لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟
لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟
كتب:محمد دياب
قد نجد أنفسنا في أحيان كثيرة نتقمص دورين متناقضين : القاضي والمحامي. نقف قضاة صارمين على أخطاء الآخرين لا نغفر ولا نلين وفي الوقت ذاته ندافع بشراسة عن أخطائنا متجاهلين تأثيرها على من حولنا. هنا يكمن التناقض الإنساني الأعمق : كيف نطالب الآخرين بالكمال بينما نتسامح مع نقائصنا؟
هذا التناقض ينبع من نزعة نفسية شائعة الميل إلى تبرير الذات وتجنب الشعور بالذنب. الإنسان بطبيعته لا يحب مواجهة ضعفه أو الاعتراف بخطأه. فالمواجهة تتطلب شجاعة والشجاعة تتطلب مسؤولية. ولكن المشكلة تتفاقم عندما نبدأ بتبرير أخطائنا بشكل مستمر حيث نغرق في وهم أن خطأنا مقبول ومبرر بينما أخطاء الآخرين لا تُغتفر
لكن لماذا يحدث هذا؟ لماذا نتحول إلى قضاة متشددين على الآخرين ومحامين مهرة عن أنفسنا؟ أحد التفسيرات يكمن في
“آلية الدفاع النفسي” حيث يحاول الإنسان حماية صورته الذاتية أمام المجتمع بل وأمام نفسه. إن دفاعنا المستميت عن أخطائنا هو في جوهره دفاع عن هويتنا وعن تقديرنا لذواتنا. فلو اعترفنا بخطأ واحد قد يشعر البعض وكأن هويتهم بأكملها مهددة بالانهيار
على الجانب الآخر الحكم على أخطاء الآخرين يوفر نوعاً من الرضا الزائف حيث نرتفع فوقهم بأحكامنا معتقدين أننا أفضل وأكثر أخلاقية. هذه الديناميكية قد تكون مخادعة لأنها تبعدنا عن التواضع والرحمة. ننسى أن كل إنسان يُخطئ وأن الفرق بيننا ليس في القدرة على تجنب الخطأ بل في القدرة على التعلم والتغيير
إن مفهوم الأمية الذي نحمله قد يكون أضيق بكثير من حقيقته. الأمية ليست فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة بل هي عدم القدرة على التعلم الذاتي وتقبل الحقائق الجديدة. في مجتمع يدّعي الثقافة قد يكون هذا النوع من الأمية هو الأخطر على الإطلاق. الجهل المُركّب أو الاعتقاد بأننا نعرف كل شيء هو ما يمنعنا من التطور والتحسين. فكم من المثقفين يعيشون في عالمهم الخاص غير مُدركين لعمق جهلهم بأنفسهم وبالآخرين؟
إن الاعتراف بالخطأ يحتاج إلى نضج روحي وفكري. فمن خلال تقبلنا لأخطائنا نفتح الباب أمام النمو الشخصي. ولكن هذا لا يحدث في مجتمعات تحكمها معايير سطحية للمثالية والكمال. إن القاضي الداخلي الذي نحمله يستهلك الكثير من طاقتنا حيث ندين ونرفض ونستنكر دون أن نفكر في الرحمة أو الفهم
علينا أن ندرك أن كل خطأ نرتكبه أو يرتكبه الآخرون هو فرصة للتعلم. بدلاً من أن نكون قضاة صارمين أو محامين متحيزين يمكننا أن نكون متعلمين وطلاباً للحياة. لنبدأ بممارسة الصدق مع أنفسنا ونتقبل أن الكمال غير موجود. وبدلاً من الدفاع المستمر عن أخطائنا
أو انتقاد الآخرين بشدة لنجعل من كل لحظة فرصة للتعلم والتطور. فالإعتراف بالخطأ ليس ضعفاً بل هو أقوى أنواع الشجاعة
.
اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي المصري يحتفظ بشهادة الجودة في مجال الإمداد اللوجيستي من للعام الثاني على التوالي
بنك مصر والبنك التجاري الدولي يمنحان تمويلا مشتركا لصالح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” بقيمة 4.14 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بزايد الجديدة
وزير المالية: الإصلاح المالى والاقتصادي عملية ممتدة ومستدامة.. وأكبر من برامجنا الإصلاحية المدعومة من المؤسسات الدولية
البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة وشركة MAFI لتمويل الزراعات التعاقدية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنيء قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بـيوم القضاء المصري
النائب أحمد المصري يشيد بأستجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لمطالبة الرئيس السيسي بإضافة بندًا عاجلاً لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية
دكتوره نورهان الزقم اخصائي طب الاسنان و علاج اللثة في حوار خاص للرأي العام عن أهم اسباب التهابات اللثةوكيفية علاجها
بنك القاهرة يوقع عقداً مع شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار لتكوين وإدارة محفظة خارجية