«صناعة الحبال».. مهنة يتوارثها الأجيال في المنيا

«صناعة الحبال».. مهنة يتوارثها الأجيال في المنيا

قد ورث صناعة الحبال عن أجداده وعشقها منذ الطفولة وعلى هذا الأساس قرر أن تكون مصيره ومصدر الدخل لأولاده، حيث يعمل (عماد سلمان) صاحب الـ40 عامًا ويقيم في مدينة ملوي بمحافظة المنيا في مهنة صناعة الحبال الليف وذلك منذ أكثر من 30 عامًا حيث إنه قد اتخذها بالوارثة عن أبيه وأجداده الذين كانوا يعملون في تلك المهنة لسنوات عديدة.

حيث كانت البداية عندما كنت أتجول بين شوارع قرية البراجيل الشهيرة عنها تصينع أحبال الليف، والتي يزيد عمرها داخل القرية عن حوالي 1400 عام، حتى أصبحت مصدر الرزق الوحيد لدى الموجودين داخل القرية دون التخلي عنها حتى يومنا هذا.

وعلي بعد تقريبًا 5 كيلو متر من مسار المحيط المار بين قرى مركز ملوي جنوبي المنيا تقع قرية البراجيل المعروفة منذ القدم بصناعة أحبال الليف، فتجد أن كافة أبناء القرية قد توارثوا تلك المهنة الفريدة منذ مئات السنين.

ويقول عماد ( قد توارثت صناعة الحبال أبًا عن جد فأتقنتها بشكل مميز والحمد لله وتعلقت بها منذ الصغر عندما كنت طفل في سن الثامنة من عمري كنت أذهب مع والدي في أوقات العمل طوال اليوم سعيد وفرح جدًا بالتجربة دي ثم أصبحت جزءًا من تكويني وعشقي وقمت بأخذ القرار على أن تكون مهنتي الوحيدة».

صناعة الحبال تقاوم الاندثار

كما أوضح أن صناعة شباك الليف تجمع بين الرجال والنساء وذلك لاكتمال مرحلة التصنيع التي يمر بها بداية من شراء الليف بالقنطار من أصحاب النخيل والذي ياتي سعره ما بين 90 إلى 120جنيهًا، ثم يتم (تشوينة) داخل المخازن حتى تتم عملية التليين في المياه وحتي يصبح عبارة عن أنسجة متماسكة ويتم توزيعه على النساء لبدء تحضير الطلبات للزبائن.

ويضيف: (بعد أن يتم تجهيز الليف يوزع على نساء القرية في منازلهم، ثم يقومون بفتله و برمه حتى  يتم تحويله إلى أحبال ومن ثم يتم محاسبتهن تبعًا لنسبة الإنتاج والتي تقدر بـ100 حبل مقابل 15 جنيهات فإنهم يعتبرونها أجر يومي لمساعدة أزواجهن في تنفيذ مطالب أولادهم).

وأشار أيضًا أن الزبائن يأتون من كافة المحافظات إلى القرية للحصول على أحبال الليف التي تستخدم في تربيط محصولي القمح والأرز، فإن يعتبر الحبل الليف من أجود الطرق في تربيط المحاصيل الزراعية عن باقي أنواع الأحبال الحديثة الأخري، ومع هذا يزداد الطلب على أحبال الليف في تلك الأيام تزامنًا مع موسم حصاد القمح، حيث يهدف أبناء القرية إلى تصنيع أحبال الليف بكميات كبيرة تساعدهم في تلبية متطلبات المزارعين خلال حصادهم للذهب الأصفر.