بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
الرئيسية

في لاتيليه الاسكندرية حفل قراءة وتوقيع رواية «امام المرج»

فى لاتيليه الأسكندرية
حفل قراءة وتوقيع رواية “إمام المرج”

تامر صلاح الدين

يستضيف ” لالتيليه الإسكندرية ” الكاتب الصحفى والروائى السكندرى تامر صلاح الدين يوم الأحد 12 سبتمبر فى تمام السادسة مساءا، وذلك فى حفل قراءة وتوقيع رواية “إمام المرج” الصادرة عن دار روافد للطباعة والتوزيع، والتى لفتت انتباه جمهور القراء والنقاد فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2021.
وعلى سبيل المثال؛ فقد كتب عنها الناقد حسام مسعدى -الباحث فى العلوم الثقافية بجامعة تونس- قائلا:
” يمنحنا الترحل داخل فضاء الرواية وجسدها بصيرة أخرى تجعلنا بالضرورة نطرح عدة أسئلة تتعلق أساسا بالأسباب التي جعلتنا نعيش في هذه “الديستوبيا” القاتلة والغامضة، وما الذي يجعل منا شعوبًا لا تعترف بغير القتل والدم؟ هل ولدنا بهذا الشكل؟ من نحن؟ من أنا؟ كيف يمكن كتابة سيرة لشخص ما؟ وكيف يمكن قراءة عمل روائي ما؟ من أي زاوية ومن أي منطلق يمكن تتبع التفاصيل والتحقيق فيها؟ أي بنية شكلت نص الرواية؟ هل نحن أمام نص روائي كلاسيكي أم داخل نص منفلت البناء والإنشاء؟
تأتي إلينا شخصية “إمام النيلي”، وفيها ما فيها من الدلالات على مستوى الاسم والمضمون: يبدو أن اختيار الشخصية بهذا الاسم يحمل في طياته الكثير من المعاني، فالإمام اسم مركب يحيلنا إلى صفة الجمود والثبات والتعاليم الجاهزة والحكم المسبق، أما النيل فهو النهر المتدفق والجارف والغزير والنهر هنا يمنح صفاته لإمام ليحرك فيه ما يجعله هائجا، محبا، قائدا وحكيما. بهذا الشكل فالرواية هي عبارة عن رحلة بحث ومغامرة ومخاض عاشه نضال بكل تفاصيله بحثا عن كل ما هو سحري وشعري ومثير في شخصية إمام النيلي.
هذا العمل الروائي هو قصة واقعية وحقيقة تشكلت في جغرافيا مصر وتضاريسها وسهولها وهضابها فجسد “إمام النيلي” مزروع في الأرض ورائحته تفوح في الهواء، ولكن الرواية كانت متجاوزة للواقع وللأحداث الحقيقة حيث مزج الراوي بين ما هو واقعي وما هو خيالي ليزيد من صلابة النص عبر تقنية أساسية وهي “التناص”، حيث يقحم نصوصا أخرى في جسد الرواية ويقدم لنا شخصيات وأحداثا من التاريخ (ثورة 1952، ثورة 2011، حكم جمال عبد الناصر، أنور السادات…)، ويبني لنا لقاءات متخيلة (نضال، نابليون بونابرت، إمام النيلي) لا يمكن أن توجد في الواقع وبالتالي فالرواية هي إجابة على أسئلة الراهن انطلاقا من عملية تذكر واسترجاع لكل ما هو ماض وقديم، فالراوي يطرق أبواب الذاكرة ليقول لنا أنه من قرية المرج وأنه عاش في بلاد لها تاريخ ولها حاضر ومستقبل”

رواية إمام المرج
من جانبه وصف الكاتب روايته بأنها تتبع دقيق لشخصيات بعضها حقيقى فى أحداث متخيلة، وبعضها متخيل فى أحداث واقعية، حتى أن القارئ قد يظن أنه يعرف بعض الشخصيات والأسماء، وأنه عاصر كثير من الأحداث حتى تلك التى دارت قبل أن يولد.
والرواية تقدم لنا مصر فى حبكة التفاصيل التى تلهم الخيال وتنقل الماضى من زوايا لم يسلط عليها الضوء من قبل، فى السياسة وفى المال، تتحدث عن عائلات أدمنت جمع الثروات، واعتلاء السلطة، وعن ذلك الصراع الخفى أحيانا والمعلن أحيانا أخرى بين قوى المجتمع المصرى التى تسعى كل منها إلى السلطة عبر خداع الجماهير، وتشير بوضوح إلى أمراض المصريين النفسية والإجتماعية عبر رسم صور حقيقية لبعض النماذج الحية، وتحليل أسباب ما وصلوا إليه، كما تقارن بين أخلاقيات وبروتوكولات وكرم، الطبقة المخملية وأؤلئك الفقراء الذين يملئون ربوع الوطن، وعلاقة الفساد بكل هؤلاء، وبمستوى الغباء الذى وصل إليه صغار الصناع المصريين وسرقاتهم المفضوحة، التى يتقبلها الشعب وبل ويقبل عليها بأريحية مدهشة.
كما تكشف الرواية بعض وقائع استبداد أجهزة الأمن فى العهد الناصرى ومحاولة زرع جواسيس لها فى القصر الملكى بالسعودية، التى أخذت أجهزتها تراقب المصريين هناك بوضوح وتتبع خطاهم دون أن تضايقهم أو تطردهم طالما لم يثبت تورطهم فيما يدينهم، كما يزيل المؤلف الغموض الذى يلف علاقة كمال أدهم رجل المخابرات السعودى، بالرئيس أنور السادات وبأجهزة الأمن الأمريكية وصولا إلى عبور القنال وتحقيق نصر أكتوبر، فى إشارة واضحة إلى ذكاء أو خبث الفلاحين، الذين اقتنصوا من اليهود فرصا فى التجارة وفى السياسية لم يستطع أحد غيرهم اقتناصه.
ورغم كل ذلك يغزل الكاتب خيطا حريريا ناعما وقويا بين المصريين، على لسان نابليون بونابرت ومبعوثيه وجواسيسه فى مصر، وفى إطار الجو العام للرواية يكشف الكاتب كيف يمكن للمحبة والشغف والمثابرة، أن تتغلب على المرض والمشكلات الأسرية، ومعوقات العمل والنجاح، وصولا إلى سؤال وجودى يختم به الكاتب روايته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى