“عندما نكون صادقين”
“عندما نكون صادقين”
كتب .. اشرف زيدان
“عندما نكون صادقين” .. جرياً على عادتي، في نسج وحياكة ما كتبته سابقاً في تلك المراهقة الفاتنة… والعمل بدأب على تقشير طبقاتها، بأقصى حالات التقشف اللغوي و«البساطة المخادعة» لتتكشف ببطء عن ثراء حياتي غير مفكّر بها، أو أنه مهمل لأسباب تتعلق بالقدرة على المكاشفة والاعترافات.
الزمن في تقادم يا أصدقائي، والامور ستؤول حتماً لمفترق أخر في حياتناً، منحنى قد نختاره بأنفسنا أو يأتينا على حين غفلة منا، تتمازج فيه الألوان وتختلط.
أشبه بنسيج خيوط شرنقة على مهل، ومن دون صخب، لكن بنبرّة مختلفة، بجماليات المكان الضيّق والرهان على تأثيثها بمنمنمات هامشية تنبئ عن ذات متشظيّة تعيش تناقضاتها وتقلباتها وعيوبها، فتحتفل بسعادات صغيرة وعابرة، لتعويض خسائرها التاريخية في منفاها الإختياري.
نهادن أنفسنا حيناً، ومن ثم نجادلها بأحقيتها وحاجتها كمن يرمي الحجار في المياه الراكدة ليفضح عيوبها، لذلك ترانا نعوّل على الصدق في كل سردياتنا، تبعاً لتدفقات الذاكرة وجسارتها في تقشير بيضة الذات من أسرارها المخبوءة… نتجول في المتعة، نعرّيها من تلك الشوائب التي سكنتها طويلاً، كي نعيد لها نضارتها وحميميتها.
جمال الكلمة جرعة مكثفة في كيفية إستثمار مخزوننا من تلك الندوبات التي تركت أثراً نستطيع تتبعه بسهولة، والتي إمتزجت فيه طيبتنا وعفويتنا لتنصهر في نص مكتوب لا يتوقف نهائياً إلا عند ترويض تربتة وتقليبها بسكة محراث حادة كي يخرج بحلة جديدة تتناسب مع ما نصبوا إليه.