مازال “حوار الطرشان “يسود الموقف الأثيوبى تجاه مصر والسودان فى مفاوضات سد النهضة ..كل طرف يكرر مواقفه دون ملل أو كلل فى مارثون بلغ دوامه 3294يوما ,والنتيجة “صفرية “!!. أثيوبيا “المتعنتة” ترى حقا مشروعا ومفخرة قومية لإنجاز إقلاعها الاقتصادي والنهضوى ، فيما ترى دولتى المصب تهديدا وجوديا لهما سواء من العطش بسبب المنع أوبالغرق بسبب انهيار السد ,وبين هذا وذاك مازال الملف تحيطه غيامات الضباب !! واستكمالا لفهمنا لما يحدث ,فقد جرت مياها كثيرة في نهر المفاوضات الهائج ,وأمطر كل جانب الأخر بكميات هائلة من التشكيك وسوء النوايا وعدم تقدير الموقف . ومن بين ذلك احتمالية انهيار السد نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية ذات الأخاديد والصخور المتشققة والمتحللة بفعل النظام المطيرى الذى يشبه الفيضانات والسيول التى يقام عليها السد ,علاوة على وجود أكبر فالق فى العالم قد يتسبب فى وقوع زلازل لن تمسكها أى خرسانة مهما كانت قوتها . ومايزيد من هذه الإحتمالية هو الإعتراف الأثيوبى الرسمى بوجود إخفاقات للشركة المنفذة « ساليني الإيطالية » للسد ,والتى نفذت عدة سدود أثيوبية صغيرة ,وقعت بها انهيارات ,وهو أمر تكرر لنفس الشركة بعد تنفيذها لسد “روجين ” بدولة طاجيكستان. رئيس الوزراء ابييى أحمد اعترف فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى 25 أغسطس 2018 بوجود مشكلات فى جسم السد وقال بالحرف :هناك مشكلات فى تصميم السد ,وهو أمر تسبب فى عرقلة اتمام البناء والتسليم فى الوقت المحدد”. وأردف فى نفس المؤتمر قائلا :”لقد فشلت شركة “ميتيك “(شركة أثيوبية تابعة لقوة الدفاع الأثيوبية ), فى بناء المشروع لعدم امتلاكها الخبرة الكافية”. وقام بعد ذلك باسناد المشروع لشركة “سالينى ” التى عليها عشرات الملاحظات فى تنفيذها للسدود التى انهارات !!. وكشفت تحقيقات النيابة الأثيوبية فى مقتل مدير المشروع “سيجمنيو بيكيلى “عن شبهات فساد تتعلق بجودة أسمنت الخرسانة الذى تم توريده لبناء السد ,وكان ذلك أحد أسباب اغتياله فى سيارته فى 26يوليو 2018. علماء كثر يتحدثون عن غياب دراسة التنبوء بالطمي وكمياته وسعة تخزينه وجريانه السطحي وثقله وهو ما قد يؤثر على سلامة السد ويتسبب في إنهياره ,إلى جانب غياب دراسة النمذجة لموجة الفيضان الكسري وغياب دراسة تحليل المخاطرالبيئية. فى حين يقول خبراء آخرون إن “السد ” لا يمكن أن ينهار مباشرة، فهو يبدأ بشرخ في السد الخرساني ,ثم ينهار لو لم يتم معالجة الشرخ ,وأن سلامة السد درست من قبل خبراء أمريكيين لهم ثقلهم العلمى وان منطقة السد تبعد عن منطقة الزلازل المذكورة بنحو 500 كيلو متر. التحذيرات المتواصلة من جانبى دولتى المصب تزايدت بعد انهيار إحدى بوابات «سد أوين” الأوغندي والذي تم إنشاؤه على مخرج بحيرة فيكتوريا ,ونجم عنها غرق العديد من القرى في الشمال الأوغندي، وهو ما قد يكون إنذارا لكارثة قد تحدث للسودانيين -على وجه الخصوص “فى حال انهيار كلي أو جزئي لسد النهضة. كما سبق انهيار “بوابة خزان اوين ” انهيار 6منها 3 في البرازيل،, و2 في روسيا بإقليمي كراسنويارسك وسيبيريا ,والأخير بولاية تكساس الأمريكية. ..والله ندعو بأن يكون السابع هو سد النهضة. (…وللحديث بقية )