غزوة بدر الكبرى
شهر رمضان المبارك
وقت وقوع غزوة بدر
وقعت غزوة بدر الكبرى في صباح يوم الجمعة السابع عشر
من شهر رمضان المبارك، من السنة الثانية من الهجرة، قال تعالى : *( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تفلحون)* ال عمران/١٢٣.
اسباب غزوة بدر
وسبب الغزوة : أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج أبي سفيان في قافلة تجارية من مكة إلى الشام ،تحمل اموال وتجارة قريش.
وكان كفار قريش قد أستولوا على كل ماتركه المسلمون في مكة ، من أموال ومتاع وتجارة وبيوت ، بعد أن هاجروا الى الله تعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وتركوا خلفهم الدنيا وما فيها رغبة الى الله عز وجل ، ونصرة لهذا الدين العظيم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعترض هذه القافلة، لكنها أفلتت إلا أنه صلى الله عليه وسلم جعل يرقب عودة هذه القافلة من بلاد الشام .
،فلما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم برجوعها خرج في بضعة عشر وثلاثمائة من أصحابه رضي الله تعالى عنهم ليعترضوها ولم يكن معهم إلا فرسان وسبعون بعيرًا يتعقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد ،
ولكن أبا سفيان حين دنا من المدينة علم أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد خرج في أصحابه رضي الله تعالى عنهم ليعترض العير فاستأجر أبو سفيان رجلًا وهو ضمضم بن عمرو الغفاري الى مكة ليخبر قريشًا بما قصده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،
فقام أشراف مكة يشجعون أهلها على أن ينفروا سراعًا ليخلصوا تجارتهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم ، فخرجوا في نحو الألف معهم مائة فارس و سبعمائة بعير، ومعهم المغنيات يضربن بالدف ويغنين بهجاء المسلمين،
ولكن ابو سفيان غير خط سير القافلة نحو ساحل البحر الأحمر فنجت القافلة من قبضة أيدي المسلمين و أخبر أبو سفيان أهل مكة أن العير قد نجت فارجعوا .
إلا أن أبا جهل أصر قائلًا: والله لا نرجع حتى تسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا بعد ذلك اليوم أبدًا، ولكن الأخنس بن شريق واسمه أمية، رجع في مائة من بني زهرة.
( وهم أخوال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لأن أمه السيدة امنة بنت وهب سيدة من سيدات بني زهرة) ، فأتى الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش قد خرجوا لملاقاتهم وأن العير قد نجت فاستشار صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله تعالى عنهم في لقاء العدو.
فتكلم سيدنا أبوبكر رضي الله تعالى عنه فأحسن، ثم تكلم سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه فأحسن ثم قال المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه:
يا رسول الله والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: *﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾* [المائدة:[ ٢٤].
*فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له* ، ( برك الغماد: موضع باليمن ) ،
وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار ،لأن نصوص بيعة العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج المدينة ، فقال صلى الله عليه وسلم: *( أشيروا علي أيها الناس)
وانما يريد الأنصار ، وهنا تتدفق مشاعر الحب والفداء من الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقوم سيدهم وقائدهم وحامل لوائهم المحب الصادق في حبه، سيدنا سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله تعالى عنه ويقول :
والله لكأنك تريدنا يارسول الله ؟ فقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم : ( أجل ) ، فقال سيدنا سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه* : *فقد امنا بك ،فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة،
فامض يارسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ،ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، انا لصبر في الحرب،صدق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر على بركة الله ،
فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد رضي الله تعالى عنه، ونشطه ذلك، ثم قال صلى الله عليه وسلم* : *( سيروا وابشروا ، فان الله تعالى، قد وعدني احدى الطائفتين، والله لكأني الأن أنظر الى مصارع القوم)* ، *(احدى الطائفتين: أي اما القافلة ،
أو النصر على قريش)* ، وأشرق وجه سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم وسره ما سمع،فكأنما وجهه قطعة قمر صلى الله عليه واله وسلم ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم قريبًا من بدر ، ( وبدر : بلدة تقع جنوب غرب المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وتبعد عنها ١٥٥ كم ، وهي اليوم تتبع محافظة منطقة المدينة، وتبعد عن مكة شرفها الله تعالى ٢٥٥ كم تقريبا).
ولما نزل صلى الله عليه وسلم ادنى ماء من مياه بدر، فقام الصحابي الجليل الحباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه كخبير عسكري فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل أدب : يارسول الله ، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله
،ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟
أم هي الرأي و الحرب والمكيدة؟
فقال صلى الله عليه وسلم :
( بل هو الرأي والحرب والمكيدة) ، فقال الحباب : يارسول الله ،فان هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم (قريش) فننزله ،ونغور (أي نخرب) ما وراءه من القلب (جمع قليب وهي البئر المهجورة)،
ثم نبني عليه حوضا ،فنملأه ماء، فنقاتل القوم ،فنشرب ولا يشربون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *(لقد أشرت بالرأي)* ، فنهضوا حتى أتوا أقرب ماء من العدو ، فنزلوا ،ثم صنعوا الحياض للماء عند منتصف الليل ، ثم جعل صلى الله عليه وسلم يبشرهم: “هذا مصرع فلان غدًا. وهذا مصرع فلان غدًا ،
وهذا مصرع فلان غدًا.
