تَقُضُّ هَجيعي في اللّيالي شَواغِلُهْ
ولوعاتُ آفاتِ الجمالِ جَواذِلُهْ
وقيداتُ أفكاري قٌنوطٌ عزيفُها
صدى حُلُمي ما انفكَّ همسي يُغازِله
أنينُ عصافيري بجوفِ وسادتي
دبيبَ عناكيبٍ تدورُ عقابِله
فيَعْتَملُ المجنونُ فيَّ جنونَه
لآخرَ يُطريهِ وحيناً يُعاذِله
سَحابُ حياتي، جاءَ ما جاءَ ساخِطاً
مناضيدَ سِجِّيلٍ تَمَطَّرَ وابِله ٥
ولي قدرٌ في اللّا معاني مُفَخخٌ
صعوداً على المملولِ والضيقُ نازِله
تآكلٌ أيامي كما يأكلُ البَلا
ثمينَ زمانِ الموتِ والموتُ عاضِله
إذا العالمُ المعمورُ محضَ ارادةٍ
تَطلَّبَ رغباتٍ كُثاراً تُطاوِله
وما دُمتَ خضّاعاً لتلك وهذه
تفُكُّ زِرارَ الحُلْمِ والخوفُ عاقِله
فلستَ على الاطلاقِ مُنشِدَ راحةٍ
تدومُ ووجهُ السّعدِ يقفلُ راحِله
شَقيٌّ بإشباعِ الرّغائبِ إنما
تراودُ طيرَ الليلِ والليلُ غائِله
رويدكَ هذي النفسُ تُؤيكَ للشقا
لحاجٍ لها لا للذي انت كافِله
ستُغريكَ مَحسوراً ملوماً ووجهُهُ
قفاهُ ومن عاليهِ مُكِّن سافِله
سعادتُنا وهمٌ وفكرةَ أنها
كصفقةِ ربحٍ باذلُ السَّعيِ نائِله
لأشبهَ بالعنقاءِ يُبعثُ من رماد
نارِ الضَّرى السَّعارُ وهو مَقاتِله
هو الألمُ البرّاحُ ما إن تُزيحُهٌ
يَشُقُّ سواهُ للشعورِ مُماثِله
إذا لم أجد ما يَقْلَقَنَّ بخاطري
فهذا بحدِّ الذاتِ ثَمَّ قلاقِله
كتابُك دربٌ للعلومِ ومخرجٌ
إلى الناس من ثَمَّ الحياةُ مداخِله
فترقى لفَهم الموتِ أُنسَا ومكسَباً
لِمن هَزْهَزَتْهُ في الحياةِ زلازِله
وما معنى عيشي في الحياة وموتتي
أرُبَّ فلاحٍ في المَمات يُفاضِله
خلائقُ أهلِ الموتِ احمدَ في الرَّدى
ويُزري أخاهُ في الحياةِ مُناكِله
عُدولاً وهم أمواتُ أكثرُ مِنهمو
على قيدِ دنياهم طريدٌ وآكله
صباحي لُغوبٌ والمَساءآتُ رؤيتي
هما الكونُ في ذاتِ الحدودِ مَخايِله
تُشَذِّبُ إحساسي المُخاتِلَ ريحُهُ
تجوبُ طِياتِ الكونِ حيثُ تُزاوِله
فلا موطنٌ للموتِ تدرُكُهُ ولا
لميلادِها حَيْزٌ تعيهِ قَوابِله
بحمّى ودادِ الناسِ تَلقَحُ زهرَهم
فتُنتِجُ أثماراً تطيبُ مآكِله
وما العالمُ المنكودُ إلّا تخاذُلٌ
تكاد تحيفُ العدلَ فيهِ بَواطِله
بدايةُ مَسعاهُ حظوظٌ لِينتهي
مَنِ الغالبُ الجاني، مَنِ الحظُّ خاذِله
فَلَم يَكُ عقلانيَّ بل هو عابثٌ
على الصُّدفةِ العمياءِ يصعدُ كاسِله
يّجَرِّح كَفّائينَ في كبريائِهم
رهينةَ خَيباتٍ فيهبطُ عامِله
فليس لهذي الناسِ إلّا مُسَلَّمٌ
هو الجُرحُ فيهم والأنامُ عقابِله
وأولُ حُلْمي ضدَّ وعيي مُبَدِّلا
غباوتَهُ والحُلمُ أفطَنَ عاقِله
أُناغمُ موسيقايَ فنَّ قصائدي
وثَمَّةَ لفظٌ لم تَرُمْهُ دلائِله
بها الكونُ وَحدانيُّ عَبرَ وجودهِ
ولا مثلما لفظٍ يشُطُّ تواصُله
هو الشعرُ لا ينفكُّ لحناً مُحاكياً
صدى كائناتِ الكونِ حيثُ أغازِله
فأسمو بوعيِ الذاتِ من وحيِ خَلجَتي
على أنّ هذا الكونُ حقٌ تكامُله
ولست لوحدي مُستسيغاً سماعَها
ولكنَّما كلُّ الوجودِ وآهِلُه