دكتور عبدالعزيز فرج: المغالاة في المهور سبباً في سجن النساء الغارمات
محمود أحمد
أوضح الدكتور عبدالعزيز فرج رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة أنه تم إطلاق عدة مبادرات للتخفيف من أعباء الزواج وتخفيض أعداد العنوسة.وآن الأوان لتفعيلها وتنشيطها والإكثار منها، وذلك لتلافي الكوارث الناجمة عن المغالاة في المهر والشبكة ونفقات الزواج، التي تحولت إلى كارثة في حالات كثيرة بدلاً من كونها سبباً للسعادة والسرور، إذ أن تقليل وتخفيف المؤونة يغرس البركة في الزواج، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً”، وفي لفظ آخر: “إنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً”، والمؤونة هنا تشمل المهر والشبكة والأثاث، وتجهيز الزوجة.
مؤكد أن المغالاة في المهور ونفقات الزواج أصبحت سبباً في سجن النساء الغارمات وهن أمهات أو ذوات الفتيات، وذلك لانتشار عادات الإكثار من الملابس والأجهزة والكماليات للعروس عند تزويجها، فيضطر أهلها للاستدانة والتوقيع على إيصالات أمانة وشيكات على بياض لشراء مستلزمات الزواج بالتقسيط، وكثيراً ما يعجز الأهل، وخاصة النساء الأرامل سواء كانت أم العروس أو أختها الكبرى، فيكون ذلك سبباً في سجنها بسبب عجزها عن سداد الأقساط، بعدما يشكوها التاجر ويقدم الشيكات أو الإيصالات لجهات التقاضي
.
مضيفا أنه من العادات التي انتشرت هذه الأيام مثل شراء مائة عباءة للعروس، وأجهزة للأطفال الذين لم يولدوا بعد، وانتشار شراء الكماليات بصورة مبالغ فيها، وهو ما يصعب أمر الزواج، ويرفع معدلات العنوسة، وهو ينافي أمر الله بتجنب ظلم النفس وذلك في قوله تعالى: (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) (التوبة: 36)، مؤكداً أن هذا ظلم للشاب المقبل على الزواج، وكذلك للفتاة وأهلها.
كما دعى الدكتور عبدالعزيز فرج أهل العروس أن يختاروا الزوج الصالح التقي المناسب لابنتهم، والعمل على تيسير الزواج وليس التنافس في شراء الكماليات، وابتداع بدع جديدة كل فترة تزيد من صعوبة الزواج، ورفع معدلات العنوسة ويجب تأجيل ما يمكن تأجيله من أثاث، والاقتصار على الضرورية، ونقل جهاز العروسة على سيارة واحدة فقط، وإلغاء عادات تكاليف الضيافة الباهظة أثناء الفرح.
والدعوة لمبادرة إنشاء بنك الزواج على غرار “بنك الطعام” ، لدعم الشباب ومنحهم القروض الميسرة بدون فوائد والتي تساعدهم على تكاليف الزواج. وإلزام رجال الأعمال المساهمة بنسبة معلومة سنويا يحصلون بموجبه علي نسبة إعفاء من الضرائب نظير هذه المساهمة المجتمعية والإعلان عن ذلك بالصحف والفضائيات وإيداع سهم من أموال الزكوات به من شتي الأموال الواجب الزكاة فيها بالإضافة إلى الصدقات.