بنك مصر
بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 2 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 3 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 4

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟

كتب:محمد دياب

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 5


قد نجد أنفسنا في أحيان كثيرة نتقمص دورين متناقضين : القاضي والمحامي. نقف قضاة صارمين على أخطاء الآخرين لا نغفر ولا نلين وفي الوقت ذاته ندافع بشراسة عن أخطائنا متجاهلين تأثيرها على من حولنا. هنا يكمن التناقض الإنساني الأعمق : كيف نطالب الآخرين بالكمال بينما نتسامح مع نقائصنا؟

هذا التناقض ينبع من نزعة نفسية شائعة الميل إلى تبرير الذات وتجنب الشعور بالذنب. الإنسان بطبيعته لا يحب مواجهة ضعفه أو الاعتراف بخطأه. فالمواجهة تتطلب شجاعة والشجاعة تتطلب مسؤولية. ولكن المشكلة تتفاقم عندما نبدأ بتبرير أخطائنا بشكل مستمر حيث نغرق في وهم أن خطأنا مقبول ومبرر بينما أخطاء الآخرين لا تُغتفر

لكن لماذا يحدث هذا؟ لماذا نتحول إلى قضاة متشددين على الآخرين ومحامين مهرة عن أنفسنا؟ أحد التفسيرات يكمن في
“آلية الدفاع النفسي” حيث يحاول الإنسان حماية صورته الذاتية أمام المجتمع بل وأمام نفسه. إن دفاعنا المستميت عن أخطائنا هو في جوهره دفاع عن هويتنا وعن تقديرنا لذواتنا. فلو اعترفنا بخطأ واحد قد يشعر البعض وكأن هويتهم بأكملها مهددة بالانهيار

على الجانب الآخر الحكم على أخطاء الآخرين يوفر نوعاً من الرضا الزائف حيث نرتفع فوقهم بأحكامنا معتقدين أننا أفضل وأكثر أخلاقية. هذه الديناميكية قد تكون مخادعة لأنها تبعدنا عن التواضع والرحمة. ننسى أن كل إنسان يُخطئ وأن الفرق بيننا ليس في القدرة على تجنب الخطأ بل في القدرة على التعلم والتغيير

إن مفهوم الأمية الذي نحمله قد يكون أضيق بكثير من حقيقته. الأمية ليست فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة بل هي عدم القدرة على التعلم الذاتي وتقبل الحقائق الجديدة. في مجتمع يدّعي الثقافة قد يكون هذا النوع من الأمية هو الأخطر على الإطلاق. الجهل المُركّب أو الاعتقاد بأننا نعرف كل شيء هو ما يمنعنا من التطور والتحسين. فكم من المثقفين يعيشون في عالمهم الخاص غير مُدركين لعمق جهلهم بأنفسهم وبالآخرين؟

إن الاعتراف بالخطأ يحتاج إلى نضج روحي وفكري. فمن خلال تقبلنا لأخطائنا نفتح الباب أمام النمو الشخصي. ولكن هذا لا يحدث في مجتمعات تحكمها معايير سطحية للمثالية والكمال. إن القاضي الداخلي الذي نحمله يستهلك الكثير من طاقتنا حيث ندين ونرفض ونستنكر دون أن نفكر في الرحمة أو الفهم

علينا أن ندرك أن كل خطأ نرتكبه أو يرتكبه الآخرون هو فرصة للتعلم. بدلاً من أن نكون قضاة صارمين أو محامين متحيزين يمكننا أن نكون متعلمين وطلاباً للحياة. لنبدأ بممارسة الصدق مع أنفسنا ونتقبل أن الكمال غير موجود. وبدلاً من الدفاع المستمر عن أخطائنا
أو انتقاد الآخرين بشدة لنجعل من كل لحظة فرصة للتعلم والتطور. فالإعتراف بالخطأ ليس ضعفاً بل هو أقوى أنواع الشجاعة

.

ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين 1

اقرأ أيضًا:

نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 6

لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 7 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 8 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 9 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 10 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 11 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 12 لماذا نبرر أخطائنا وندين الآخرين؟ 13

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى