبة في طريقه، فهو خلق لكي يعمر الأرض ويخوض الحرب وينجح فيها رغم صعوبتها، وقلوب لها ضوء في الظلام وعيون ترى فيها إنسان لا تعرفه جَيِّدًا، وتحاول أن تدرك تفاصيل أعماقه ومع ذلك تفشل، فشعوره يحاول أن لا تراه في عيونه،و هكذا هو الرجل مهما فعلت لكي تدرك ما في داخله لن يسمح لك بذلك، ويخرجك من بوابة حياته وأنت تدخل فيها رَغْمًا عنه، ومع ذلك لن تفهم ما في جعبته، وجسم صلب يتحمل العمل لساعات طويلة من أجل تحقيق أحلامه وتعمير الأرض الذي هي هاجسه ورسالته التي يشعر بأنه خلق من أجلها، ودموعه يصعب عليك رؤيتها إِلَّا رَغْمًا عنه، وحبه للمرأة يخفيه في داخل قلبه ويحاول الهروب منه لأنه يرى كل شيء في هذه الحياة مسؤولية، ولذلك يفكر جَيِّدًا قبل أن يبوح بحبه، فهو لديه القدرة لأن يكتم الحب في أعماقه، ويغلق عليه الباب وذلك بانشغاله في العمل وإرهاق عقله وقلبه عن التفكير بها، هكذا هو لا يبوح ولا يدخل في الحب أو العمل إِلَّا عندما يجد إنه لم يعد يستطيع أن يبتعد عنها لأنه كلما حاول الهروب منها قلبه يجعله لا يكف عن التفكير بها، لذلك عندما يفقد السيطرة يجعله ذلك يبوح بالحب ويمكن بأن يوصله ذلك للزواج منها ،و لذلك نجد الرجل في بعض المرات يدخل في علاقات غير سويه أو مشاريع غير قانونية ليس لأنه يحب أن يفعل ذلك بل لأنه فقد السيطرة على مشاعره، فهو إما لديه انجذاب إتجاه امرأة أفقده السيطرة على عقله وقلبه ورغبته الجنسية، لذلك يندفع ويخوض هذه التجربة رغم معرفته بأنها سلوك خاطئ، وعندما يدخل فيها يشعر بالندم وهذا أَيْضًا يحدث له عندما يدخل في مشاريع غير قانونية، ومهما حاولت أن تقرأ أفكاره فهو يعتبر ذلك اختراق لحياته، وهذا بمثابة جريمة في نظره، والصمت جعل منه غامض لدى البعض، وجعل منه لا يصل لما يريده من المرأة فهي يصعب عليها أن تعرف ما يريده فهي تحتاج أن تتحدث معه لكي تدرك ما يريده، والرجل أدخل قلبه وعقله في كرة صغيرة لا يستطيع أحد رؤيتها، وأصبح يرى بأن الحديث معها فيما يحبه أنه تقليل من شأنه وكرامته، فهو لا يريد أن يطلب شيء منها إذا لم تقم هي به، وإذا أخبرها بما يريد أن تفعله من أجله هو وليس لأنها تحبه، وبعضهم يخبرها بما يحب ولكن بطريقة مرعبة تخفيها ولا تجعلها تشعر بما يحتاجه، ولم يخبرها بما يريده إلاّ بعد أن كبر في العمر، وهي تصغره إما ب30سنة أو 40 سنة أو أكثر من ذلك، وهرب من زوجته التي عاشت معه حياته وذهب لمن لن تفهمه أبداََ بسبب فارق العمر الكبير بينهم، وقرر أن يبوح بما يريده لها بعد أن خاض الكثير من التجارب الفاشلة ولم يجد ما يريده، وفارق العمر حتى وإن كان 50سنة أو أكثر أو أقل فلا يهم، ولن يكون له تأثير إذا كان زواجهم عن حب، فالحب يصنع المعجزات، والرجل مهما حاولت العبور في أعماقه فهذا لن يحدث لأنه أغلق ما في جعبته ولن يجعل أحد مهما كان أن يراه، لذلك يحتاج أن يخرج من صمته ويعبر عن معاناته مع المرأة، ولا يصمت فالصمت لن ينفعه، ويبوح بما يريده منها سواء في العلاقة الجنسية أو في طريقة حديثها معه أو في طريقتها في إختيار الثياب والمكياج و كل ما يريده ويحبه يبوح به لها، فصمته لن يجعله يصل لما يريده معها، وبحثه عن ما يريده بصمت لن ينفعه ذلك ولن يجد ما يبحث عنه وسيظل على أمل أن يجده ولن يحدث ذلك، وبعضهم خرج من قلبه وعقله ولبس قناع لا يمثل ما في داخله اعتقاد منه بأن ذلك يصنع منه بطل، فأصبح يبوح بالحب لمن انجذب لها والذي دفعه لذلك إما رغبة غير سوية لكي يثبت أنه زير للنساء ولا تستطيع مقاومته أي امرأة، وهو في داخله لا يشعر بهذا ولا يبحث عنه، وفعل ذلك لكي عندما يتحدث مع أصدقائه تكون لديه قصص يثبت فيها مدى القوة التي يملكها والجاذبية في إيقاع أي امرأة في شباكه، وهو لا يشعر بالانجذاب لما يفعله وهذا هروب من أعماقه وقلبه، فهو قتلهم وكلما تذكرهم شعر بالحزن لما حدث له، والسبب هو إما أنه فعل ذلك بسبب امرأة خذلته ولم تبادله المشاعر أو أنه بحث عن القوة في نظر المجتمع الذكوري الذي يعيش فيه، وكل ذلك جعله يهرب من مشاعره وينغمس في أفعال لا تمثل ما في داخله، ويبقى الرجل هو الأمل والسعادة في قلب وروح المرأة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى