صفّ ذكرياتي -قصة قصيرة
– صفّ ذكرياتي -قصة قصيرة
— بقلمي أشرف عزالدين محمود
أراجيحِ الطفولةِ والورقِ ..أصفُّ الشموعَ شمعة تلو الاخرى وعمري على الطاولةِ..يتراقص على أضواء الشموع وأشعلها بالشوقِ ، واحدةً واحدةً.محتفلاً بعيدي، أتأمل قطرات الشموع البيضاء..وهي تنسالُ بهدوءٍ كالأيامِ..أو كالأحلامِ
أو كالدموعِ..وبعد أن تذوبَ آخرُ شمعةٍ وتتلاشى أجلسُ أمامَ ركامها – لأصفّ ذكرياتي -متأملاً خيوطَ دخانها المتلاشي وحين القَمرُ انتشَى بالـحُسْنِ في جَسَدِ المساءِ
توالت الذكريات تباعا..ومضت ليتفسح للجميل الآتي
؟..ياهٍ..حقا. إنها كانت أجملُ أيامي أواه…كيف ذابتْ سريعاً..!!تتساقطُ على دفاتري قصائدَ حبٍ فأرى انهارَ من الذكريات تتدفق و تفيضُ على يدي بساتينَ فرحٍ، وسوابيطَ ضوءٍ ..يكحِّل الأجفانَ بالبسمات..فأقول :ياهٍ.. منذ متى لمْ أقفْ على جسرِ الذكريات لأرى هذي الظلالَ الطويلِة تتماوجُ على صفحةِ ذاكرتي وظلالَ بيتنا القديم تتماوجُ على مرايا ذكرياتي..وادخلُ في هُلامٍ غامضِ الأبعادِ .نشوانِ الفَضَاءِ متوهِّج فأنظر إلى الأفقِ… ثانيةً فما زالَ فضاء الذكريات اللامتناهي يفيضُ زرقةً هادرةً..ويتراءى لي من بعيدٍ قرصُ الشمس، معلّقاً بسنّارةِ الغسقِ..وبعد دقائق يختفى خيطُ الدخانِ الأبيضِ..أو ترتدي ثوب الهناء خواطري وتزغردَ الأحلامُ… في حدقاتي..ذكريات.. وقف الربيع فيها على مشارف أعينٍ فخلعْتُ فوق ضفافها سنواتي..ذكريات هَزَّتني في كفِّهِ التاريخُ ثُمَّ رمت بِي في الوَجْدِ..جعلتني استبقُ المكانَ إلى المكانِ وتعود صفحة الذكريات… للإلتئام و الظلامَ يبدأ يتسرّبُ رويداً ، رويداً..من أجلِ أن يورقَ – ذاتَ ربيع -عشبُ الانتظارِ في الدربِ المؤدي إلى كلمةِ: سلام..