بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالاتمنوعات

قصة بعنوان ( حب تحت ظلال الأغصان )

الجزء الأول ( على شاطئ النهر )

بقلم / جمال القاضي
ذهب بعيدا عن زحمة الحياة وضغوطات والده الملحة بإجباره على الزواج من فتاة لم يرغبها

جلس على شاطئ نهرا يفرد خيوط سنارته لم يكن بحاجة الأسماك ليصتادها لكنه رآها متعته ومتنفسه الوحيد يحمل بحقيبته عودا وكراسة بيضاء السطور وقلما وقليلا من السندوتشات وزجاجة من الماء أخذ بسيارته ليوقفها على احد جوانب الطريق تحت شجرة أسفلها طلمبة مياه كانت تخص مزارع بسيط

جلس يراقب غمزات سنارته ويراقب من يأتي من هنا وهناك مرة وغيرها ينظر بنظرات عميقة إلى أهتزازات الأمواج البسيطة خياله يحكي له أحلامه التي كان منها أن حلما بأن يرتبط بفتاة يحبها قلبه ويدق لها من أول نظرة إعجاب يضع خيوطه ليطفو معها فوق سطح الماء قطعة من الفلين متصلة بهذا الخيط معها يتلذذ حين تغوص هذه القطعة في الأعماق ثم يخرجها محملة بسمكة صغيرة مرات وكبيرة مرة غيرها ثم يضعها بجانبه ويخرج عوده ليعزف لحنا يفرغ فيه شحناته العاطفية يعيش معه الخيال واقعا للحظات ثم يخرج بعدها قلمه ويفتح صفحة من الصفحات الفارغة ويمسك بأنامله قلمه ويروح فوق السطور كاتبا أمنياته قصائدا لم يكن هناك سوى هو واخته الصغيرة المدللة

تمنى أن يقف الزمان لحظات عند هذا الخيال ليترجم مايتخيله واقعا يعيشه

ينظر إلى الوراء يرى فتاة لم يرى لجمالها جمالا من قبل ترتدي أثوابا متهالكة يبدو أنها كانت من زمن بعيد ذهبت لترعى مزروعات والدها الذي مات وتركها هي وأمها وثلاثة من الاخوات طفلا صغيرا لايتعدى من العمر اربعة سنوات واختين احداهن في الصف الثالث من التعليم الثانوي والتي تليها كانت بالصف الأول الثانوي

متطبات الحياة لاتقوى على ان تتحملها من دروس ومصروفات لشراء متطلبات حياتهم اليومية

لم يكن جمالها مانعا لأن تسعى على الرزق لتحصل على مايكفيها سؤال الغير من حصاد الثمار لمحصول لارض لم تكن إلا بضعا من القراريط

أخذت تشمر ملابسها قليلا وتمسك فأسا وتروي أرضها وما أن إنتهت راحت لتستريح أسفل الشجرة التي بجانب سيارة الصياد

هذا الصياد كان خريج لإحدى كليا العلوم الجيلوجية والتي من مهام توظيف من يحصل عليها هو مجال التنقيب عن البترول
كان في البداية يرفض وساطة ابيه للبحث له عن عمل في إحدى شركات البترول لكنه في النهاية خضع للأمر وراح يعمل بها ليعود بإجازة من رحلة العمل يستريح فيها لمدة اسبوع

وأحلام تلك الفتاة لم تطمع في الكثير فهي تختلف عن مثيلاتها أحلامها بسيطة رجل يحتويها ويحميها تحت جناح رجولته من مطامع الرجال وبيتا صغيرا ولو حجرة يعيشا فيها تحت سقفه بالسعادة وغير ذلك حلما آخر أن تطمئن على والدتها وأخواتها والتي كانت تتمنى لهم ان يكملوا الطريق في رحلة تعليمهم حتى وان كان تعليما دون الجامعي
أخذت بعينيها تنظر لمن هناك وتستمع لصوت الناي صوت جذب لها الآذان إنصاتا والقلب شغفا وحنينا والعين لرؤية من يدندن بهذا الصوت

لترى شابا وسيما يحمل قلمه ويتغنى بالصوت صوتا عذبا ظلت معه حتى ينتهي من عزفه وكأنه عزف لها عزفا جديدا يعيد إليها نبضات الحياة لتعيش فيها من سيدة أنجبتها رحم الحياة من جديد

أدار الشاب وجهه لها فجأة حين سمع صوت تأوهات إنه صوت فتاة يشير بسقوطها أرضا نتيجة إنزلاق أحد أقدامها لترتطم على الثرى الرطب ملوثا لها ثيابها أكثر مماكانت عليه من أثر سقى مازرعت بأرضها

يترك سنارته وعوده وكراسته وقلمه رماهم جميعا ذاهبا إليها ليرفعها عن الأرض ليعيد إستقامتها وقوفا مرة أخرى لكنه حين رآها وقف قلبه أمام الجمال ونسى وقوعها فوق الأرض وكأنه في لحظة هيام يستمد منه حروف الكلمات

وماذا كان بعدها هذا مانعرفه بالجزء التالي إنتظرونا
مع أرق وأجمل تحياتي ———( جمال القاضي )————

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى