بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالات

عدسة المواهب | قصة قصيرة مع أبي لمحمد كريمي

بقلم محمد الكريمي

 

لابد لى من الاعتراف، أنا لا اجلس مع ابى كثيراً، فقط فى موعد الغداء إن أمكن أو إذا لم تتعارض مواعيدنا بعضها البعض…
لكن تلك الظروف التى نعيشها الآن تجعلنا أو تجبرنا على الجلوس معا.

كان لى برنامج دقيق منذ بداية الشهر الفضيل -بالتأكيد لا يتضمن مشاهدة هذا البرنامج السخيف فى التلفاز- كانت هذه المرة الوحيدة التى كدت أن أدمر هذا الجهاز البائس، وأرميه من الشباك حينما شاهدت اولى حلقاته مصادفة.

تمر ايام الشهر وينتصف الشهر الكريم، ويأتى يوم نجلس فيه معاً أمام التلفاز وقت السحور، وانا منهمك فى تقليب القنوات أبحث عن اى شئ.
يبدو ان والدى قد أحس بضجر شديد من تصرفى الصبيانى، وما أن أتت القناة -التي تعرض البرنامج- حتى صاح بقوة “استنى أقف… أقف!”

كدت أنفجر من الغيظ ألم تجد سوى هذا البرنامج السخيف حتى تشاهده معى يا أبى ؟
إلا ان قلت لنفسى “لا بأس .. سيشعر كما شعرت حينما تابعت أولى حلقاته” تمر الدقائق، ومع كل “إفيه” يخرج من الممثل أو الضيف .. أجد أبى غارقاً فى الضحك.

و مع كل ضحكة يطلقها أبى، أندهش وأتعجب أكثر وأكثر! لماذا يضحك أبي؟
تعمقت فى التفكير جداً , ودارت الأسئلة فى رأسي البائس “ماذا الذي يحدث الآن ؟” هل هو تعنت؟ أم صراع اجيال؟
لقد تعمقت فى التفكير ووصلت إلى سؤال آخر، ماذا الذى رآه ابى ولم أره؟
انتهى البرنامج وقبل أن اسأل عما يحيرني، فكان رده فى غاية العمق “انا ضحكت … لانه بيضحكنى!”

فى كل رمضان الماضي لم يجلس أبى فى البيت بعد الافطار إلا نادراً، تنتهى صلاة التراويح فيجلس مع أصدقائه فى المقهى، يتسامرون معاً إلى ما يسبق السحور بساعة او أقل.
مع قليل من التفكير تكون تلك الاجابة البسيطة عنوانا لكل شئ.
وها نحن الان على مشارف نهاية رمضان، نجلس معاً يوميا قبل السحور نشاهد هذا البرنامج ونغرق سوياً فى الضحك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى