فلندعم جميعا السلام
بقلم ا.عبدالرحيم ابوالمكارم حماد
السلام كقيمة يحتاجها الإنسان أينما كان وليكون جهدة واعمالة مكرساً لهذه المعاني وتعزيزها في أوساط الشعوب والأمم فيما بينها… وقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة أن الغرض من إنشاء المنظمة هو منع نشوء النزاعات وحلها بالوسائط السلمية والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم.
إن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية، فهما معاً يؤسسان شراكة تعود بالخير على الجميع.. والديمقراطية من حيث جسدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. تهييء بيئة مواتية لممارسة طائفة من الحقوق السياسية والحريات المدنية.. وتماشياً مع شعار اليوم العالمي للسلام الذي يحتفل به العالم أجمع، تنظم فعاليات شبابية في كل مكان يبدون عبرها قوة غير عادية عن طريق التواصل والتضامن وتعبئة الصفوف من أجل البلوغ إلى الهدف المشترك والمتمثل في مزاولة الكرامة وحقوق الإنسان، وتحمل هذه القوة في طياتها إحتمالات صنع مستقبل ملؤه قيم السلام والديمقراطية.
السلام ليس مجرد حقوق من حق الفرد والجماعة كي يتنازل عليها ، وإنما هي ضرورة إنسانية فردية كانت أو جماعية ، ولا سبيل إلى حياة الإنسان بدونها حياة تستحق معنى الحياة ، ومن ثم فإن صنع السلام في الدنيا ليس بالأمر السهل فلكي نصنع وننشر السلام لا بد أن يترسخ لدينا ثقافة قبول الآخر .
كيف نصنع السلام إذا كنا لا نحمل في داخلنا حب الآخر وكيف نحب الآخر إذا لم نكن نحمل في داخلنا ثقافة القبول بالرأي الآخر ، وهل يعني قبول الرأي الآخر ( التجاوز على حقوقي الفردية والاجتماعية بالتأكيد كلا ) فهذه الأمور لا تتحقق لا في مجتمع واعي ومثقف ويدرك تماماً (( بأنني قد أختلف بالرأي معك ولكنني مستعد أن أموت من أجلك )) وهذا يعني حب الآخر .
أن الطريق إلى السلام يجعل القلب يتغير ويتبدل ويمتلئ حبا بدلا من البغض وعطفاً بدل الانتقام وحكمة بدل الجهل وتواضعاً بدل الشموخ وطول أناة بدل العجلة والتهور ولطفاً بدل الخشونة وأيماناً بدل الكفر ووداعة بدل الرعونة هو الفكر.