عبد الله ماجد آل على مدير عام الأرشيف الوطنى بدولة الإمارات: «ذاكرة الوطن» حارس لتاريخ وتراث الإمارات

عبد الله ماجد آل على مدير عام الأرشيف الوطنى بدولة الإمارات: «ذاكرة الوطن» حارس لتاريخ وتراث الإمارات

كتبت/مي عبد المجيد 

شارك الأرشيف الوطنى، بدولة الإمارات، بجناح كبير ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث نظم العديد من الندوات خلال أيام المعرض، كما نظم ملتقى إعلاميا أعلن فيه سعادة الدكتور عبد الله ماجد آل على، عن فكرة إنشاء المكتبة الوطنية، مؤكدا على أن أهمية هذه المكتبة

تنبثق من دورها، كمنهل للإنتاج الفكرى والثقافى الوطنى للشعوب والأمم وتراثها، بالإضافة إلى تبنيها الأساليب التقنية المتطورة فى أداء مهامها، ودورها فى حفظ المعلومات وإتاحتها، فإننا لا نريدها مجرد رفوف ترقد عليها الكتب الورقية والدوريات، والأطالس والمعاجم، والقواميس والموسوعات، والأطروحات الأكاديمية والرسائل العلمية، والمواد المصورة فى مختلف العلوم. على هامش فاعليات المعرض  التقت «الأهرام العربى» الدكتور عبد الله ماجد آل على وكان لنا معه هذا الحوار.

< تشاركون فى فاعليات الدورة 55 من معرض القاهرة الدولى للكتاب ببرنامج حافل فماذا عن هذه المشاركة؟
يحرص الأرشيف والمكتبة الوطنية، على المشاركة البناءة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، للتعريف بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، المشرّف وحاضرها الزاهر، وذلك انطلاقاً من كون المعرض من أعرق معارض الكتاب فى العالم العربى، وهو يمثل تظاهرة ثقافية سنوية للمثقفين والباحثين والقرّاء.

ومشاركتنا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، لا تقتصر على المنصة التى تقدم للزوار جرعة ثقافية مميزة عن دولة الإمارات، وعلاقتها المميزة بجمهورية مصر، ولكنها حافلة أيضاً بالندوات المتخصصة فى الأرشفة والمكتبات، وباللقاءات الثقافية المثمرة والبناءة، وبالفقرات الترفيهية، ونحن نغتنم مشاركتنا فى تعزيز العلاقات مع المؤسسات الثقافية بمصر الشقيقة التى عرفناها دائماً تربة خصبة للفكر.

وقد شهدت منصة الأرشيف، والمكتبة الوطنية سلسلة من الفاعليات المتنوعة والمميزة، استهلت بندوة “دور المكتبات الوطنية فى حفظ تراث الأمم”، تبعها اللقاء مع الإعلاميين، ثم جاءت ندوة “أهمية الموروث الشعبى فى توثيق حركة التراث”، بالإضافة إلى المحاضرات واللقاءات الترفيهية الهادفة، ومن الندوات المتخصصة أيضاً الندوة المشتركة بين جمعية المكتبات والمعلومات الإماراتية، الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات، ومحاضرة المكتبة الوطنية رؤى وطموحات، ومحاضرة فى العلاقات التاريخية بين مصر والإمارات.. وغيرها.

وهذه الفاعليات الكثيفة، والمتميزة والمتوالية ستترك فى نفوس رواد المعرض بالغ الأثر الجميل والرائع عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، ومشاركته فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإننا فى الأرشيف والمكتبة الوطنية قد عملنا على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع المؤسسات التى لها نفس مهام الأرشيف والمكتبة الوطنية.

< ما الدور المنوط بالأرشيف والمكتبة الوطنية؟
شعار الأرشيف والمكتبة الوطنية “ذاكرة الوطن”، يبرز دوره المحورى كحارس لتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، بشكل خاص ودول شبه الجزيرة العربية بشكل عام، ومن يزر مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، أو مركز الحفظ والترميم التابع له، فإنه يستشف ذلك للوهلة الأولى، ويسهم الأرشيف، والمكتبة الوطنية فى تقديم التاريخ المجيد والتراث العريق للدولة ضمن الوثائق التاريخية،

والإصدارات المميزة بمظهرها وجوهرها، وضمن الدوريات، وهو يعمل على حفظه، وإتاحته وفق أحدث التقنيات وأكثرها تقدماً، وبأساليب جذابة للجمهور بمختلف شرائحه، ويسهم الأرشيف والمكتبة الوطنية فى التنشئة الوطنية للأجيال؛ فيقدم لهم خبراء ومختصون باقة تعليمية ممنهجة، ومدروسة تثرى معارفهم التاريخية والوطنية، التى يتلقونها على مقاعد الدراسة.

وفى المرحلة المقبلة سيكون للأرشيف والمكتبة الوطنية، شأن كبير على الصعيد الثقافى، إذ يعمل على إنشاء مكتبة وطنية تضاهى كبريات المكتبات فى العالم يحتفظ بها بالإرث الثقافى والفكرى والإبداعى، وتتبنى إبداعات أبناء الإمارات وابتكاراتهم.
< ماذا عن جهودكم فى حماية الموروث الثقافى والشعبى؟

التراث بمختلف أشكاله المادى، وغير المادى يمثل هوية الشعوب ويعطيها خصوصيتها الحضارية والثقافية، وقد يكون هذا التراث أحداثًا تاريخية مكتوبة أو مروية أو عادات وتقاليد اجتماعية، أو فنونًا وأزياء أو إرثًا معماريًا، وكل هذه المكونات تمثل المجتمع والدولة، لذا فالحفاظ عليها يعنى الحفاظ على البناء الاجتماعى والثقافى، وقد أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،

طيب الله ثراه، هذه الأهمية مبكرًا، فكان الأرشيف الوطنى من أول المؤسسات، التى قام بإنشائها عام 1968 أى بعد تسلمه مقاليد الحكم فى أبوظبى بفترة وجيزة، وقبل قيام دولة الإمارات بأكثر من ثلاث سنوات، وقد تأسس الأرشيف الوطنى حينها تحت مسمى “مكتب الوثائق والدراسات”، للقيام بهذا الدور باعتباره المخزون والوعاء التاريخى والثقافى لدولة الإمارات.

وتتعدد الأساليب التى يتبعها الأرشيف، والمكتبة الوطنية فى حفظ الموروث الثقافى والشعبى، فيكون ذلك فى إصداراته المليئة بالمعلومات الموثقة، أو ضمن محاضراته وندواته، ومؤتمراته، وبهذا الصدد فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية، ينظم مؤتمراً سنوياً للتاريخ الشفاهي، يناقش فيه كبار الباحثين والمختصين موضوعات وبحوث دقيقة تزيد هذا المجال ثراء.

< ماذا عن موسوعة تاريخ الإمارات؟
تحرص كل دولة، على أن يكون لها موسوعة شاملة معتمدة، تتناول كلّ ما يتعلق بها من معلومات فى جميع المجالات، وموسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة، التى أعلن الأرشيف والمكتبة الوطنية عن بدء العمل فيها هى أول موسوعة وطنية علمية شاملة توثق تاريخ الإمارات ومنجزها الحضاري

، وستكون المرجع الرسمى والمعتمد لكل من يرغب فى التعرف على تاريخ هذه الدولة منذ فترة ما قبل الميلاد وحتى التاريخ المعاصر، وستغطى جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بأسلوب علمى وموضوعى رصين.
وستعتمد الموسوعة على كم هائل من المراجع والمصادر، والوثائق، سواء المتاحة فى الأرشيف والمكتبة الوطنية، أو الأرشيفات العالمية، فضلا عن أرشيفات دوائر الدولة المختلفة وأرشيفات الشركات والمؤسسات العامة والخاصة فى الدولة وخارجها.
وتغطى الموسوعة تتبع مسار تاريخ الإمارات منذ حضارات ما قبل الميلاد حتى مطلع القرن الحالى، وقد قسم ذلك المسار لست حقب زمنية لتسهيل عملية البحث، ومن المقرر من حيث المبدأ أن تخرج الموسوعة بعشرة مجلدات تبرز منجزات الإنسان الإماراتى عبر العصور فى المجالات الحضارية، ويستغرق العمل فى الموسوعة خمس سنوات، ليكون لدينا نسخة أولية منها، يتم عرضها على مجموعة من الخبراء والمختصين، وبعد الأخذ بملاحظاتهم ستكون الموسوعة جاهزة لإتاحتها أمام القراء.

< كيف يتم التعامل مع وثائق الجهات السيادية؟
تلتزم جميع الجهات الحكومية بإرسال وثائقها إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية بعد مضى خمس سنوات من تاريخ إغلاق أى ملف، ويجوز للجهات أن تستبقى بعض وثائقها لمدد إضافية إذا كانت هذه الوثائق لازمة لتسيير أعمالها، بشرط ألا تزيد المدة الإضافية على خمس سنوات أخرى،

وذلك وفقاً للضوابط التى تحددها اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادى رقم 7 لعام 2008م، وهذا ما سنّته المادة رقم 6 من القانون المذكور، وبعد ذلك تبقى الوثائق من 15 سنة إلى 20 سنة ريثما تجرى معالجتها ويتم البت فى حفظها أو إتلافها.
وأوضحت المادة 37 من اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادى المذكور، آنفاً أن الجهة الحكومية تحدد مدد حفظ الوثائق فى ضوء النصوص القانونية واللائحة المعمول بها لديها،

وذلك حسب أهمية الوثيقة وحاجتها إليها بمراعاة استخداماتها الفعلية التى تبرر الاحتفاظ بها، أو أهميتها فى تحقيق أغراض الجهة الحكومية، أو أهمية الوثيقة فى تحقيق رؤية الجهة الحكومية، أو أهمية الوثيقة لباقى الوحدات التنظيمية بالجهة الحكومية والمتعاملين معها وشركائها.

< وما مدة الإفراج عن الوثائق عندكم لتكون متاحة أمام الباحثين؟
المادة 27 من اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادى رقم 7 لعام 2008 تقضى بأن تبقى الوثائق السرية المحفوظة فى الأرشيف 50 عاماً بالنسبة للوثائق القضائية، وتحسب هذه المدة من التاريخ الذى يصبح فيه الحكم نهائياً، و120 عاماً للوثائق التى تتعلق بالأفراد، وتحسب من تاريخ الميلاد،

وهناك مدد أخرى متنوعة لوثائق أخرى بمواضيع أخرى، وفى كل الأحوال يجوز للجهات القيادية زيادة المدد أو تقصيرها وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة.
< ما الإستراتيجية التى تعتمد عليها فى إدارة الأرشيف؟
تبنى الأرشيف والمكتبة الوطنية، خطة عمل فى المرحلة السابقة، وقد أثمرت الكثيرة على مختلف الصعد، وأسفرت عن توعية المجتمع بأهمية الوثيقة التاريخية والارتقاء بها،

واليوم نحن أمام مرحلة جديدة لها إستراتيجيتها التى نسير بمقتضاها فى إدارة الأرشيف والمكتبة الوطنية بهدف تحقيق الأهداف المنشودة على ضوء الهوية المؤسسية، وعلى هدى قيادتنا الرشيدة التى تتطلع لتكون دولة الإمارات فى الصف الأول بين الدول المتقدمة فى الذكرى المئوية لتأسيسها.

