ميلاد
هل نحن بالفعل أمام ميلاد عالم جديد متعدد الأقطاب
في خطابه الذي وجهه أمس من مكتبه في الكرملين إلي قمة زعماء دول مجموعة بريكس المجتمعين في جوهانسبرج بجنوب افريقيا ، كرر الرئيس الروسي بوتين علي مسامع قادة المجموعة ، اقتناعه بأهمية دور بريكس في التحول بالنظام الدولي الراهن إلي نظام دولي متعدد الأقطاب ، وفي جعله اقدر علي تحقيق العدالة الدولية للجميع.
هذا الحديث المتكرر من قبل الرئيس الروسي عن تعدد الأقطاب في نظام دولي جديد كهدف استراتيجي لبريكس وغيرها يؤكد اقتناعي بأن بوتين بالغ كثيراً ، في تصويره لأهمية هذا الملف وكأنه سوف يخترع نظاما دوليا جديداً
كبديل للنظام الدولي الحالي ، وهو زعم بلا أساس ، فنحن في نظام دولي متعدد الأقطاب فعلا لا مجازا ، نظام دولي يحتل فيه الإتحاد الروسي مرتبة القطب الدولي الثالث بعد القطبين الأمريكي والصيني علي التوالي … وهو الترتيب الذي يستند في أساسه إلي الكم المتاح لكل واحد من هؤلاء الأقطاب الثلاثة من عناصر القوة الشاملة.
اما الجديد في الأمر ، فهو ان الهند بديناميكيتها الإقتصادية والإنتاجية والتكنولوجية المتعاظمة ، والتي تجعل اقتصادها واحداً من أسرع الاقتصادات نموا في العالم علي نحو ما جاءفي خطاب رئيس وزرائها مودي أمام قمة جوهانسبرج وهو يتحدث عن قوة الهند الإقتصادية بثقة شديدة وكأنه يريد ان يقول للعالم هذه هي الهند الجديدة التي لا تعرفونها
علي حقيقتها وهي ايضا بما تملكه من أدوات قوتها الناعمة بوفرتها الشديدة وبتنوعها وانتشارها الدولي الواسع حتي في اكثر دول العالم تقدما تكنولوجيا ، وهي بثقلها البشري الهائل الذي سوف تتفوق به علي الصين لتصبح الدولة ذات التعداد السكاني الأضخم في العالم
وبما يحمله ذلك من دلالات إيجابية تنمويا وانتاجيا وإلا لما حققوا ما حققوه من تقدم تكنولوجي متسارع ونمو اقتصادي ملفت وضخم وهي بترسانتها النووية ، وبقدرتها علي الوصول بمركباتها إلي الفضاء الخارجي ، وهي بعضويتها الفاعلة
والمؤثرة في العديد من الشراكات الإستراتيجية الدولية هنا وهناك ، وفي غير ذلك من التجمعات الاقتصادية الدولية والإقليمية ، وهي بنظامها الديموقراطي واستقرارها السياسي ، وبقدرتها علي إدارة هذا التنوع البشري والعرقي والديني بمهارة كبيرة تحسب لها ولنظامها الديموقراطي بأدواته السلمية التوافقية الخالية من العنف والقهر.
سوف تتمكن بهذا الثقل الهائل والمتنامي من عناصر قوتها الشاملة من إزاحة الإتحاد الروسي من موقعه كقطب ثالث لتأخذ مكانه ، ولتجعله يتراجع إلي مرتبة القطب الرابع في نظام دولي متعدد الأقطاب ينبني في أساسه علي تسلسل المراكز وليس علي تعادلها.
إذن سوف نكون مقبلين علي نظام دولي رباعي الأقطاب ، اي نظام دولي يتحرك بقوة دفع رباعي بدلاً من قوة الدفع الثلاثي التي نشهدها في الوقت الراهن علي يد الأقطاب الثلاثة الكبار الحاليين نظام يعبر بأمانة عن واقع موازين القوة الدولية الشاملة التي تربط بين مجموعة الأقطاب البارزبن والمؤثرين فيه ..
وليس نظاما دوليا نظريا بالمفهوم الذي يتحدث عنه الرئيس الروسي بتصويره المثالي له وكأننا سوف نكون مع نظام دولي خالي من صراعات القوة والمصالح وسباقات التسلح ، وكأن العدالة الدولية الغائبة سوف تأتي معه ،
وبها سوف ينعم العالم كله بالسلام والاستقرار وحكم القانون كما اشار في خطابه أمس لزعماء دول بريكس .. هذا هو ما يوحي به خطابه المتكرر إلي العالم وبالأخص منذ إندلاع الحرب الأوكرانية ،
وهو خطاب يبتعد عن الواقع بمعطياته وحقائقه وشواهده الناطقة ، ليجعلنا نعيش واقعا دوليا آخر لا اتصور أننا سوف نراه لا علي يد بوتين ولا علي يد غيره من القادة والزعماء .. وله ان يقول ما يشاء ..
وتبقي حقائق الواقع الدولي بضغوطه وتحدياته الهائلة والمستمرة اقوي من هذا كله.
إقرا أيضا
- زيادة التعداد السكاني يؤجل الانتخابات الباكستانية لـ 6 أشهر
- الحملات التموينية للادارات الفرعية لمديرية التموين و التجارة الداخلية بالأسكندرية
- بيان لبنان الرسمي : رغم التحذيرات العربية والأجنبية الوضع الأمني لا يستدعي القلق
- وفد الجامعة العربية ينهى زيارته إلى موريتانيا للإعداد لقمة نوفمبر التنموية
- تأسيس ورش بهدف بناء قدرات النشء بمدارس الجيزة
- الأهلي: كولر وراء رحيل سيد عبد الحفيظ عن الفريق
- ترامب قبل مثوله أمام المحكمة : الديمقراطيون يستخدمون القضاء “كسلاح ضدي”
ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.