صحافة ممزقة في سراب
سهله المدني
الرؤية والرسالة التي في داخل الصحافة تجعل مهمتها ليس من السهل النجاح فيها، والجمهور الذي يترقب قدوم الخطأ ويحاول البحث عنه قبل أن يبحث عن ما يطور به حياته، و المؤثرين الذين جعلوا الحياة في نظر المشاهد هي عبارة عن الحصول على إعلانات وإن حياة الرفاهية هي في داخل هذه الشركات ومن يتعامل معها بكسب إعلان سيدخل بوابة الرفاهية التي يعيشوها المشاهير، والواقع الذي هو بعيد كُلِّيًّا عن حياتهم، وكورونا التي أوقفت العالم بأكمله، كل ذلك يجعل الجمهور مشتت بين كل هذه الأحداث، والصحافة صامتة وليس لديها سوى البوح بالأضرار التي تسبب بها هذا المرض، كل ذلك يجعل مهمة الصحافة مهمة صعبة جِدًّا، وأحلام الكثيرين التي توقفت، وسياسات التي رسمتها الدول وكانت ستساهم في تطوير الدول توقفت بسببه، وكل إنسان أصبحت حياته معرضة للخطر، والمشاهير و المؤثرين الذي ساهم في موتهم وقضى عليهم كورونا، وكل ذلك يجعل الصحافة في مهمة ليس من السهل الهروب منها بكتابة المعاناة والأحزان التي غرست في داخلنا، بسبب هذا الوباء الذي أصبح مصدر خطر على كافة المجالات والبشر، وليس إيجاد الحل بكتابة الأضرار التي تسبب بها بل يكمن في زرع طاقة إيجابية لمن انتصر عليه لبث روح القوة والطاقة الإيجابية في المجتمع لننتصر عليه، فنشر الحزن ليس هو رسالة الصحافة بل هو تدمير للعالم بأكمله، فما تحويه الصحف يؤثر بشكل كبير جِدًّا في العالم، فالجمهور أصبح يتأثر بصمت دون أن يشعرك بذلك وهذه حقيقة يجهلها الجميع، والكثير يشاهد ما تكتبه ولا يضع لايك أو يكتب تعليق، وأنت تعتقد انك بالبحث عن من لديه أكثر لايكات وتعليقات بأن لديه جمهور، فهذا خطأ كبير فكل ذلك يمكن أن يشتريه أي إنسان وهناك شركات مهمتها هي هذا بمقابل مادي هي التي تحدده، وهناك مشهورة قالت بأنها تدفع كل شهر لمن يدير حسابها في الإنستقرام خمسة آلاف دولار، ولكن التأثير الحقيقي ليس بهذا بل بما في داخل عقولهم وتفكيرهم بما قدمته لهم، فيمكن أن لايكون لديك من يكتب تعليق أو يضع لايك، ولكن لديك تأثير كبير على عقولهم، لذلك الصحافة لم تمت ولم يؤثر وجود من دخلوا في الشهرة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي في قوتها ونجاحها ، ولكن التأثير أصبح لا يبوح به الجمهور وأصبح في داخلهم، ولذلك رسالة الصحافة هي نشر القوة وحب الوطن في العالم بأسره، وهذه المهمة تحتاج لصبر كبير وصدق وعدم البحث عن الشهرة من خلالها بل انتظار تحقيق هذا الهدف السامي وليس أكثر، وصمت الصحافة ونشرها للحزن لن ينفع العالم بل سيقضي عليه قبل كورونا، لذلك يجب زرع الأمل في داخل الشعوب فهي السلطة الرابعة، ونحن نقتل وجودها بأفكار سلبية تجعل العالم يهرب منها ويبحث عن الترفيه والأمل لمن ليس لديهم رسالة للعالم، وهذا خطأ يجب أن نتجنبه لكي لا يدفع ثمنه كل من أفنى حياته في هذا المجال، وبذلك سنساهم في قتلها والقضاء عليها ولكي لا تكون الصحافة ممزقة في سراب وبموتها نموت جَمِيعًا .