مخاطر النفايات الاشعاعيه وما هى الدوله العربيه الوحيده التى نفذ على ارضها تجارب نوويه
كتب : د.خالد كمال حسين
المخلفات الاشعاعيه
—————————
ما زال التخلص من المخلفات الإشعاعية قضية شائكة تواجه الصناعات النووية، وكان هنالك قناعة سابقة بأن هذه القضية قد تم حلها، إلا أن تقريراً صادراً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007 أظهر أن التخلص عبر الدفن العميق لا يستطيع منع المخلفات الإشعاعية من الوصول إلى التربة ومصادر المياه وتهديد وجود الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال:
تظهر الأرقام الصادرة عن دائرة الطاقة وجود ملايين الغالونات من المخلفات الإشعاعية وآلاف الأطنان من الوقود النووي الناضب (المستهلك) .
بالإضافة لكميات هائلة من التربة والماء الملوث إشعاعياً وأن تنظيف هذه المخلفات الموجودة حالياً سوف يستغرق حتى عام 2025 م.
مخلفات إشعاعية هي مصطلح يطلق على كل مخلفات تحتوي على مواد إشعاعية، وغالباً ما تنتج عن عمليات الإنتاج النووية كالانشطار النووي، ولكن هنالك الكثير من الصناعات التي تنتج مخلفات إشعاعية ولا تتم فيها تفاعلات نووية .
غالبية المخلفات النووية لا تحتوي على تراكيز عالية من النظير المشع ولكنها تبقى مصدر خطر وتلوث إشعاعي على الجسم البشري.
فتره عمر النصف للمخلفات الاشعاعيه
———————————————
إن الطاقة الإشعاعية الموجودة في المخلفات الإشعاعية تضمحل مع الزمن، ولكل نظير مشع نصف عمر (الزمن اللازم للنظير المشع ليفقد نصف طاقته الإشعاعية).
بعض النظائر المشعة مثل البلوتونيوم 239 الموجود في الوقود النووي الناضب يبقى خطراً على الحياة لمئات الآلاف من السنين نتيجة أن عمر النصف فيه طويل جداً (24110 سنة) بينما يكون عمر النصف لبعض المواد مثل ( اليود المشع 131 ) قصيراً (8 أيام).
مصادر المخلفات الاشعاعيه:
———————————-
للمخلفات الإشعاعية عدة مصادر أهمها:
ناتج استخدام الوقود النووي وعملية إنتاج الأسلحة النووية .
كما تساهم بعض الصناعات الطبية والدوائية وبعض الصناعات التكنولوجية في إنتاج المخلفات الإشعاعية.
ينتج عن الصناعات والاستخدامات الطبية مخلفات إشعاعية ينبعث منها الأشعة مثل أشعه بيتا وأشعة جاما.
هنالك عدة مواد ومركبات تحتوي على عناصر مشعة متكونة في الطبيعة، استخدام هذه المركبات في الصناعات المختلفة يؤدي لتكون مخلفات إشعاعية مصدرة لأجسام ألفا وأهمها هو بوتاسيوم 40 (40-K).
معظم الصخور في الطبيعة – نظراً لكيفية تكونها – تحتوي على تراكيز ضئيلة من المواد المشعة المتكونة في الطبيعة.
وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتقسيمها إلى نوعين رئيسين هما؛
—————————-
النفايات المشعة عالية المستوى HLW والنفايات المشعة منخفضة المستوى LLW.
بالإضافة إلى تقسيمها إلى أقسام أخرى أقل شيوعًا مثل النفايات الناتجة من تعدين وطحن اليورانيوم، والنفايات المتعلقة بالدفاع والتي تستخدم لإنتاج الأسلحة النووية وغيرها من الممتلكات المخصصة للدفاع.
أخطار النفايات النووية ما هي الأضرار المسجلة التي سببتها النفايات النووية؟
——————————
قام مفاعل نووي في تشيرنوبيل بتسريب كمية كبيرة من الإشعاعات النووية والتي بإمكانها أن تغطي السويد بأكملها في عام 1986م، وحتى اليوم ما زالت بعض المناطق غير قابلة للسكن نتيجة هذا التسريب .
كما حدثت ثلاثة انفجارات في محطة فوكوشيما النووية اليابانية في عام 2011 م، وأدت إلى تلوث الماء والهواء والمنازل، وإلى هجرة 160ألف شخص هروبًا منها.
يكمن خطر النفايات النووية في أنها:
تنتج كمية كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
الإشعاعات الناتجة عنها ترفع نسب الإصابة بمرض السرطان وذلك وفقًا للعديد من الأبحاث.
يفسد التعرض لهذه الإشعاعات على المدى الطويل الحمض النووي.
المفاعلات النووية تحتاج لتبريد مستمر، وأجهزة التبريد هذه عادةً ما تقوم بسحب المياه من البحار والمحيطات، وأثناء ذلك يتم قتل العديد من الأسماك عن طريق الخطأ .
يمكن أن تتسبب الإشعاعات بالعيوب الخلقية والتشوهات لدى أجنة الحيوانات والإنسان.
تضعف من قدرة النباتات على التكاثر، وتتسبب بتلوث المياه بشكل كبير وإيذاء من يشرب من هذا الماء بعدة أنواع من مرض السرطان.
ما هى الدوله العربيه الوحيده التى تم على ارضها تجارب نوويه ؟؟
——————————-
– في أغسطس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية .
وتشير التقارير إلى أن العالم شهد نحو ألفي تجربة نووية منذ انطلاق التجربة الأولى في 17 يوليو/تموز عام 1945 وحتى توقيع اتفاق حظر التجارب النووية في عام 1996حيث تنافست الدول الكبرى على امتلاك السلاح النووي وتجربته.
ومن أهم المواقع التي شهدت اختبارات نووية ألاسكا ونيومكسيكو في الولايات المتحدة وجزر مارشال التي شهدت تجارب أمريكية أيضا.
وصحراء كازاخستان التي أجرى فيها الاتحاد السوفيتي السابق تجارب نووية .
ومنطقة جزر بولينيزيا التي شهدت تجارب نووية فرنسية .
كما أجرت بريطانيا تجارب نووية في جنوب صحراء أستراليا.
-ففي وقت مبكر من 13 فبراير عام 1960 احتشد الآلاف من القوات الفرنسية في صحراء الجزائر ليشهدوا “الجربوع الأزرق” وهو اختبار نووي بلغت قوته 4 مرات قوة القنبلة النووية التي انفجرت فوق هيروشيما في اليابان.
ونالت الجزائر استقلالها في عام 1962. ولكن سمحت معاهدة وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديغول لإنهاء الحكم الفرنسي للجزائر بالاستمرار في إجراء التجارب في الصحراء حتى عام 1966 .
وأجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في عين أكر الحزاءريه اعتبارا من عام 1961 حيث أجرت تفجيرات نووية تحت الأرض داخل الجبل وفي منطقة رقان الصحراوية الجزاءريه حيث أجريت تفجيرات فوق الأرض بالإضافة للتجارب التى اجريت فى باطن الارض.
آثار مميتة:
————
وكانت لحظة حصول فرنسا على رادعها النووي بمثابة انتصار عظيم للرئيس الفرنسي حينئذ شارل ديغول، ولكن كان للتجارب النووية آثارها المميتة على الجنود المشاركين والسكان الجزاءريين.
فقد قال مشاركون في التجربة من الجنود الفرنسيين وسكان جزاءريون إنهم عانوا من مشاكل صحية من بينها الإصابة بمرض السرطان.
وقد ظلت الحكومة الفرنسية لفترة طويلة تعارض دفع تعويضات لضحايا هذه التجارب باعتبار أن التجارب كانت “نظيفة”، ثم غيرت موقفها تجاه المحاربين القدماء الفرنسيين عام 2009 حيث أقرت دفع ما قيمته ملايين الدولارت كتعويضات من ميزانية وزارة الدفاع .
ولكن ماذا عن السكان الحزاءريين في الصحراء الجزائرية التي أجريت التجارب في مناطقهم؟
في فبراير 2019 وبمناسبة مرور 59 عاما على التفجيرات النووية الفرنسية عقدت ندوة نظمتها صحيفة المجاهد اليومية بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، وقد دعا المشاركون في الندوة فرنسا إلى تحمل مسؤوليتها بشأن التجارب النووية في الجزائر سواء ما يتعلق بجمع النفايات وتطهير المنطقة أو مكافحة الأمراض التي سببتها التفجيرات .
كما طالب بعض المشاركين برضوخ فرنسا للمحاسبة القانونية على ما حدث.
وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان قد أعلنت عام 2017 عن رفع دعوى قضائية ضد فرنسا على خلفية هذه التجارب النووية.