فو الله ما أخطأ أحد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصرعه أبدًا ، وإذا بالله عز وجل يغشيهم بالنعاس فينامون تلك الليلة. فأمنوا واطمأنوا واستراحت أجسادهم.
ثم أقترح سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه أن يبني للرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم مقرا للقيادة،وبنى المسلمون عريشا على تل مرتفع شمال شرق ميدان المعركة ليشرف على أرض المعركة،
وتم انتخاب فرقة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ، يحرسون مقر قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحسبا لهجوم من المشركين عليه .
*وكانت هذه الأحداث ليلة الجمعة ،ليلة السابع عشر من رمضان المبارك* .
واقامت قريش ليلة المعركة في معسكرها بالعدوة القصوى،
ومع صباح يوم الجمعة، يوم المعركة أقبلت قريش الى أرض معركة بدر ، ونزلت من الكثيب الى وادي بدر، وأقبل نفر منهم الى حوض ماء المسلمين ، وخرج رجل من جيش قريش عمير بن وهب بن الجموح ويعرف بشيطان قريش، يريد أن يعرف عدد جيش المسلمين، فدار عمير بفرسه حول العسكر،
ثم رجع الى قريش فقال ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون ، وقال عمير لقريش: لكني رأيت يامعشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع،قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ الا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجلا منهم الا أن يقتل رجلا منكم فروا رأيكم ، فقامت معارضة شديدة ضد أبي جهل المصمم على المعركة، تدعوا الى العودة الى مكة دون قتال
ومشى حكيم بن حزام الى عتبة بن ربيعة كبير قريش وسيدها المطاع ، أن يرجع بقريش الى مكة دون قتال،فوافق عتبة وقال له :ائت ابن الحنظلية- ابا جهل-.فقال ابو جهل: والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا .
٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠
*وتراى الجمعان ، وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين ، وفي يده صلى الله عليه وسلم قدح ( سهم) يعدل به الصف،وكان الصحابي الجليل سواد بن غزية رضي الله تعالى عنه ، خارجا من الصف، فطعنه (ضربه ضربة خفيفة) رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطنه بالقدح
وقال : ( استو يا سواد)* ، *فقال سواد : يارسول الله أوجعتني فاقدني من نفسك، ( اي يطلب القصاص) ، فكشف صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف وقال له صلى الله عليه وسلم: (استقد )، ( أي: خذ القصاص مني )* *فاعتنقه سواد ،وقبل بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال صلى الله عليه وسلم: (ماحملك على هذا ياسواد؟) ، قال:يارسول الله قد حضر ما ترى ، فأردت ان يكون اخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير* .
٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى العريش ( مقر القيادة) و معه سيدنا أبوبكر رضي الله تعالى عنه.
وبدأت احداث معركة بدر ..
اذ خرج ثلاثة من المشركين يدعون إلى المبارزة فقام،
عتبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبه وأخوه شيبة بن ربيعة ، فنادى عتبة في صفوف المسلمين من يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: ممن أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “قم يا حمزة– بن عبدالمطلب– قم يا علي– بن ابي طالب– قم يا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب” ( ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فقام عبيد بن الحارث إلى شيبة ، وقام حمزةإلى عتبة ، وبارز علي بن ابي طالب الوليد بن عتبة ، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي الوليد ، وأما عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة فاختلفا ضربتين فأثخن كل منهما صاحبه فمال حمزة وعلي على شيبة فقتلوه
ثم حملوا عبيدة بن الحارث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم مات شهيدا عند عودة المسلمين للمدينة في وادي الصفراء وقبره هناك.
فثارت حمية الجاهلية في قلوب كفار قريش ، فتقدموا للقتال فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأصحابه: *(قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض)* .
فقال عمير بن الحمام رضي الله تعالى عنه : يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال : (نعم) ، فقال: بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” *(ما حملك على قولك بخ بخ)؟* ، قال: رجاء أن أكون من أهلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *(فأنت من أهلها)*
فأخرج عمير تمرات ليأكلها فجعل يأكلها ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة ثم رمى بالتمرات وأقبل على القوم فدخل في صفوفهم فقاتلهم حتى استشهد رضي الله تعالى عنه.
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يستنصر ربه ويستغيثه، يناشد ربه عز. وجل نصره الذي وعده وهو يقول :
*( اللهم أنجز لي ، اللهم اني أنشدك عهدك ووعدك ).( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث )* ، حتى سقط رداؤه صلى الله عليه وسلم عن منكبيه فرده الصديق رضي الله تعالى عنه .
ثم أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم اغفاءة واحدة ثم رفع رأسه عليه الصلاة والسلام فقال *( أبشر يا أبا بكر ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه عليه آلة الحرب) ، وفي رواية: *( هذا جبريل على ثناياه النقع ، أي الغبار )*
ثم خرج صلى الله عليه وسلم من باب العريش وهو يثب في الدرع ، ويقول: *( سيهزم الجمع ويولون الدبر)* سورة القمر/ ٤٥ ، ثم أخذ كفًا من حصا فرماه في وجوه القوم وهو يقول: *(شاهت الوجوه)* ، فلم تبق عين من عيون القوم إلا ودخلها من ذلك الحصى .
وتقدم المسلمون يقتلون المشركين ، والملائكة عليهم السلام تقاتل معهم حتى كان النصر المبين للمسلمين .
لما رأى ابليس ما يفعل الملائكة عليهم السلام بالمشركين. فر
ونكص على عقبيه ، وكان قد جاء الى المعركة على صورة سراقة بن مالك ، فلما فر هاربا قال له المشركون : الى اين يا سراقة؟ ، قال ابليس: اني أرى ما لاترون ، اني أخاف الله ، والله شديد العقاب ، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر .
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خرج مستكرها الى بدر ، ونهى صلى الله عليه وسلم عن قتل أبو البختري لأنه كان أكف القوم ( منعهم) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة،وكان لا يؤذيه ،ولايبلغ عنه شيء يكرهه، وكان أبو البختري بن هشام من القوم الذين قاموا في نقض الصحيفة ( صحيفة مقاطعة بني هاشم وبني المطلب بمكة) فكان هذا الوفاء من سيد الأوفياء صلى الله عليه وسلم .
٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠ ٠٠٠٠٠٠٠
ومن صور المحبة والفداء التي قدمها الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنه كثيرة جدا فمنها : قال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، اني لفي الصف يوم بدر اذ التفت فاذا عن يميني. وعن يساري فتيان حديثا السن ،اذ قال لي أحدهما سرا عن صاحبه:
ياعم ، أرني اباجهل ،فقلت: فما تصنع به؟ ، قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوالذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده سوادي حتى يموت أعجل منا ، فتعجبت لذلك ، قال: وغمزني الأخر فقال لي مثل مقالة صاحبه ، فنظرت الى أبي جهل يحول في الناس ، فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه ، فابتدراه بسيفهما حتى قتلاه ، والشابان هما :معاذ بن عمرو بن الجموح ، ومعوذ بن عفراء من الأنصار ، رضي الله تعالى عنهما ، وكان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف وأمية بن خلف صديقين في الجاهلية بمكة ، ومر يوم بدر عبدالرحمن بن عوف وبيده أدراع على أمية بن خلف ومعه ابنه علي في أرض المعركة.
فقال له أمية: انا خير من هذه الأدراع التي معك ، فأسره وابنه علي، واخذا يمشيان . فقال امية: من هذا الرجل منكم الذي معلم بريشة النعامة في صدره؟
قلت: هذا حمزة بن عبد المطلب، قال أمية: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل ،،، وفجأة يرى سيدنا بلال بن رباح رضي الله تعالى عنه أمية بن خلف رأس من رؤوس الكفر ، وكان يعذب بلالا والصحابة المستضعفين رضي الله تعالى عنه بمكة، فصاح سيدنا بلالا على أرض المعركة:
رأس الكفر أمية بن خلف ،لا نجوت ان نجا ،ثم صرخ بأعلى صوته : يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت ان نجا.
فاحاط بهما الصحابة رضي الله تعالى عنهم بأسيافهم ، حتى سقط أمية بن خلف صريعا على أرض بدر .
وقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خاله العاص بن هشام بن المغيرة وكان كافرا وهو اخو ابو جهل.
وانقطع يومئذ سيف الصحابي الجليل عكاشة بن محصن رضي الله تعالى عنه ،فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلا من حطب(عودا من حطب) فقال صلى الله عليه وسلم: *(قاتل بهذا يا عكاشة)* ، فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه ،فعاد سيفا في يده طويل القامة، شديد المتن ،أبيض الحديدة، فقاتل به عكاشة رضي الله تعالى عنه حتى فتح الله عز وجل على المسلمين،وكان ذلك السيف يسمى: العون ، ثم لم يزل عنده رضي الله تعالى عنه يشهد به المشاهد( المعارك) حتى أستشهد عكاشة في حروب الردة، في عهد الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله تعالى عنه والسيف عنده .
وجاء الصحابي الجليل عوف بن الحارث وهو ابن عفراء رضي الله تعالى عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ، مايضحك الرب من عبده ؟ *( أي: ما يرضيه عز وجل غاية الرضا)* ، قال صلى الله عليه وسلم : *( غمسه يده في العدو حاسرا)*.
فنزع رضي الله تعالى عنه درعا كانت عليه فقذفها ،ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل رضي الله تعالى عنه.
ومر الصحابي الجلبل مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه بأخيه أبي عزيز بن عمير الذي حارب ضد المسلمين ،وأحد الأنصار يشد يده بعدما أسره ، فقال له : شد يديك به ،فان أمه ذات متاع ،لعلها تفديه منك ، فقال ابوعزيز لأخيه مصعب: أهذه وصاتك بي ، فقال مصعب رضي الله تعالى عنه للأنصاري ، دونك، أي: هذا أخي .
ولما أنتهت معركةبدر بانتصار المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *( من ينظر ما صنع أبوجهل؟)*، فتفرق الناس يبحثون، فوجده سيدنا عبدالله بن مسعود الهذلي رضي الله تعالى عنه وبه اخر رمق،فوضع رجله على عنق أبي جهل واخذ لحيته ليجتز رأسه ،
فقال ابو جهل : لمن الدائرة اليوم؟ ، قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال لابن مسعود وقد وضع رضي الله تعالى عنه رجله على عنقه : لقد أرتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم ، وكان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه من رعاة الغنم في مكة ، وبعد أن دار بينهما هذا الكلام ، احتز ابن مسعود رضي الله تعالى رأسه، وجاء به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال يارسول الله ، هذا رأس عدو الله أبي جهل ، فقال صلى الله عليه وسلم 🙁 الله الذي لا اله الا هو؟)
فرددها ثلاثا، ثم قال: الله أكبر ، الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، انطلق ارنيه ، فانطلقنا فأريته، فقال صلى الله عليه وسلم: *(هذا فرعون هذه الأمة)*.
وانتهت معركة بدر الكبرى بانتصار الاسلام والمسلمين على الشرك والمشركين،وقد أستشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا، ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار رضي الله تعالى عنهم أجمعين ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن شهداء المسلمين (في مقبرة شهداء بدر) .
أما المشركون فقد قتل منهم سبعون ، وأسر منهم سبعون ،
ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين أن يطرحوا في القليب ، ( القليب: بئر مهجورة في بدر)
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف على القليب فقال: *( يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟؟!!!)*.
فقال المسلمون : يارسول الله أتكلم قوما موتى؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
*( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ،ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني،)*
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي رواحة رضي الله تعالى عنه بشيرا الى أهل العالية من سكان المدينة يبشرهم بانتصار المسلمين في بدر ، وبعث زيد بن حارثة الى أهل السافلة ليبشرهم أيضا .
ووصل زيد رضي الله تعالى الى المدينة وقد فرغ المسلمون من دفن السيدة رقية بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقابر البقيع ،وكانت تحت سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه الذي خلفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يمرضها في المدينة .
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا الى المدينة ، ومعه الأسارى من المشركين،
ثم أرسل كفار قريش في فداء أسراهم بعد ذلك ، وبذلك تنتهي أحداث أعظم معركة في الأسلام ، معركة بدر ، التي كانت في يوم الجمعة ، السابع عشر من شهر رمضان المبارك ،من السنة الثانية من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
اللهم أصلح أحوال أمة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم …
اللهم أرحم أمة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
اللهم ردنا و المسلمين اليك ردا جميلا ، الى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم أجمعين من عزة وتمسك بسنة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ، والحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات وصلى الله على نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
المراجع/
١/صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى ،كتاب المغازي،حديث رقم/٣٩٥١ /فتح الباري(٢٨٤:٧).
٢/السيرة النبوية لابن هشام /٦٢٧:٢
٣/دلائل النبوة للامام البيهقي/ ٤٩٩:٢
٤/صفة الصفوة لابن الجوزي/٦٨:١
٥/البداية والنهاية للامام ابن كثير / ١٩٤:٣
٦/ السيرة النبوية لابن حزم/ص ٧١
اقرأ أيضًا:
ندوات الإستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الإجتماعي
الرئيس يوجه بمواصلة تطوير قطاع الأعمال والتوسع في استخدام السيارات الكهربائية
مجلس جامعة المنصورة يستعرض تقريرا عن الاختبارات الالكترونية بالجامعة
وزير الزراعة يبحث مع المستثمرين العرب والأجانب فرص الاستثمار الزراعي والسمكي في مصر
محافظ الإسكندرية: دمج شبكة الأمطار بالصرف الصحي تم بدون دراسة وتسبب في غرق الإسكندرية
الجيش المصري يتقدم في الترتيب العالمي والأول عربياً وافريقياً
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.