ما بين الطمّاحٍ والطمًاع هُوة تُسمّى الحُلم
ما بين الطمّاحٍ والطمًاع هُوة تُسمّى الحُلم
الشاعر والكاتب محمد يوسف
يكتب عن فلسفة الحُلم.
الحُلم فطرة من اللّه تعالى على كل البشر على اختلاف درجاته وأنواعه.
الأحلامُ (أحلام اليقظة) هى رغبات وطموحات يودُّ كلٌ منا تحقيقها سواءً في الحال أو في وقت لاحق.
الأحلامُ لها أنواعٌ ودرجاتٌ عديدة منها ما هو ممكن ويتناسب مع إمكانات وقدرات الإنسان ومنها ما هو بعيدٌ وصعب المنال ولو في الوقت الحالي نظراً لعِظَمِها أو لعدم توافر الإمكانات اللازمة لتحقيقها.
لكن الأحلامُ هي للحياةِ كفعلِ الروحِ للجسد. لن تستقيمَ حياةٌ إلا بحُلمٍ يجعلنا نتمسك بالحياة حتى ننالَه. مهما كان الحلمُ بسيطاً أو حتى بعيداً سوف نتمسك بحياتنا ونسعى جاهدين لتحقيقه.
الغريبُ أن قدرَ سعيِنا وقيمة حياتنا يتناسبان مع حجم وقدر أحلامنا. فمعظم من لا يملكون أحلاماً عظيمة لا يبذولون جهداً كبيراً لتحقيقها وبذلك تكون حياتُهم بقيمة ما يبذلون من جهد.
أما هؤلاء الذين يملكون أحلاماً وطموحاتٍ عظيمة هم أنفسهم من يبذلون الجهد العظيم ويصلون لما لا يصل إليه أمثالهم.
وليس المعيار هنا في تحقيق الحُلمِ من عدمه، فأصحاب الأحلام والطموحات العظيمة دائماً يكون تطورهم أعلى بكثيرٍ من هؤلاء الذين يحلمون بالممكن والمتاح.
الأغرب هو أن الأحلام في حد ذاتها تكون أحياناً هدفاً وغاية وليس كما يظن البعض أن الغاية في تحقيق الأحلام.
نستشهد هنا برباعية الشاعر العظيم صلاح چاهين:
أنا اللي بالأمر المحال اغتوى
شفت القمر نطيت لفوق في الهوا
طلته مطلتوش – إيه أنا يهمني ؟
وليه ما دمت بالنشوى قلبي ارتوى
عجبي !!
الخلاصة: اجعل لنفسك حُلماً يناطح السحاب ولا تنظر لما تملك ولا تنظر لما وصل إليه غيرك، فعلى قدر أحلامك تكون أنت، احلم بعظيمٍ تكن عظيما.