وتعكس الهوية المؤسسية الجديدة إستراتيجية الأرشيف والمكتبة الوطنية للفترة الممتدة لغاية 2032 واهتمامه بحفظ التراث الوثائقي، وبتحديد الاتجاهات المستقبلية فى المجالات السياسية والاجتماعية، والبيئية والقانونية، والتكنولوجية والاقتصادية.
وتعتمد الهوية المؤسسية الجديدة على رسالة الأرشيف، والمكتبة الوطنية فى المرحلة المقبلة، والتى تتلخص بصون التراث الوثائقى بجمعه وحفظه وإتاحته، لتمكين مجتمعات المعرفة. وتستند كذلك إلى رؤيته التى تتطلع إلى إلهام مجتمعات المعرفة وإثرائها.

وبموجب الإستراتيجية الجديدة، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية سيؤديان دوراً مهماً فى دعم المجموعات المادية الكبيرة وإتاحتها بهدف إنتاج المعرفة، والمساحات الإبداعية للمطالعة، وتعزيز تجربته الرقمية التى تسهل الإتاحة والرقمنة، وزيادة الشراكات التى تعزز الحضور المحلى والعالمى.
وهويتنا المؤسسية الجديدة تعكس اهتمامنا بتاريخ الإمارات العريق

، وحماية إرث الآباء والأجداد بتفاصيله، وسنعمل لإنشاء المعارف أيضاً، وإثراء مجتمعات المعرفة، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نتطلع إلى تعزيز الوعى بالتراث الوثائقى، وإنشاء صرح للمكتبة الوطنية لتكون منارة معرفية مستدامة.
< هل هناك تعاون مع دار الوثائق المصرية ومكتبة الكويت الوطنية وأرشيفات العالم؟
هناك علاقات وثيقة تربط الأرشيف، والمكتبة الوطنية

بالأرشيفات والمكتبات الوطنية فى مختلف أنحاء العالم، ويكفى أنه حين استضفنا كونجرس المجلس الدولى، للأرشيف فى أبوظبى فى أكتوبر 2023 شارك أكثر من 6000 خبير، ومختص فى مجال الأرشفة يمثلون أكثر من 135 دولة وما يزيد على 60 جهة عارضة فى المعرض الذى أقيم على هامش الكونجرس، وقد أسهمت فعاليات الكونجرس فى توطيد التواصل والتعاون فى مجال الأرشفة، وسبل إثراء مجتمعات المعرفة وتوظيف التقنيات المبتكرة فى مجال العمل الأرشيفى.

أما إذا كنتم تشيرون إلى علاقات الأرشيف والمكتبة الوطنية مع دار الوثائق المصرية، فإن هناك علاقات وثيقة ومميزة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية والكثير الكثير من المؤسسات الأرشيفية والمكتبات فى جمهورية مصر العربية، وفى مقدمتها دار الوثائق المصرية، ومكتبة الإسكندرية.

وسبق أن زرنا دار الكتب والوثائق القومية فى القاهرة وبحثنا مع القائمين عليها تبادل الخبرات الناجحة والمميزة وتعزيز التعاون فى مجالات عديدة، ونحن نغتنم أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب من أجل مد جسور التعاون وتمتين العلاقات مع المؤسسات الثقافية والأرشيفية فى جمهورية مصر الشقيقة.
< ماذا عن الأرشيف وعمليات الرقمنة؟

حظيت عمليات الرقمنة، وحفظ المحتوى إلكترونياً بالاهتمام الكبير فى الأرشيف والمكتبة الوطنية فى وقت مبكر، ولم نكتف برقمنة الوثائق التى نحتفظ بها، إنما جارينا التطور المتسارع؛ فمنذ شهور أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية مشروعه الريادى المتمثل بتحويل وحفظ البيانات الأصلية الدائم والآمن لمدد زمنية طويلة، تصل إلى أكثر من 2000 عام، وذلك بالتعاون مع شركة بيكل العالمية.

ويعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على تحويل المعلومات، وحفظها الآمن للأجيال القادمة باستخدام أحدث الحلول التى توصلت إليها تقنيات المعلومات فى مجال حفظ البيانات، وذلك بخبرات إماراتية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

كما أن الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع الأرشيف الوطنى البريطانى أطلقا البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمى للخليج العربي، وهو أرشيف رقمى أنشئ على الإنترنت لعرض المواد التاريخية والثقافية التى تحكى قصة التاريخ الغني، والمثير للاهتمام، والدقيق للخليج العربي، وهو مصدر مُتاح مجاناً، يوفر مواد رقمية تشمل حقبة قرنين من الزمان، وتُوثَّق فيها الأحداث والشخصيات التى حدثتْ فى المنطقة، وحددت ملامحها، وتقدم محتوياته نُبْذةً عن الماضى، مع بعض المواد التى لم تُعرض من قبل لعامة الناس.

ويجمع الأرشيف والمكتبة الوطنية، لدولة الإمارات العربية المتحدة وثائق ذات قيمة تاريخية خاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجى، وشبه الجزيرة العربية: من الإمارات العربية المتحدة، أو من خارجها، ويسعى للحفاظ على الثقافة، والتقاليد، والتراث الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة.
< أعلنتم فى الملتقى الإعلامى أنكم بصدد إنشاء مكتبة وطنية فماذا عنها؟

تأتى المكتبة الوطنية فى مقدمة مشاريعنا التى نواصل العمل لإنشائها، فالأرشيف الوطنى من جهة والمكتبة الوطنية من جهة أخرى جناحا طائر بهما تحلق مؤسسة الأرشيف والمكتبة الوطنية فى فضاءات الثقافة والمعرفة.
وتنبثق أهمية المكتبة الوطنية التى نتطلع إلى إنشائها من دورها كمنهل للإنتاج الفكرى والثقافى الوطنى للشعوب والأمم وتراثها، بل ونتطلع إلى

ما هو أبعد من ذلك، فبالإضافة إلى تبنيها الأساليب التقنية المتطورة فى أداء مهامها، ودورها فى حفظ المعلومات وإتاحتها، فإننا لا نريدها مجرد رفوف ترقد عليها الكتب الورقية والدوريات، والأطالس والمعاجم، والقواميس والموسوعات، والأطروحات الأكاديمية

والرسائل العلمية، والمواد المصورة فى مختلف العلوم فحسب، وإنما نعمل لتكون راعية للمواهب التى تبتكر المعارف، وتسخر لروادها أحدث التقنيات، وتوفر لهم دفء المجتمع الأسرى، وتشجع جميع فئات المجتمع على القراءة والمطالعة التى تعزز المعرفة وتثرى مجتمعاتها، وعلى الإبداع والابتكار الذى صار ضرورة ولم يعد ترفاً.
ولما كنا نتطلع إلى إنشاء مكتبة وطنية

متطورة تضاهى كبريات المكتبات فى العالم لتحفظ الإرث الثقافى لدولة الإمارات العربية المتحدة وفق أحدث المعايير- فإننا بنينا رؤيتنا المستقبلية على تجارب مكتبات المستقبل الخضراء والمستدامة، والمكتبات المتطورة فى البلدان الشقيقة والصديقة، وانطلقنا فى مشروعنا من النقطة التى بلغتها المكتبات المتقدمة فى شتى المجالات.
< ماذا عن المخطوطات الموجودة فى الأرشيف والمكتبة الوطنية؟
الأرشيف والمكتبة الوطنية، ليسا معنيين بحفظ المخطوطات فى هذه المرحلة، ولكن فى المستقبل، وبعد إنشاء المكتبة الوطنية، فإنه سيكون أهلاً لحفظ المخطوطات وإتاحتها، وسيكون للمخطوطات مكانتها فى الخطط الثقافية المستقبلية.
< ما الجديد الذى يتم عمله فى الأرشيف والمكتبة الوطنية؟
على قدر أهمية هذا السؤال فإنه يصعب علينا الإحاطة بالجواب عنه، وذلك لما لكثرة الفعاليات والنشاطات والمشاريع والمبادرات فى الأرشيف والمكتبة الوطنية

