كيف تتعرف على مدمن المخدر ات
كيف تتعرف على مدمن المخدر ات ؟
كتب .. اشرف زيدان
من الملاحظ اجتماعياً أن معظم الأمهات والآباء صاروا يتخوفون من وقوع أولادهم في بئر الإدمان، بعد انتشار ظاهرة المخدرات، والأيادي الخفية التي تروج لها في مجتمعاتنا العربية.. لذلك ننصح الآباء والأمهات بمتابعة سلوك أولادهم، وإذا ماظهر على أحدهم أي عرض من الأعراض التي سنذكرها، فعليهم ألا يتقاعسوا عن عرضه على الطبيب..
أولاً: تضطرب ساعات النوم وأوقاته عند المتعاطي، بصورة لم تكن مألوفة عنده قبل تناول المخدرات.
ثانياً: ظهور حالات من الحزن والكآبة.
ثالثاً: تظهر أعراض مرضية على العينين.. تتمثل في اتساع الحدقتين، واحمرار مفاجئ لهما، يزول.. ثم يعود.. في دورة لاتتوقف.
رابعاً: يهبط نشاط المدمن بشكل ملحوظ، ويصير غير قادر على أداء أعماله، ومع ذلك نراه لايبدي أي طلب للمساعدة من الآخرين.
خامساً: يمضي أغلب وقته خارج المنزل، مع رفقاء السوء.. وإذا رجع إلى المنزل غالباً ما ينزوي في غرفته.. وتسوء علاقاته بأفراد أسرته.
سادساً: يكون غير قادر على التفكير بصورة سوية.. ويلازمه النسيان بشكل يلفت انتباه الآخرين.
سابعاً: لأتفه الأسباب يثور ويغضب.. ويصعب مناقشته.
ثامناً: يهمل نظافته الشخصية، ولايعنى بجمال مظهره.
تاسعاً: تفوح من فمه روائح كريهة، نتيجة حدوث تعفن باللثة وتكون هذه الروائح شبيهة برائحة البيض الفاسد.
عاشراً: (بالنسبة لمتعاطي المخدرات عن طريق الشم)، يلاحظ اتساع مفاجئ وتضخم في جلدة فتحتي الأنف، مع ظهور احمرار واضح عليهما.
حادي عشر: يزداد طلبه للنقود، فلم يعد يكفيه مصروفه اليومي.. ويكون هذا سبباً في انحراف سلوكه، حيث يقوم بسرقة الآخرين، والاعتداء عليهم.
ثاني عشر: يلاحظ انخفاض في الوزن، يصحبه شحوب في ملامح الوجه، وانكماش في جلد الأطراف.. مع ظهور اهتزازات عصبية لا إرادية بين الحين والآخر..وتبدو عليه أعراض الشيخوخة المبكرة.
ثالث عشر: يمكن ملاحظة السرعة في النبض، مع ازدياد ضربات القلب.
رابع عشر: يحدث اضطراب واضح في الغدد المفرزة للعرق.
خامس عشر: إذا وضعت يدك على رأس المدمن فإنك تشعر بسخونة، قياساً بالأطراف التي يسودها درجة حرارة أقل (هذه الظاهرة تكون مستمرة، بخلاف الأمراض العرضية الأخرى).
سادس عشر: يشكو المتعاطي من حدوث دوار ودوي مؤلم بالأذن.
سابع عشر: يحدث جفاف بالفم، يصاحبه التهاب في الحلق.
ثامن عشر: يفقد الشهية للطعام، مع الميل للتقيء..قد يصاحب ذلك إمساك شديد، أو إسهال مفاجئ، وهذه علامات تدل على تدهور في وظائف الكبد.
تاسع عشر: يبدي المتعاطي إحساسات جسمانية خاطئة.. فيتوهم مثلاً: أن أطرافه قد ازدادت، أو أن أنفه قد أصيب بالتضخم..!!
· كيف يتم تحصين الابناء ضد المخدرات؟
نقول للآباء والأمهات.. عليكم بـ (تحصين) أولادكم ضد آفة العصر، ولايكون ذلك إلا بإعطائهم (اللقاحات الطبيعية الوقائية)، الأكيدة المفعول.. وماهذه اللقاحات سوى اتباع هذه التعليمات: 1/ لاتدعوا في حياة أولادكم مايسمى بـ (وقت الفراغ)، وعليكم أن تشغلوهم بكل ما هو نافع من أحاديث وقراءات تنير العقل.. شجعوهم على ممارسة الأنشطة والهوايات المفيدة التي تبني أجسامهم، وتنمي مهارتهم.
2/كونوا أصدقاء لأبنائكم.. وكونوا معهم في اختيار أصدقائهم، مع اتباع أسلوب (الاقناع والاقتناع) إذا دعت الضرورة.. ولاداعي للعنف أو التوبيخ المستمر لهم.
3/ والأهم من ذلك كله، الحرص الشديد على تنشئتهم، منذ نعومة أظفارهم، على أداء الصلوات في أوقاتها.. وحفظ آيات القرآن الكريم، فهي (الإنزيم) الفعال في كبسولة لقاح (التحصين).
· كيف نقف بجانب المدمن؟
هناك حقائق تعتبر هي القلب في علاج المدمن والتي بدونها تموت كل الجهود من أجل الإنقاذ . ومن يريد أن يتصدى لإنقاذ مدمن فعليه أن يعرف وأن يبحث عن الحقائق هذه الحقائق هي ..
الإدمان له علاج : كل مدمن له علاج ويمكن شفاؤه
وبذلك يجب علينا أن نتسلح بالحب والإراده والصبر ولا نيأس أبدا .
= إنقاذ المدمن يحتاج نفس طويل .. للإستمرار بدون توقف .. وتصميم بدون تراخ .
= علاج الإدمان ليس في التوقف عن التعاطي .. هذه خدعه طبيه كبرى .. التوقف هو الخطوة الأولى في طريق طويل . أما العلاج الحقيقي هو أن يستمر في التوقف وذلك لن يكون إلا بعلاج الأسباب التي أدت به إلى التعاطي ..
يجب أن نجيب عن (( لمــــــــــــــــــــاذا ))
لماذا التجأ هذا المدمن لهذه الماده حتى أدمنها ؟؟ إذا عالجنا الأسباب نكون فعلا قد أنقذنا هذا الإنسان وساعدناه
وعلى هذا يجب أن نعرف أن الإدمان ليس هو المشكله بل هو عرض والمعالج الحقيقي ليس هو الطبيب وإنما هو إنسان قريب منه يحبه ..
زوجه .. زوج .. أخ .. أخت … صديق … حبيب لا يمكن علاج مدمن على الإطلاق بدون وجود هذا الإنسان في حياته
فإذا خلت حياة المدمن من هذا الإنسان فلن يشفى من إدمانه بل سيتمادى حتى الموت لأن أهم مبرر للإدمان هو إحساس الإنسان بالنبذ ..
وعلى هذا فإن أعظم دواء لشفاء المريض هو الحب .. الحب الحقيقي .. الحب المخلص .. الحب بدون مقابل فإذا تناول المدمن كل أنواع العلاج المعروف وأحدثه فإنه لن يشفى بدون علاج الحب .
الوقايه خير من العلاج .. بمعنى منع حدوث الإدمان ,,
أما العلاج فيبدأ إذا فشلت الوقايه .. والجهد الذي يبذل في الوقايه هو هو عشر الجهد الذي يبذل في العلاج . .والاكتشاف المبكر أفضل من الإكتشاف المتأخر
= من يتحمل مسؤليه العلاج لا بد أن يعرف كل الحقائق العلميه عن موضوع الإدمان مثل نوع الماده :/ تأثيرها/ مضاعفاتها / أعراض الإنسحاب / حالة المتعاطي وهو تحت تأثيرها / مظاهر التسمم الحاد . والأهم أن يعرف معنى الإدمان والدوافع النفسيه والعضويه التي أدت بهذا الشخص للإدمان وطبيعة شخصيته المدمن وكيفية التعامل معه .
· هل للأسرة والمحيطين دور هام في حياة المدمن؟
وجود مدمن في حياة أسره يهز كيان الأسره بأكملها … وفي البدايه يكون موقف المحيطين بالمدمن معبر عن الإنهيار وصب اللعنات على كل شيء في الحياة يلي ذلك مرحلة الإستسلام .. الحياة مع مدمن تتلخص في كلمة واحده :: الجحيم. ولكن على الأسره أن تبدأ في العلاج معه قبل الذهاب إلى الطب بداية العلاج !!! لابد أن يكون في شكل رسالة للمدمن .. محتواها أننا نحبه … الحب ضروري وفي غاية الأهمية ولا بد أن نعبر عنه بطريقة ما .. لابد من قول هذا للمدمن (( إذا إستمريت في هذ االطريق فسوف تموت )) إذا وصلت هذه الرساله اللى وجدان المدمن فإن الحوار سكون ممكنا تلك هي البداية الصحيحة والتي لابديل عنها بل أي خطوه تاليه لايمكن أن تتم بدون إقامة العلاقات والجسور بين المدمن والمحيطين به . لابد من هدم جدار الصمت وإذابة الجليد الذي كان يغلف العواطف وينشأ حوار صريح معه حول موضوع إدمانه لابد أن ندعه يقول ماعنده .. ثم نقول له ماعندنا .. ويجب تحاشي لغة الوعيد والتهديد .. النبذ والإزدراء والإحتقار .. ويجب ان يظل الأمر سرا بين أفراد الأسره . لابد أن يكون هناك قدر من الحزم فالمريض يحتاج إلى سلطه عليا في بداية العلاج .. أب … أم .. أو كلاهما . عم .. خال .. طبيب .. قوة تحرك الدفة وتسانده . وهذه السلطه يجب أن تقف في وجه المريض بحزم فيما يخص النقود .. إن إعطاء أي نقود للمدمن يعتبر نوعا من التآمر عليه وليس لهذا إلامعنى واحد (( خذ ماتشاء .. سوف أساعدك على أن تقتل نفسك )) ولكن من ناحية أخرى فإن عدم إعطاء النقود .. أي نقود له تعني إرسالة إلى السجن .. المطلوب الإحتفاظ بالأعصاب في ثلاجه .. لاتقدمو اي النقود إلى المدمن والإ فأنتم تتسببون في إقامه علاقات ملتويه بينكم وبينه وتفتحون له الطريق أمام جميع أشكال الإبتزاز . بعد ذلك يتم عرض الأمر على طبي مختص .. طبيب نفسي .
· اين يكمن الدور الطبي في حياة المدمن؟
يتوقف علاج الشخص المدمن على العديد من العوامل و المتغيرات التي تشمل طبيعة شخصيتة ومدى رغبته في التخلص من هذا الداء و صحته النفسية , و مدى تحمله للضغوط و قدرته على الضبط الذاتي و الصبر ، أيضاً من العوامل التي تحدد مدى استجابته للعلاج نوعية أصدقائه و درجة دعم و مساندة الأسرة.. و كذلك نوعية المواد المخدرة و مدة التعاطي و توافر شخص أو أكثر للإشراف و المتابعة لتنفيذ خطوات العلاج بحزم و جدية وبناء على المعلومات و الدلالات الخاصة بشخصية المدمن و ظروفه يتم وضع البرنامج العلاجي المناسب القابل للممارسة الذاتية تحت إشراف فرد من الأسرة أو صديق موثوق به , علماً بأن أغلب الحالات التي استطاعت التخلص من داء الادمان هي التي توافرت لها الإرادة و الرغبة الصادقة, أما أغلب من ذهبوا للمصحات بدون الرغبة و النية و العزيمة فإن نسبة فشلهم تجاوزت ال 90 %.
· ماأسباب فشل علاج المدمنين؟
1- عدم علاج الاسباب التى افرزت المدمن .
2- الاعتماد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات ومهدئات بديله فقط مما يتسبب فى كثرة الانتكاس .
3- عدم التشخيص الدقيق الذى يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية المصاحبة أو المسببة للأدمان , ثم تقديم علاج متكامل يتضمن العلاج الدوائى و العلاج النفسى بأساليب متعددة ( خاصة العلاج الجمعى والعلاج النفسى الدينى بمنهج علمى ) تحت اشراف أطباء نفسيين متخصصين و مدربين لأن الأدمان مرض نفسى مصنف عالميا يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض , وهو ليس مجرد مشكلة عادية يمكن أختراقها من جانب واحد أو باجتهادات شخصية ..
4- لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الادمان والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة
5- أن العلاج والتوعية عن طريق الترهيب بقصص ونصائح يضر اكثر مما يفيد , فالمدمن لايسمع ولا يهمه إلا اللذة الفورية المباشرة .
