إلي اليوم وأنا أتابع حالة الغضب التي سيطرت علي الإثيوبيين بمواقع التواصل الإجتماعي من رئيس وزرائهم “آبي أحمد” والتي وصلت إلي درجة اتهام البعض له بالخيانة لأنه ظل مع عدد من مسؤوليه علي مدار الأسابيع الأخيرة يؤكد أنه سيبدأ في ملء السد سواء اتفق مع مصر والسودان أم لا فرفع من سقف طموحاتهم بشكل غير مسبوق لكنهم وجدوا أن رئيس وزرائهم تراجع إلي الخلف في القمة الإفريقية المصغرة وأكد أن إثيوبيا لن تشرع في عملية الملء قبل الوصل إلي إتفاق مع مصر والسودان!.
الإشكالية بالنسبة للإثيوبيين ليست في هذا وحسب ولكن في أن “آبي أحمد ” ظل طيلة الفترة الماضية يسوق لهم الوهم عبر وسائل إعلامه ووزراءه أن مصر بلد عدو وضد تنمية بلادهم وتسعي لضرب السد وكلنا نتذكر تصريحاته وغيره من المسؤولين بحشد الملايين في حرب السد ،وظل يوظف قضية السد من أجل الفوز في الأنتخابات القادمة والتغطية علي فشل سياسته الداخلية وعدم قدرته علي إحداث التغيير الإيجابي الذي وعد به شعبه مع بداية توليه المسؤولية.
نتائج القمة الإفريقية جاءت بما لا تشتهي السفن بالنسبة لرئيس وزراء إثيوبيا لأنها كشفت لشعبه أن مصر دولة قوية لاتفرط في حقوقها ودولة سلام لا حرب و مع تنمية بلادهم تماما وتريد لهم الخير وكل ما تبحث عنه هو الحفاظ فقط علي حقوقها المائية والحياة لشعبها إنطلاقا من قاعدة “لا ضرر ولا ضرار ” !
وعموما سنظل نحذر من ألاعيب الحكومة الإثيوبية فلا أمان لها لأنها تتسم بالخبث الشديد والمراوغة وقلب الحقائق والقفز علي الواقع واحتراف الكذب وتسويقه لشعبها والعالم أجمع للهروب من فشلها الداخلي ومن أجل مصالح انتخابية ضيقة علي حساب حقوق مصر والسودان في مياه النيل