قرأت لك نهاجم أمريكا وسياستها العنصرية الخبير الأمنى اللواء خيرت شكرى
متابعة عادل شلبى
نهاجم أمريكا وسياستها العنصرية، وعند أي مشكلة نسأل هي أمريكا فين و ساكتة ليه ، ولو تدخلت تبقى متآمرة .
أمريكا زيها زي أي دولة بتدور على مصالحها ، ومش حتدخل في موضوع علشان سواد عينيك ، أو علشان أنت معتقد أن العالم لازم يركع أمامك لكونك مسلم تتمتع بنعمة الإسلام كما يهيئ لك .
الفرق بين أمريكا وأي دولة في العالم،أيا كان حجمها ، إنها أقوى دولة في العالم ، وأن رئيسها هو رئيس مجلس إدارة العالم ، العالم كله فاهم كدة وبيتعامل مع أمريكا من هذا المنطلق،طبعا حيجي واحد حنجوري يقولي ، يعني نسلم نفسنا بقي لأمريكا تعمل فينا اللي هي عايزاه ، و بكدة نبقى شعوب وحكام وقادة ملهمش لازمة .
طبعا لا ، بس لازم نفهم إن أمريكا وصلت للمكانة دي مش بالحظ والصدفة وفقه التمني ، لأن برضه في دول تانية بقت قوى عظمى تعملها أمريكا ألف حساب لأنها فهمت واستوعبت ، لكن احنا اتعودنا كدول عربية أن نكون في حضن وحماية أيا من القوى العظمى سواءً أمريكية أو روسية أو فرنسية أو بريطانية أو صينية . لكن و احنا بنعيش الحماية ، مش عايزين ننسى مجلس إدارة العالم ، اللي ليه الكلمة العليا على الأرض ، اللي بتحقق مصالح أمريكا ، وتحافظ على استمرارية وجودها على منصب رئيس مجلس إدارة العالم .
كلامي لن يعجب الكثيرين ، بل قد يوصفني البعض بأنني رجل متأمرك مزهو بأمريكا ومكانتها على الساحة العالمية ، وهذا كلام خاطئ خالي من الصحة، فقد سبق وأن طلبت مني السفارة الأمريكية منذ ثلاث سنوات تقريباً ،أن ألقي محاضرة عن الإرهاب كظاهرة عالمية ، علي موظفي السفارة ومديري أمن الشركات الأمريكية ببعض دول منطقة الشرق الأوسط ، وكان طلب مفاجئ لي ومحير ، وسألت مدير أمن السفارة هل سيكون الحديث في عنوان الندوة دون تحفظات ، فأجاب بنعم ، وتم حجز قاعة في أحد الفنادق الكبيرة بالقاهرة ، و تجهيز القاعة بمترجمين ، وكنت على يقين بوجود عناصر مخابراتية أمريكية في الندوة ، والتي كانت متابعة من الأجهزة الأمنية المصرية .
كان لقاء صعب وعنيف ، وكنت مستعد له من حيث التحضير والمعلومات ، وتحدثت عن الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط في عهد الرئيس باراك أوباما ، وكيف استخدم التنظيمات الإرهابية في الحرب بالوكالة لتدمير الدول و إسقاط الأنظمة .
كان الهجوم شديدا فقد استعرضت الأحداث جميعها بالتفصيل من حيث التاريخ والمضمون والنتائج ، فطلب مدير أمن السفارة قبل انتهاء الجزء الأول من المحاضرة استراحة لالتقاط الأنفاس ، وسألني هل الجزء الثاني من الندوة سيكون بنفس الاتجاه ، فقلت له لا لأن الجزء الثاني سأتحدث فيه عن الإدارة الأمريكية في عهد ترامب منذ توليه مجلس إدارة العالم في ٢١ مارس ٢٠١٧ وكيف تعامل مع الإرهاب ، وذكرت في الجزء الثاني من الندوة ما صرح به ترامب واعترافه بدور حكومة أوباما في دعم الإرهاب .
في النهاية فهمي لحجم أمريكا عالميا ، لا يعني موافقتي لسياستها ، إذا كانت على حساب مصلحة بلدي ، لكني دائما أنظر إلى العائد على بلدي من مواقفها السياسية فيما يخص الشأن الإقليمي ، فبلدي أولا وقبل كل شئ .