دين ودنيا
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
كتب / السيد سليم
نواصل هذا المشهد الذي ارتجفت منه القلب وشخصت له الابصار الولد أطلق الطاعة لأبيه وربه والوالد راح ينفذ أمر الله فلا مرد للامره وقد تهياء للذبح السكين والمكان والطاعة
: فَلَمَّا أَسْلَمَا أَمْرهمَا لِلَّهِ وَفَوَّضَاهُ إِلَيْهِ وَاتَّفَقَا عَلَى التَّسْلِيم لِأَمْرِهِ وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ
{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } قَالَ : أَسْلَمَا جَمِيعًا لِأَمْرِ اللَّه وَرَضِيَ الْغُلَام بِالذَّبْحِ , وَرَضِيَ الْأَب بِأَنْ يَذْبَحهُ , فَقَالَ : يَا أَبَت اِقْذِفْنِي لِلْوَجْهِ كَيْلَا تَنْظُر إِلَيَّ فَتَرْحَمنِي , وَأَنْظُر أَنَا إِلَى الشَّفْرَة فَأَجْزَع وَامْضِ لِأَمْرِ اللَّه , فَذَلِكَ قَوْله : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ { نَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم قَدْ صَدَّقْت الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }
قَالَ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ إِبْرَاهِيم لَمَّا أَمَرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان عِنْد الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ , فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيم , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيل إِلَى جَمْرَة الْعَقَبَة , فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّى ذَهَبَ , ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْد الْجَمْرَة الْوُسْطَى , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّى ذَهَبَ , ثُمَّ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ , وَعَلَى إِسْمَاعِيل قَمِيص أَبْيَض , فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَت إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْب تُكَفِّننِي فِيهِ غَيْر هَذَا , فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّننِي فِيهِ , فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيم فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَعْيَن أَبْيَض فَذَبَحَهُ , فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : لَقَدْ رَأَيْتنَا نَتْبَع هَذَا الضَّرْب مِنْ الْكِبَاش
فكان الفداء من الله والثواب من الله جزاء علي طاعتهم للأمر الله ففدينه بذبح عظيم..والي لقاء آخر أن شاء الله