بقلم الأديب المقاتل/أحمد عفيفي
أهدرت زوجتي نصف الساعة في البحث عن قناة تروقها,نداء جارتنا بالشرفة المقابلة أنقذ مقبض القنوات من براثن أصابعها,آه , إنها نشرة التاسعة, ما هذا؟ جثث, دماء , قذائف , أشلاء
صِرب , بوسنة , شيشان , أمم متحدة ,دائماً دماء دماء دماء
*تذًَكرتُ, كنا سوياً , نغادر معا ونعود معا ولا نأبه لشئ ,
وكانت الإستحكامات قوية, لكنها لم تتحكًَم في الرصاصات الطائشة , -عبد القادر- كان فتىً جميلاً أسود البشرة, وأبيض القلب, وخفيف الظل,وكُنا قد عدنا من أجمل وأروع الإجازات التى لهونا فيها كثيرا,ورقصنا بمعظم الشواطئ,كان -عبد القادر- يتخايل كالريشة فيستقطب الشباب والشابات ويضفي البهجة في المكان
الرصاصات مازالت تطيش,والبطل -عبد المنعم رياض-كان باسماً كعادته حينما باغتته احدى الرصاصات وسقط في شموخ
عبد القادر مازال يرقص ويغنى بالإسكندراني , لكن المنكوش ابن الكلب لا يحب عبد القادر ولا الغناء الإسكندراني,سلًَط بندقيته التلسكوبية على عبد القادر الذى تهاوى بعدها ببطء وهو مازال يرقص
دانتان ثقيلتان ومئات من الطلقات الغاضبة مزقت المنكوش وزميليه فوق برج المراقية , لكن عبد القادر لم يعد ينبض,أسندوه على جذع شجرة عجوز فوقها غراب أسود راح ينعب بشدة
ارتوت الشجرة العجوز من دماء عبد القادر,صاح الرفقاء غاضبين:لننتقم,لم أُصح,لم أجد صوتي,هدأ الرفقاء رويداً,أجهشتُ منفرداً, ثم هززت عبد القادر وقلت:فِق صاحبي لا تخذلني
كان ثغره باسماً لكنه لم يفق ,واصلنا المسير والصياح والغضب وسط عواء الذئاب ودويًِ الجحيم,جاء بدرا وليداً رائقاً, رأيت -عبد القادر- يرقص بنصفه