6- المدمن لا يقرأ ولايشاهد النصائح المطبوعة أوالمنشورة عبر وسائل الاعلام والتى تتكلف اللآلاف والملايين ويعتبرها نوعا من المبالغة والنصائح الساذجة المدفوعة الآجر…
7- عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد العائلة , ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات لمساعدة الفرد المريض على مواجهة اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان والسلوكيات المؤدية إليه.. ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على المال ..
8- تدريب افراد الاسرةعلى الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس .
9- تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة ان بعضها من مشتقات البنزوديا.ينز مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .
10- توفير فرص للشباب للعمل وعدم البطالة وممارسة الانشطة والهوايات ,والتعبير عن آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الادمان وممارسة الغرائز , وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على العلاج الذاتى للقلق والاحباط وسرعة الغضب والانفعال التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان أو التطرف .
11- ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل علاج الادمان .. من أهمها ان علاج الادمان ليس – كما ذكرنا – فى سحب العقار من الجسم ولا فى توقف المدمن عن تعاطيه .. فكل ذلك لا يمثل إلا مرحلة اولى لاتكتمل إلا بعلاج الاسباب الأعمق لان الادمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة .. أما السبب الكامن فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم ومعاناة المريض من مرض نفسى لم يعالج ( كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية او مشكلات حادة ويلجئون للأدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ ).
12- ضعف ايمان المتعاطى , ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة المخلصة والعلاقات الوجدانية الناضجة التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل سقوطه في هاوية الأدمان .
13- الاخطاء التى يرتكبها بعض هواة علاج الادمان والمنتفعين والدجالين تكرس اليأس من الشفاء و تعمق مأساة الادمان وتحول دون حلها .
· كيف تتعامل الزوجات مع أزواجهن المدمنين؟
شرحت الاخصائية النفسية سبيكة عبدالكريم الوهيب المتخصصة في مجال علم النفس الاسري اهم الصعوبات التي تواجه زوجة المدمن وبينت افضل السبل لتخطي تلك الصعوبات قبل علاج الزوج وأثناءه وبعد شفائه فتقول: ان الادمان مرض قد يشفى المريض منه بسرعة او قد تستغرق عملية شفائه سنوات طويلة وذلك لان جميع الامراض يتوقف الشفاء فيها بعد اذن الله على جهد المعالج بينما الادمان يتوقف الشفاء فيه على ذاتية المريض ودافعيته. وعلى الظروف المحيطة به التي قد لا تكون مشجعة ولا تساعده على الشفاء ابدا ولهذا نجد ان زوجة المدمن لديها احد الخيارين اما ان تنفصل عن زوجها المدمن او تقف بجانبه وتساعده على تجاوز محنته وتقبل بسلبياته. وعن أهم الصعوبات التي يمكن ان تواجه زوجة المدمن ابانت الاخصائية سبيكة ان اهم هذه الصعوبات تتلخص في التالي:
1 شكه الدائم في سلوكياتها، وهذا امر وارد بسبب فقده لثقته بنفسه وشعوره بالعجز وسيطرة الكثير من الافكار اللاعقلانية على تفكيره، ولهذا أرجوها ألا تعيره اي اهتمام عندما يحاصرها بتلك الاتهامات لأنها لا تصدر عن شخص عاقل او متزن، وأن تتعامل معه على انه مرفوع عنه القلم الى ان يسترد وعيه وعقله.
2 ان بعض المدمنين في حالة فقدهم لوعيهم من الممكن ان يعتدوا على زوجاتهم بالضرب ولهذا انصحهم بوضع استراتيجيات لتفادي الزوج عندما يهم بضربها وهو في حالة هياجه، وان تذكره عندما يسترد وعيه انه قام بضربها. وعن افضل السبل لمساعدة الزوج قبل فترة العلاج حددت الاحصائية عددا من النقاط التي يجب ان تراعى
1 على الزوجة ان تحرص على عدم تنظيف المكان الذي يتقيأ فيه الزوج بسبب شربه لجرعة كبيرة من المسكر او المخدرات.
2 عند كسر الزوج لبعض الاشياء في المنزل وهو في حالة فقده للوعي يجب ايضا ان تتركها في مكانها ليشاهد ما فعله عندما يسترد وعيه.
3 عدم تبرير تغيب زوجها عن العمل لرؤسائه.
4 مواجهة المدمن بادمانه وان تساعده على الاعتراف بذلك وتحثه على طلب العلاج.
اما عن الامور التي يجب ان تراعى عند ذهاب الزوج للعلاج فركزت الاخصائية سبيكة على نقطتين اساسيتين هما:
اولا زيارة الزوج أثناء فترة وجوده في المستشفى او الاتصال عليه تليفونيا في حالة تعذر الذهاب اليه.
ثانيا: الاتصال بالمعالج للتعرف على تطور حالة الزوج والتعرف ايضا على الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع زوجها عندما يغادر المستشفى. وولهذا قامت المجتمعات الغربيه بعمل البرامج الموجهة لاسرة المدمن تنصب على تأهيل زوجة المدمن، وهذا ما نفتقده في المجتمعات العربية، لأن وراء كل مدمن زوجة ضحية، ولكن هذا لا يمنع من ان تفهم زوجة المدمن نقطة مهمة لمساعدته على العلاج الا وهي ان تعي تماما ان الزوج المدمن زوج هش الشخصية، وسلبي ويهرب بالادمان من واقعه الذي يتمرد عليه ولكن بصورة سلبية، ولهذا نجده يؤذي نفسه ويضر بالاخرين، وبالاضافة الى ان هناك بعض المعتقدات الخاصة تسيطر عليه أولها شعوره بالدونية أمام زوجته واعتقاده بأن المخدرات هي التي ستزوده بالقوة ال.ة التي تساعده على التعايش الطبيعي مع زوجته، وهذا يعني ان التجريح والادانة من قبل الزوجة سيزيد من مشاكله ولا يقللها ولهذا انصح كل زوجة بأن تكون سندا مشجعا للزوج ولا تجرحه ولا تدينه إلى أن يمن الله عليه بالشفاء.
· ما الدليل على أن المخدرات والتدخين حرام ؟
قول الله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فإن هذه الآية تدل على أن ما كان ضررا على الإنسان كان منهيا عنه فإن قال قائل : هذا في القتل فقط لا في مطلق الضرر ؟ فالجواب : نعم هذا ظاهر الآية لكن عمرو بن العاص رضي الله عنه استدل بها على نفي الضرر فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وذلك أنه بعثه مع سرية فأجنب فتيمم ولم يغتسل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( أصليت بأصحابك وأنت جنب ؟) فقال: يا رسول الله ذكرت قول الله تعالى ” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” وكانت الليلة باردة فتيممت , فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم تقريرا لفعله (( رواه البخاري وأبو داود والدارقطني وصححه ابن حبان والحافظ في الفتح )) وهذا يدل على أن الآية تتضمن النهي عن قتل النفس وكل ما كان فيه ضرر. هذا والله أعلم وأعلى. من الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
· ما أساليب التربية الصحيحة؟
للتربية أساليب متعددة، منها:
أولاً: التربية بالملاحظة:
تعد هذه التربية أساساً جسَّده النبي __ في ملاحظته لأفراد المجتمع تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه الرشيد، والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي، وهذا يعني أن الملاحظة لا بد أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية. ويجب الحذر من أن تتحول الملاحظة إلى تجسس، فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي __ في تربيته لأبنائه وأصحابه. كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل وبخاصة المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيباً على نفسه، ومسؤولاً عن تصرفاته، بعيداً عن رقابة المربي، فتتاح له تلك الفرصة باعتدال. وعند التربية بالملاحظة يجد المربي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بد من المداراة التي تحقق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل، والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحياناً يعد الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرفات الطفل التي يستفز بها المربي، وبخاصة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدين والإخوة، فلا بد عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تؤدي إلى تشبثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بد من التسامح أحياناً؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربوية والنفسية.
ثانياً: التربية بالعادة:
المبحث الأول: أصول التربية بالعادة: الأصل في التربية بالعادة حديث النبي __ في شأن الصلاة؛ لأن التكرار الذي يدوم ثلاث سنوات كفيل بغرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة في النفس، وكذلك إرشاد ابن مسعود – رضي الله عنه – حيث قال: “وعودوهم الخير، فإن الخير عادة”، وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصة بالشعائر التعبدية وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.
المبحث الثاني: كيفية التربية بالعادة: ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية. يبدأ تكوين العادات في سن مبكرة جداً، فالطفل في شهره السادس يبتهج بتكرار الأعمال التي تسعد من حوله، وهذا التكرار يكون العادة، ويظل هذا التكوين حتى السابعة، وعلى الأم أن تبتعد عن الدلال منذ ولادة الطفل، ففي اليوم الأول يحس الطفل بأنه محمول فيسكت، فإذا حمل دائماً صارت عادته، وكذلك إذا كانت الأم تسارع إلى حمله كلما بكى، ولتحذر الأم كذلك من إيقاظ الرضيع ليرضع؛ لأنها بذلك تنغص عليه نومه وتعوده على طلب الطعام في الليل والاستيقاظ له وإن لم يكن الجوع شديداً، وقد تستمر هذه العادة حتى سن متأخرة، فيصعب عليه تركها، ويخطئ بعض المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها، وقد تكون كلمة نابية، وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يحصل من الطفل الصغير، وهذا الإعجاب يكون العادة من حيث لا يشعرون. وترجع أهمية التربية بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع يتحقق من وجهين، الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعود والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخلق الفاضل كان تعويده عليه يرسخه ويزيده. ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية.
ثالثاً: التربية بالإشارة:
تستخدم التربية بالإشارة في بعض المواقف كأن يخطئ الطفل خطأ أمام بعض الضيوف أو في مَجْمَع كبير، أو أن يكون أول مرة يصدر منه ذلك، فعندها تصبح نظرة الغضب كافية أو الإشارة خفية باليد؛ لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معانداً؛ لأن الناس ينظرون إليه، ولأن بعض الأطفال يخجل من الناس فتكفيه الإشارة، ويستخدم كذلك مع الطفل الأديب المرهف الحس. ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا وعمله عمل ذميم، ولو كرر ذلك لعاقبته، وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدب بقية أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربي.
رابعاً: التربية بالموعظة وهدي السلف فيها: تعتمد الموعظة على جانبين، الأول: بيان الحق وتعرية المنكر، والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقل أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها؛ لأن النفس فيها استعداد للتأثر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.
ومن أنواع الموعظة:
1- الموعظة بالقصة، وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحاً.
2- الموعظة بالحوار تشد الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيوياً، وتتيح للمربي أن يعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.
3- الموعظة بضرب المثل الذي يقرب المعنى ويعين على الفهم.
4- الموعظة بالحدث، فكلما حدث شيء معين وجب على المربي أن يستغله تربوياً، كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليذكر الطفل بنعم الله، ويؤثر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.
وهدي السلف في الموعظة: الإخلاص والمتابعة، فإن لم يكن المربي عاملاً بموعظته أو غير مخلص فيها فلن تفتح له القلوب، ومن هديهم مخاطبة الطفل على قدر عقله والتلطف في مخاطبته ليكون أدعى للقبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل النفسية ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يحقق الفائدة. ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ فيتخوَّل بالموعظة ويراعي الطفل حتى لا يملّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقت فيحسن تكرارها مع تباعد الأوقات.
خامساً: التربية بالترغيب والترهيب وضوابطها: الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية. المبحث الأول: الترغيب: ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها.
والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم، والثناء، وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل. ويرى بعض التربويين أن تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من . العمل، فإن كان العمل مادياً نكافئه مادياً والعكس.
وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربي نجاحه، ومنها:
• أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند الله من ثواب دنيوي وأخروي، فمثلاً يرغب الطفل في حسن الخلق بالمكافأة ثم يقال له: أحسن خلقك لأجل أن يحبك والدك وأمك، ثم يقال ليحبك الله ويرضى عنك، وهذا التدرج يناسب عقلية الطفل.
• ألا تتحول المكافأة إلى شرط للعمل، ويتحقق ذلك بألا يثاب الطفل على عمل واجب كأكله وطعامه أو ترتيبه غرفته، بل تقتصر المكافأة على السلوك الجديد الصحيح، وأن تكون المكافأة دون وعد مسبق؛ لأن الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل.
• أن تكون بعد العمل مباشرة، في مرحلة الطفولة المبكرة، وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب وإخلاف الوعد، وفي المرحلة المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل للآخرة، ولأنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة.
المبحث الثاني: الترهيب:
أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من ال.ة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها. ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه.
