مزايدات ساذجة تطالب مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين
بقلم : يوحنا عزمي
مزايدات ساذجة تطالب مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، لا اعرف حقيقة هل هناك علاقة مباشرة بين بعض الهاربين للخارج وبين إسرائيل ام لا ؟
لكنني الاحظ دائماً ان مطالبهم ومزايداتهم وكتاباتهم تصب دائماً
في مصلحة إسرائيل ولو بشكل غير مباشر .. ولا اعرف هل هذا نتيجة عمالتهم لإسرائيل ام نتيجة لغباء فطري يتميزون به ..
وقصر نظر طبيعي جبلوا عليه ..
خذ عندك مثلاً المزايدات التي تطالب مصر بفتح حدود رفح أمام الفلسطينيين .. أنها تقدم اكبر خدمة لإسرائيل ليس فقط بتصفية القضية الفلسطينية ، ولكن برفع الحرج عن إسرائيل علي المدي القصير ، التلجراف البريطانية كتبت تحذر من إرتكاب إسرائيل جرائم حرب في رفح ، ونشرت تصريحات لكريم خان رئيس الجنائية الدولية بهذا المعني ، وبالتالي فإن صمود أهل غزة في
رفح يشكل مزيداً من الضغط السياسي علي إسرائيل .
وبحسب نيويورك تايمز فإن نتنياهو يدرك ان لديه شهر واحد قبل حلول شهر رمضان يستطيع فيه الانتهاء من العملية كلها ، في حين تتوسط مصر مع حركة حماس لاجراء هدنة دائمة وإيقاف الحرب مع الإفراج عن الرهائن ، وفي الوقت الذي تستضيف مصر فيه رموز الأجهزة الأمنية في إسرائيل وامريكا وتبذل جهدها الصادق للوصول إلي وقف إطلاق النار ، لا يمنع هذا ان تنشر مصر عشرات من دبابات القتال الرئيسية ومركبات المشاة القتالية أمام وحول معبر رفح الحدودي بحسب ما نشرته “وول ستريت جورنال”
بكل المعايير فإن المزايدات حول فتح معبر رفح هي مزايدات ساذجة تحل مشكلة إسرائيل الأخلاقية وتعطيها ذريعة للادعاءات حول هروب الرهائن ضمن النازحين او هروب قادة حماس متنكرين في زي نازحين مدنيين ، في حين تواجه إسرائيل ضغوطاً أمريكية وغربية ومصرية متزايدة من اجل انهاء العملية العسكرية والاكتفاء بهذا القدر فالخارجية المصرية طالبت الجهود الدولية بمنع استهداف مدينة رفح وحذرت من العواقب .
ووزير الخارجية البريطاني قال للصحافة الإسرائيلية أنه ينبغي التوقف عن القتال علي الفور حتي يكون هناك فرصة لإدخال المساعدات وإنقاذ الرهائن ، والمعني ان صمود اهل غزة في رفح
هو اكبر ضغط علي إسرائيل في المفاوضات الجارية الآن تحت أعين العالم بهدف الوصول لهدنة دائمة مقابل الرهائن وبقية بنود التسوية ..
من جهة ثانية فإن الأحزاب والكيانات السياسية المختلفة يجب
ان تتحلي بخيال جديد وان تفهم العمل السياسي بطريقة علمية وان تبذل جهداً في تحليل الواقع بآليات احترافية بدلاً من ان يكون شاغلها الشاغل ومطلبها الدائم هو إتاحة حرية الصراخ في المظاهرات التي هي في حقيقة الأمر نوع من التنفيس عن الغضب في صراخ لا يؤدي إلي شيء ، فضلاً عن انها بيئة مناسبة لأن يندس فيها من لهم أغراض اخري غير نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية
ومن الغريب جداً ان يزايد البعض علي موقف مصر من أهل غزة بينما وزير مالية إسرائيل المتطرف يتهم مصر بالمسئولية عن عملية ٧ أكتوبر وعن إمداد حماس بالسلاح ، وهذا ادعاء لا دليل عليه بكل تأكيد ، لكنه يكشف عن وقوع مصر بين فريقين من المزايدين والمتطرفين يري فيه مصر وكأنها مذنبة في حقه ومسئولة عن مشاكله .
فاليمين الإسرائيلي المتطرف يري مصر مسئولة عن تسليح حماس وعسكرة سيناء وتقوية الجيش المصري خصيصاً من اجل هزيمة إسرائيل ، وجماعة الإخوان المتطرفة وبعض المتماهين مع خطابها من الحركات المدنية يرون مصر مسئولة عن مأساة أهل غزة ويطلقون حول الموقف المصري عشرات الأكاذيب ..
والحقيقة ان مصر هي مصر ، تتنصر للحق بالأساليب التي تليق بدولة عريقة ذات مؤسسات راسخة ، وتحارب الباطل بالأساليب التي تليق بذات الدولة ، وهي مركز الاعتدال والخبرة والرأي الصائب فيما يخص القضية الفلسطينية وغيرها ..
لذلك ينزعج منها المتطرفون وتجار الشعارات في هذا الجانب
او ذاك.
اقرأ أيضًا:
رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا
شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب
إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية
الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس
زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب
دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة
الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع