طه الفشني: ذكرى رحيل كروان الإنشاد وأيقونة الفن الديني
ذكرى رحيل كروان الإنشاد طه الفشني
في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى رحيل واحد من أبرز أعلام الإنشاد الديني في العالم العربي، وهو الفنان الكبير طه الفشني، الذي رحل عن عالمنا في عام 1970، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُنسى. يعتبر الفشني رمزًا من رموز الفن الأصيل، حيث أضاف لبصمة الإنشاد الديني نكهة خاصة جعلته يملك قلوب الملايين.
وُلد طه الفشني في عام 1900 في قرية جروان، بمحافظة المنوفية في مصر. نشأ في أسرة تحب الطرب والموسيقى، وكان يشغف بالإنشاد منذ صغره. اكتشف موهبته المبكرة عندما أظهر فصاحة وبلاغة في تلاوة القرآن الكريم. فقد كان صوته عذبًا وجميلًا، وقد استرعى انتباه الكثيرين، حتى أصبح يتلقى تشجيعًا من أساتذته.
بدأ مشواره الفني بالإنشاد في المساجد والاحتفالات الدينية، حيث كان ينشد الأشعار الدينية ويؤدي المديح في حب الرسول صلى الله عليه وسلم. لاقى أداءه استحسان الجمهور، وتحولت حفلاته إلى مناسبات تجذب الآلاف. لذلك، أصبح الفشني شخصية مؤثرة في المجتمع المصري، وكان يُعتبر مصدر إلهام للعديد من الفنانين اللاحقين.
أحد أبرز ملامح أسلوب طه الفشني هو استخدامه للموسيقى بشكل مبتكَر، مما ساعد على إدخال جيل جديد من المستمعين إلى عالم الإنشاد. تميزت أعماله بالعمق الروحي والتعبير البليغ عن العواطف، مما جعل كلماته وألحانه تلامس قلوب محبيه. كان الفشني يعتبر صوت الحضارة والتاريخ، إذ كانت أعماله تجسد روح الهوية العربية والإسلامية في كل شطر من أشعارها.
الشاعر المصري المعروف محمد إلهامي كان له دور كبير في تطوير أعمال طه الفشني، حيث كتب له العديد من القصائد التي أصبحت لاحقًا من العلامات الفارقة في مشواره الفني. من أبرز أعماله “أنتَ في قلبي”، و”مولاي إني ببابك”، اللتين لا تزالان تُردد حتى اليوم في المناسبات الدينية.
على الرغم من رحيله عن عالمنا، إلا أن طه الفشني لا يزال حاضراً في قلوب محبيه، إذ يتم الاحتفال بإرثه الفني في مختلف أنحاء العالم العربي. يجسد الفشني لكل محبي المديح والفن الأصيل روح العصر الذهبي للتصوف، ويعد أحد رواد النهضة في فن الإنشاد الديني.
إن ذكرى رحيل طه الفشني ليست مجرد احتفال بالزمن الذي مضى، بل هي دعوة للاحتفاظ بتلك الذاكرة الحية التي تمثل جزءًا من تاريخ الثقافة العربية. فنقل إرثه عبر الأجيال يعني الإبقاء على مشعل الإبداع والتجديد في الفن الديني، ليبقى طه الفشني في وجداننا كرمز للصفاء الروحي والإبداع الفني.
في ختام هذا المقال، يجب أن نؤكد على أهمية إحياء ذكرى هؤلاء الفنانين الذين أثروا في ثقافتنا وقادوا مسيرة الفن العربي إلى آفاق جديدة. إن ذكراه ستظل محفورة في سجلات الفن الإسلامي، حيث يسعى الكثيرون إلى استلهام روحه وإبداعه في أعمالهم، ليعيش الفشني في ذاكرة الأجيال كأحد أعظم الكوادر التي قدّمت لنا أروع الألحان والكلمات.
اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي المصري يحتفظ بشهادة الجودة في مجال الإمداد اللوجيستي من للعام الثاني على التوالي
بنك مصر والبنك التجاري الدولي يمنحان تمويلا مشتركا لصالح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” بقيمة 4.14 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بزايد الجديدة
وزير المالية: الإصلاح المالى والاقتصادي عملية ممتدة ومستدامة.. وأكبر من برامجنا الإصلاحية المدعومة من المؤسسات الدولية
البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة وشركة MAFI لتمويل الزراعات التعاقدية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنيء قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بـيوم القضاء المصري
النائب أحمد المصري يشيد بأستجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لمطالبة الرئيس السيسي بإضافة بندًا عاجلاً لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية
دكتوره نورهان الزقم اخصائي طب الاسنان و علاج اللثة في حوار خاص للرأي العام عن أهم اسباب التهابات اللثةوكيفية علاجها
بنك القاهرة يوقع عقداً مع شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار لتكوين وإدارة محفظة خارجية