وللترهيب ضوابط، منها:
• أن الخطأ إذا حدث أول مرة فلا يعاقب الطفل، بل يعلم ويوجه.
• يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه؛ لأنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
• إذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها.
• إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد، وأن يتجنب الضرب على الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن، وأن تكون العصا غير غليظة، ومعتدلة الرطوبة، وأن يكون الضرب من واحدة إلى ثلاث إذا كان دون البلوغ، ويفرقها فلا تكون في محل واحد، وإن ذكر الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب؛ لأنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم الله.
• ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى لا يحقد بعضهم على بعض.
• ألا يعاقبه حال الغضب؛ لأنه قد يزيد في العقاب.
• أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك.
المبحث الثالث: ضوابط التربية بالترغيب والترهيب: وهذه الضوابط _بإذن الله_ تحمي الطفل من الأمراض النفسية، والانحرافات الأخلاقية، والاختلالات الاجتماعية، وأهم هذه الضوابط:
1- الاعتدال في الترغيب والترهيب: لعل أكثر ما تعانيه الأجيال كثرة الترهيب والتركيز على العقاب البدني، وهذا يجعل الطفل قاسياً في حياته فيما بعد أو ذليلاً ينقاد لكل أحد، ولذا ينبغي أن يتدرج في العقوبة؛ لأن أمد التربية طويل وسلم العقاب قد ينتهي بسرعة إذا بدأ المربي بآخره وهو الضرب، وينبغي للمربي أن يتيح للشفعاء فرصة الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل، ويسمح له بالتوبة ويقبل منه، كما أن الإكثار من الترهيب قد يكون سبباً في تهوين الأخطاء والاعتياد على الضرب، ولذا ينبغي الحذر من تكرار عقاب واحد بشكل مستمر، وكذلك إذا كان أقل من اللازم،
وعلى المربي ألا يكثر من التهديد دون العقاب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد، فإذا أحس المربي بذلك فعليه أن ينفذ العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيباً. والخروج عن الاعتدال في الإثابة يعوِّد على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إلا بمقدار أكثر من السابق. كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ لأن ذلك يفسده ويشعره بالذلة والمهانة، وقد يولد الكراهية، كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب لمصلحته لا حقداً عليه. وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفاً يطغى على الخوف من الخالق _سبحانه_، فيخوّف الطفل من الله قبل كل شيء، ومن عقابه في الدنيا والآخرة، وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم دون مراقبة الخالق والخوف من غضبه، وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظلام أو غيرها؛ لأنه يحتاج إلى هؤلاء، ولأن خوفه منهم يجعله جباناً.
وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن الله سيعذبه ويدخله النار، ولا يذكر أن الله يرزق ويشفي ويدخل الجنة فيكون التخويف أكثر مما يجعل الطفل لا يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد الأهل “ستدخل النار” أو “سيعذبك الله؛ لأنك فعلت كذا”، ولذا يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار، ولا نحكم على أحد بجنة أو نار، بل نقول: إن الذي لا يصلي لا يدخل الجنة ويعذب بالنار.
2- مراعاة الفروق الفردية: تتجلى حكمة المربي في اختياره للأسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة، منها:
• أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل، ففي السنة الأولى والثانية يكون تقطيب الوجه كافياً عادة أو حرمانه من شيء يحبه، وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ، فإذا أفسد لعبته أو أهملها يُحرم منها، وإذا عبث في المنزل عبثاً يصلُح بالترتيب كُلِّف بذلك، ويختلف عن العبث الذي لا مجال لإصلاحه.
• أن يتناسب مع شخصية الطفل، فمن الأطفال من يكون حساساً ليناً ذا حياء يكفيه العتاب، ومنهم من يكون عنيداً فلا ينفع معه إلا العقاب، ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه، ومنهم من حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف، فأحياناً يكون الطفل مستخفياً بالخطأ فيكون التجاهل والعلاج غير المباشر هو الحل الأمثل، وإن عاد إليه عوقب سراً؛ لأنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء، فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ لأن عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس بالنقص، وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• المراوحة بين أنواع الثواب والعقاب؛ لأن التكرار يفقد الوسيلة أثرها.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لأنه أصبح كبيراً، ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار، ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً؛ لأن تأنيبه والقسوة عليه في الكلام يحدثان خللاً في العلاقة بين المراهق والمربي، ويكون ذلك أوجب في حق الولد البكر من الذكور؛ لأنه قدوة، وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو مات.
• ومن الفروق الفردية . الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما لا يكفي الذكر عادة؛ لأن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.
من كتاب (كيف تربي ولدك)
· ماهو الإدمان وماهي أنواعه ؟
الإدمان: هو التعود الشديد على استعمال إحدى المواد والعقاقير المخدرة أو المنبهة بحيث لا يمكن للمدمن الامتناع أو التخلي عن التعاطي وبجرعات تكون عادة متزايدة والامتناع أو الانقطاع عن تلك المواد يحدث أعراضاً عضوية ونفسية تختلف باختلاف المادة المخدرة أو المنبهة وكميتها وطول مدة التعاطي وقد استخدمت هيئة الصحة العالمية تعبير الاعتماد Dependence بدلاً من تعبير الإدمان Addiction حيث وجد أنه أكثر توصيفاً.
والإدمان أو الاعتماد إما أن يكون إدماناً عضوياً Physical أو إدماناً نفسياً Psychic أو كليهما معاً، وتظهر أعراض الإدمان العضوي على المدمن عند احتياجه للجرعة على شكل غثيان أو قيء أو اختلاف في سعة حدقة العين أو العرق الغزير وارتعاش الأطراف وقد يصل في الحالات المتقدمة إلى التقلصات العصبية التي تشبه الصرع وأحياناً الوفاة وذلك لاعتماد الجسم على المخدر في أداء بعض وظائفه العضوية بحيث يسبب الانقطاع تعطل تلك الوظائف وظهور الأعراض المرضية السابقة.
أما الإدمان النفسي فيتمثل في حالات القلق والأرق وعدم التركيز والخمول وانحراف الحواس كالسمع والبصر وسوء تقدير الزمن والمسافات، وفي بعض الحالات الهياج الشديد والعدوانية وإيذاء الذات إلى حد الانتحار والاعتداء على الغير. وفيما يلي خلاصة لأهم الأنواع:
أ -المواد التي تسبب الإدمان العضوي القاتل.
1 -الأفيون ومشتقاته كالهيروين والكودايين والميثادون.
2 -الكوكائين.
3 -الباربتيوريت وتشمل (طويلة المفعول) (ومتوسطة المفعول) و (قصيرة المفعول).
4 -البنزوديازابين وتنقسم إلى طويلة المفعول كالغاليم والرهينبول (أبو صليبه) و الريقتربل (أبو زمبة).
5 -الامفيتامينات.
ب- المواد التي تؤدي إلى إدمان نفسي وهلوسة وهي أما طبيعة مزروعة أو مخلقه.
مواد الإدمان النفسي والهلوسة الطبيعية كالحشيش والبانجو والجانجا والقات. أما المواد المصنعة فهي عقار L.S.D وبعض مخلقات الأمفيتامينات. وأيا كان نوع المواد أو العقاقير المؤدية فإن الأعراض السمية التي تنذر بالخطر تتشابه في كثير من المواد المؤدية للإدمان سواء كان إدماناً عضوياً أو نفسياً أو كلاهما معاً.
· كيف تكتشف المدمـــــن ؟
أولا :المظهر السلوكي :
1- تقلّب المزاج.
2- التأخر الكثير خارج المنزل.
3- طلب الكثير من المال وبإلحــاح.
4- كثرة الاستدانة
ثانيا : المظهر الخارجي
1- شحوب الوجه واصفراره وانخفاض سريع في الوزن (يعتمد على نوع المخدّر / فترات التعاطي).
2- اضطراب الشخصية وعدم التركيز.
3- عدم الاهتمام بالهندام ( الملابس) أو المظهر الخارجي.
4- كثرة الصدمات السطحية في سيارته (لقلّة التركيز).
5- العثور على الأدوات الغريبة في سيارته أو في غرفته(يعتمد على نوع المخدّر)
6- وجود بعض العلامات في جسمه (يعتمد على نوع المخدّر). من ادوات التعاطي.
· كيف يشعر من يتعاطى المخدرات ؟
– يكون الشعور لدى المتعاطي خيالياً بعيد عن الواقع نتيجة ما تسبب المخدرات من هلوسة وهذيان ( أي رؤية أشياء غير حقيقة ) .