لا للتحرش إعتبرها أختك
كتب/ أحمد حسين
يشهد المجتمع المصري في الآونة الاخيرة موجة من الانحرافات الاخلاقية والسلوكية، التي لايجب غض الطرف عنها، فلم يعد هناك مجال للتكتم او التستر علي تلك الانحرافات أكثر من ذلك، نلاحظ الآن تحول بعض الشباب المصري إلى مجموعات منحرفة تمارس أعمال غير أخلاقية، مثل التعرض للفتيات والتحرش بها في الشوارع والاماكن العامة دون ان يتصدي لهم احد، فأين ذهبت تلك النخوة والشهامة التي كانت تجري بدماء المصريين، فعندما كان يتعرض احد الشباب لفتاه منذ سنوات قليلة، كان يلاقي هجوما حادا قد يصل إلى ضربه في الطريق العام وإهانته أمام الناس حتى لا يكرر فعلته، لكن الآن أصيب جزء من الشعب المصري بنوع من اللامبالاه فلم يعد الشارع يهتم بأمر أي فتاه مهما حدث لها أمام عينيه، وأصبحت الذئاب البشرية تتجول في الشوارع بحثا عن فريستها، دون أن يتصدى لهم أحد؛ فلا يوجد من يوبخهم أو يتصدى لهم من المجتمع، و لا يوجد تفعيل لدور القانون؛ لذلك تستمر تلك الحيوانات في صورة بشر بمواصلة أفعالهم الشنعاء، كل هذا يحدث بسبب تركنا التعاليم الدينية والأخلاقية وتجاهلنا لتقاليد مجتمعنا، فكيف لفتاه ان تعيش في امان، وتخرج لجامعتها او لعملها بدون خوف من أن يعترض طريقها أحدا، لقد أصبحت الفتاه المصرية تخشي النزول إلى الشارع، وإذا نزلت الشارع وتعرضت للتحرش تخشى أيضا معاقبة الجاني خوفا من نظرات المجتمع لها، لأنها تعلم جيدا أن المجتمع المصري الذكوري سيحملها هي المسؤولية ، وإن كانت الفتاه المصرية قد تحملت الكثير من قبل ولم تستطع ان تبوح به لأحد خوفا على سمعتها، فقد جاء اليوم الذي لا مجال فيه لكبت حقوقها الإنسانية أكثر من ذلك، وللأسف الشديد ان علاج هذه الظاهرة لا يتم في يوم وليلة بل يحتاج لسنوات طويلة من اجل إعادة ترسيخ القيم الدينية والمجتمعية وإصلاح للأجيال الحالية، وتوعية الأجيال القادمة، إضافة الي تدابير وقائية يجب تنفيذها في الوقت الحالي تتمثل في: تغليظ العقوبات القانونية بحق أي شخص يتحرش بفتاه حتى يصبح عبرة لغيره، فـللأسف أصبح الرادع الاول والاخير للشباب هو الأحكام القضائية الشديدة، حيث إنهم لا يكترثون بالعادات والتقاليد او القيم والمباديء الدينية.
وختاما اقول أن المرأة المصرية نصف المجتمع، وهي من تلد وتربي النصف الآخر فإن سقط نصف المجتمع لن يتمكن النصف الآخر من بناء المجتمع بمفرده.