قرأت لك قناة سيزوستريس دكتور وسيم السيسى يكتب
متابعة عادل شلبى
بدعوة كريمة من الدكتورة ناهد عبدالحميد «دار الأوبرا» لإلقاء محاضرة عن تاريخ قناة السويس، حدثتهم عن بداية حفرها «سنوسرت الثالث الأسرة 12».
هذا الملك العظيم الذى جرد حكام الأقاليم من نفوذهم وقام برحلات استكشافية عالمية «رأس الرجاء الصالح، أمريكا الجنوبية- هايدردال- الرحالة النرويجى»، هو أول من حفر قناة السويس، وأوصل البحر الأبيض بالأحمر خلال البحيرات العذبة «المرة الآن» وفرع النيل «البلزيوم» وكان ذلك سنة 1869 قبل الميلاد.
دخلت مصر فى عصر الاضمحلال الثانى «الهكسوس»، وبعد 560 سنة أعاد سيتى الأول حفرها، وسيتى الأول هو والد ملك من أعظم ملوك مصر وهو رمسيس الثانى «الأسرة 19»، هذا الملك الذى ظلمته التوراة «كريستين لاروش دى نوبل كور»، والذى وصفه أمير الشعراء فى كبار الحوادث فى وادى النيل:
بايعته القلوب فى صلب سيتى
يوم أن شاقها إليه الرجاء
من كرمسيس فى الملوك حديثاً؟
ولرمسيس الملوك فداء
مرت السنون، أراد ملك الأسرة 26 نكاو الثانى أن يعيد حفرها، ولكن العرّافة «ميليت» حذرته من الكوارث التى ستلحق بمصر، فتوقف عن إعادة حفرها.
ثم جاء قمبيز وأعاد حفرها فمات، فأكمل حفرها دارا الأول، ثم جاء الإسكندر وبدأ فى حفرها فمات. أكمل حفرها بطلميوس الثانى، ثم جاء الإمبراطور تراجان الرومانى وبدأ فى حفرها فمات 117م، فأكمل حفرها هادريان 122 ميلاديًّا.
ثم جاء الخليفة عمر بن الخطاب وأعاد حفرها، وسميت قناة أمير المؤمنين.
وأخيراً جاء مهندس نمساوى- نيجريللى- للخديو سعيد، عارضًا عليه إعادة حفرها، تدخل الإنجليز والفرنسيون، واستقر الأمر على مهندس فرنسى اسمه ديليسبس، وكانت عقود إذعان وسخرة، وديون، وافتتحت فى عصر الخديو إسماعيل، هذا الرجل المفترى عليه والذى مات مظلوماً، وكان افتتاح القناة أسطورياً.. الكل يعرفه، وكان ذلك 1869 ميلاديًّا! العجيب أن أول حفر لها كان 1869 قبل الميلاد «قناة سيزوستريس» وآخر حفر لها 1869 بعد الميلاد، وما بين التاريخين حوالى أربعة آلاف عام.
لقد كذّب هيرودوت رحلة الشاطئ الشرقى لإفريقيا فى عهد سنوسرت الثالث لأن البحارة كتبوا: لأمر ما لا نعرفه، كانت الشمس تشرق من على يسارنا، وبعد بضعة أشهر أصبحت تشرق من على يميننا! هذا التكذيب دليل على صحة الرواية، وأن البحارة المصريين لفوا حول رأس الرجاء الصالح دون أن يعرفوا، والدليل أنهم نزلوا وعاشوا فترة فى أستراليا أن سكان أستراليا الأصليين «الأربوجينيانز» يشيرون إلى الشمس ويقولون را.. را، أى رع.. رع، وجميلة يا مصر.