عن فلسفة الحقيقة
بقلم الشاعر والكاتب محمد يوسف
ما تعريف الحقيقة؟ وهل لها معيار ثابت لدى الجميع؟ وهل الحقيقة دائماً ثابتة؟ هل يوجد ما يسمى بالحقيقة المطلقة؟ هل اتفق الجميع على حقيقة واحدة؟
الحقيقة هي الشئ الثابت يقيناً. والحقائق ربما تكون أحداثاً أو أشياءً أو حتى عقائد ومشاعر وغيرها.
البشر جميعاً في حالة دائمة من البحث عن الحقيقة أو الوصول لها بشكل أو آخر، لكنهم حتى في محاولاتهم للبحث عن الحقيقة يختلفون وأحياناً يتبعون الوهم في الوصول لما يعتقدون أنه الحقيقة. فمنهم من يظن أن الذكاء هو سبب الرزق أو أن النفاق سبب الوصول أو أن المال سبب السعادة. لكن الغريب أن الحقيقة كسائر أمور حياتنا أمر نسبي، فهي تختلف باختلاف الشخص وفكره وإيمانه وتختلف أيضاً باختلاف الظروف والمكان، بمعنى أن للوهم والسراب دور مهم هنا.
الوهم أو السراب هو خلاف الحقيقة بعضنا يرى وهماً أو يصدقه لسبب من اثنين: إما رغبة شديدة فيه( كمن يرى الماء في الصحارى أو وقت الحر الشديد. أو بسبب الخوف الشديد منه كمن يتخيل الجن في الظلام.
معيار الحقيقة ربما يختلف باختلاف الأشخاص والظروف. فمن يحب أحداً سيرى عيوبه مزايا والعكس.وربما تختلف الحقائق باختلاف الظروف. فما نراه اليوم شيئاً تافهاً ربما في وقت لاحق نراه عظيماً، والعكس صحيح فبعض الأشياء التي نراها اليوم حقائق كانت في وقت من الأوقات أحلاماً وغرائب.
من هنا ندرك أن الحقيقة ليست شيئاً ثابتاً ولا يوجد كا يسمى بالحقيقة المطلقة التي يتفق عليها الجميع سوى (الموت) وهو أكثر الحقائق التي نخشاها.
الخلاصة: الحقيقة هي ما تؤمن أنت به فاصنع لنفسك حقائق من أفكارك ومبادئك وعقائدك. وكن مؤمناً فقط بما تؤمن به دون شك أو ريب. واعلم بأن اليقين راحة والشك عذاب.
اللهمَّ ارزقنا إدراك الحق وارزقنا اليقين به.