، فالبرامج التعليمية التى نقدمها للطلبة يومية ولا تتوقف وهى ذات علاقة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ منتصف نوفمبر الفائت ولغاية منتصف مارس المقبل تقريباً ومنصة “ذاكرة الوطن” التى يشارك بها الأرشيف والمكتبة الوطنية فى مهرجان الشيخ زايد تشرع أبوابها لزوار المهرجان بشكل يومي، والإصدارات من كتب ودوريات متوالية ومعظمها إن لم يكن كلها حافلة بالمعلومات

الموثقة عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق، والعمل متواصل فى استكمال شئون المكتبة الوطنية ومجموعاتها.
والاستعدادات جارية لتنظيم مؤتمر الترجمة الدولى الرابع فى أبريل المقبل، الذى يستضيف خبراء وباحثين ومختصين وأساتذة من كبريات الجامعات والمعاهد المتخصصة، وها نحن نشارككم الاحتفاء بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى نسخته الـ55، ومكتبة الإمارات بمقر

الأرشيف والمكتبة الوطنية تستقبل روادها من الباحثين والمهتمين، وتواصل جهودها لنفتتح قريباً قاعة ثانية للمطالعة فيها.
وربما وأنتم تنشرون هذه المادة يكون الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظمان ندوة “الرحلة البرية الأخيرة” ضمن مشروعه الثقافى الكبير “مساحة معرفة” أو ندوة “الإبداع بين القراءة والكتابة والتدوين” ضمن موسمه الثقافى السنوى 2024.
وأمام الجهود الكبيرة التى يبذلها الأرشيف والمكتبة الوطنية وذراعه “مركز الحفظ والترميم” الذى يستقبل أرشيفات الجهات الرسمية لحفظها، ويعمل على إنقاذ الوثائق التاريخية المهمة المشرفة على التلف- فإن لدينا كل يوم ما هو جديد على صعيد الأرشفة والتوثيق، وعلى الصعيد الثقافى.
< ما الخدمات التى تقدمونها للباحثين؟

فى هذه المرحلة صار الأرشيف والمكتبة الوطنية موئلاً للباحثين والمهتمين بتاريخ الإمارات العربية المتحدة، ينهلون من المصادر والمراجع وأوعية المعلومات الرقمية والتقليدية فى مكتبة الإمارات، ويغذون بحوثهم ويثرونها اعتماداً على السجلات والوثائق التاريخية المحفوظة فى أرشيفاتنا.

وعلى صعيد آخر، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية، يتبنى البحوث والدراسات المميزة التى يقدمها الباحثون، ويصدرها فى كتب تلاقى اهتماماً كبيراً فى أوساط القراء، ولها مكانتها المميزة فى المكتبات العربية والعالمية.
ويجد الباحثون منبراً لهم فى تقديم

معارفهم عبر المحاضرات والندوات والمؤتمرات التى ينظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية داخل الدولة وخارجها، وسيجد الباحثون مزيداً من الفرص بعد إنشاء المكتبة الوطنية.
ويرتبط الأرشيف والمكتبة الوطنية بالمؤسسات الأكاديمية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، فيرفدهم بالإصدارات، وهم يشاركون فى دورياته التى يصدرها مثل مجلة (ليوا) النصف سنوية العلمية المحكمة المتخصصة، ومجلة (المقطع) الفصلية.

اقرأ أيضًا:

• رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا

• شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب

• إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية

• الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس

• زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب

• دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة

• الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع

 

نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.