بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالات

متأسلمين هذا العصر

“الكاتب الصحفى” رجب فتحى محمد
.لقد انطلقت الجماعات الاسلامية من بدايات خاطئة تمامًا وما زالت مصرة عليها .. وهى محاولة القفز على السلطة واغتصاب الحكم وظنت ان الجهاد يبدأ من الجهاد مع الاخر والصراع مع الآخر ..
ونسيت ان الجهاد يبدأ فى الحقيقة بالجهاد مع النفس ، والصراع مع العدو القابع داخل النفس .. إبليس الأنانية وشيطان الطمع والأثرة و جنون الزعامة الفارغة .. نسيت أن الإسلام بدأ بثلاث عشرة سنة من التربية النفسية في مدرسة النبوة حيث تدرب الصحابة الأكابر علي الجهاد الأكبر مع النفس .. ولم يأذن الله بالقتال مع أعداء الخارج إلا بعد أن نجح ذلك الجهاد الأكبر في تطهير نفوس الصحابة .. وخلق ذلك الجيل العظيم من الأبطال الذي يصلح لتسلم زمام القيادة .. هؤلاء الأكابر الذين تحولوا إلي نجوم هادية تجسد الفضيلة والنبل ومكارم الأخلاق ..
ولكن الجماعات الإسلامية في زماننا نسيت هذا الدرس وبدأت بإعلان الحرب علي الآخرين وبصناعة الانقلابات للوصول إلي الحكم وبلوغ الكراسي ..
ووجدت الصهيونية الذكية فرصتها فاستأجرت انفارًا لها في كل مكان تفجر القنابل وتنشر الرعب وترفع راية الإسلام لتشوه اسمه وتلطخ صورته وتنتزعه من جذوره .. ولتضرب المسلمين بعضهم ببعض ولتحرض الحكومات علي رموز التدين .. ولتضع الإسلام كله في قفص الإتهام تمهيدًا لتصفيته ..
لقد أنتصرت الجماعات الإسلامية في حروبهم علي الكفار ولكنهم لم ينتصروا على انفسهم فلم يصلوا الى شئ .. انهم لم يكونوا أبطالا بل كانوا مجرد مغامرين وطلاب مناصب ..
وهذه هى مأساة المسلمين فى زماننا ..
إنهم يمارسون البطولة بلا بطولة ، ويطلبون الزعامة بدون شهادة لياقة ، ويباشرون الاجرام على انه إسلام وفداء و وطنية ..
إنهم هم أنفسهم في حاجة إلي إصلاح لنفوسهم أولًا وفي حاجة إلي الأنقلاب علي نفوسهم قبل أن ينقلبوا علي الآخرين ..
ولو كانوا علي الحق لما أمكن الله منهم .. فلقد عهدنا الله ناصرًا لأوليائه وناصرًا لحملة لواء الحق أينما كانوا ..
كتاب ” عظماء الدنيا وعظماء الآخرة “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى