حاملة مروحيات فرنسية تتحول لمستشفى ميدانى بالعريش لإنقاذ مصابى غزة
كتبت / نجوى رمضان
أكدت حاملة المروحيات الفرنسية العملاقة “ديكسمود” إلى مستشفى ميداني تعمل كخلية النحل في ميناء العريش لإنقاذ حياة عدد من مصابي العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.
وقال قائد حاملة المروحيات الفرنسية العقيد ألكسندر بلانس- في تصريح للوفد الصحفي الذى يقوم بزيارة إلى مدينة العريش تنظمها سفارة فرنسا بالقاهرة اليوم الأحد إن ديكسمود استقبلت منذ وصولها إلى ميناء العريش حتى الآن 90 من مصابي فلسطين على تنوع حالاتهم، كما قامت بإجراء 230 عملية جراحية.
وأضاف أن حاملة المروحيات من ذات طراز “ميسترال” وهي تقوم حاليا بمهمة إنسانية لتقديم الدعم الطبي والعلاجي لعدد من الفلسطينيين من مصابي العمليات العسكرية الدائرة بقطاع غزة، لافتا إلى أن السلطات الفرنسية قد قررت نشرت خدمة طبية لهؤلاء في أقرب مكان لمنطقة الصراع، موضحا أنه تم توسيع نطاق أطقم العاملين بحاملة الطائرات وذلك بالتنسيق مع عدد من الوزارات الفرنسية وعدد من الحلفاء للمشاركة في هذه المهمة الإنسانية، كما تم تزويد السفينة بالجوانب اللوجستية المتعلقة بالمستلزمات الطبية والمعيشية.
وأشاد قائد الحلملة الفرنسي بتعاون السلطات المصرية من أجل استقبال الجرحى فضلا عن تقديم التجهيز اللوجستي.. مشيرا إلى التنسيق الوثيق مع السلطات المصرية أيضا فيما يتعلق بإجلاء المصابين حيث أن الحاملة مزودة باثنين من المروحيات التي قامت حتى الآن بإجلاء ست حالات حرجة من المصابين الفلسطينيين من العريش وشمال سيناء إلى المستشفيات الكبرى بالقاهرة.
من جانبه قال النقيب مورجان من سلاح الجو الفرنسي والمعني بالخدمات على حاملة المروحيات “ديكسمود” إن عدد العاملين في هذا القسم يبلغ 45 شخصا ومهمتهم كأفراد سلاح الجو إجلاء الجرحى عبر المروحيات وتقديم الخدمة الطبية على متن المروحية التي تقطع المسافة إلى القاهرة في حوالي ساعة ونصف الساعة فقط.. لافتا إلى أنه تم حتى الآن تنفيذ أربع عمليات نقل خلالها ست حالات من الجرحى.
وأوضح أن المروحية الواحدة بها إمكانيات لنقل 12 فردا من الجرحى فى وضع الجلوس، و6 في وضع سريري فضلا عن وجود أجهزة للتنفس الصناعي ورسم القلب والأشعة.
وأضافت الطبيبة “مجالي” المشرفة على قسم الاستشفاء أنه يوجد حاليا فى المستشفى إلى جانب باقي المرضى 11 طفلا بإصابات مختلفة.
وقالت مصادر فرنسية على متن حاملة المروحيات خلال الجولة – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن فرنسا تعد هي الدولة الغربية الأولى التي تقدم خدمات للرعاية الصحية بالقرب من قطاع غزة للمدنيين الفلسطينيين المصابين من حرب غزة؛ وذلك من خلال المستشفى الميداني المقام على حاملة المروحيات وذلك بتوجيهات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تأتي هذه السفينة الفرنسية دعماً للجهود المصرية من أجل تلبية الحاجات الإنسانية العاجلة في غزة.
وخلال الجولة رصدت موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى العريش الخدمات المقدمة لجرحى فلسطين حيث تحولت المستشفى الميداني إلى خلية نحل لإسعاف المصابين من ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة من مختلف الأعمار والفئات إذ يرقد بالمستشفى الميداني سيدات وكبار سن وأطفال.. ويضم المستشفى الميداني غرفتي عمليات و40 سريرا وأكثر من 80 من مقدمي الرعاية وأجهزة المسح الضوئي والتحليل.
وأوضحت مصادر فرنسية إن ديسكمود هي حاملة مروحيات برمائية مجهزة تقدم خدمة طبية وعلاجية وهي في الأصل مهامها عسكرية وهي جزء من الأسطول البحري الفرنسي، و يبلغ طولها 195 مترا وعرضها 135 مترت ووزنها 121 ألفا و500 طن، وهي متعددة المهام ولديها إمكانية الهجوم الجوي بالإضافة إلى وجود قوات برمائية من السفينة للخارج وتتواجد بداخلها هيئة عمليات متكاملة.
وأشارت إلى أن ديسكمود لديها إمكانية تقديم الدعم والخدمة الطبية المتكاملة لمصابي الحرب من خلال المستشفى بداخلها حيث يوجد بها غرفتين للعمليات الجراحية،.مشيرا إلى أنه عندما تم التنسيق مع السلطات المصرية لوصولها إلى العريش تم تزويد وتدعيم أعداد الأطباء العاملين عليها وكذا الفنيين وذلك بالتنسيق بين وزاراتي الدفاع والداخلية، والمطافئ والانقاذ؛ الأمن المدني؛ والصحة من أجل استقبال الجرحى وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وقالت إنه انضم فريق طبي مدني إلى جانب الفريق الموجود على حاملة الهليكوبتر بالإضافة إلى وجود أطباء أجانب، موضحا أن إجمالي الطاقم الموجود على السفينة يبلغ 500 منهم 240 من البحارة و70 من المعالجين ما بين طبيب ومسعف، حيث جرى توفير جميع التخصصات الطبية المطلوبة على متن “ديسكمود” بعد التنسيق مع الهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة المصرية وفقا لطبيعة الحالات الموجودة في مستشفيات شمال سيناء، موضحة أن التخصصات الموجودة هي طب الأطفال، النساء والتوليد، جراحة العظام، الأنف والأذن والحنجرة، جراحة العيون، الباطنة والأمعاء، الانعاش والعناية المركزة، الأمراض المعدية، الأمراض النفسية والطوارئ والتجميل.
وأشارت المصادر إلى أن المستشفى الميدانى يقدم أيضا استشارات طبية في إطار خدمة الرعاية الطبية للمصابين من القطاع لإجراء الكشوفات الطبية والأشعة وتقديم العلاح حيث استقبل حتى الآن 602 من البالغين و206 من الأطفال بالإضافة إلى إجراء 345 أشعة طبية، لافتة إلى أنه يسمح لذوي المرضى المقيمين بالمستشفى الميداني زيارتهم يوميا لمدة ساعتين غير أنه تم الحرص على يرافق شخص مقيم من الأقارب للأطفال الذين يواصلون العلاج في الستشفى يوجد معهم مرافق وأنه يوجد تمريض.