مسئولية الأبوة
كتب: على امبابى
يظل الفرد ضعيفا نفسيا يحتاج لسلطة عليا فوقه ترشده وتحن عليه مهما بلغ من القوة الجسمانية والنضج الفكري من طفولتة حتى سن الثلاثين .
مما يعزز الدور ألهام للأب والأم في القيام بواجب مسؤلية الأبوة الحقيقة تجاه الأبناء حتى يتعدون السن الذي يتحررون فيه من الفوبيا التي تسكن أذهانهم تجاه الحياة .
ليس شرطا أن تدير هذه السلطة حياة الإبن بإستخدام الجانب المادي فقط “رغم أهميته”، حتى لا يصبح هذا الأمر عذرا للفقراء من الآباء في تساهلهم مع أبنائهم ،،
الجانب المعنوي أيضا له دورا مهما في رعاية الأبناء .
كبار معالجو الحالات النفسية يقولون ” أن إبنك هذا طفلا مالم يتجاوز الثلاثين ، يجب أن يظل مستظلا بشجرة العائلة ، ولو ظهر أنه يستطيع إعالة نفسة في وقتا مبكر ، حتى يظل مستقرا نفسيا ” .
أكثر من يتعرضون للأمراض النفسية هم الأشخاص اللذين يفتقدون الحنان في وقتا مبكرا من حياتهم ، وخصوصا مواليد القرى .
بما أنه لكل قاعدة شواذ ، فإنه ليس شرطا أن كل من يولد في القرية يصبح مجنونا في المستقبل ، فهناك افرادا ولدوا وترعرعوا في القرى وماتوا وهم في كامل قواهم الحسية والجسدية .
الأمر ينطبق على العباقرة فقط الذين يمتلكون أفكارا حساسة تتأثر بالمحيط المعقد سريعا وتتلف .
لماذا القرية بالتحديد ؟
عندما أذكر القرى فأنا أقصد القرى ذات الأصول العربيه ، هنا بالتحديد بيئة غير مناسبة للأفراد الذين يجيئون بعقولا بارعة وأحاسيس مرهفة .
الناس هنا بدائيون في طريقة العيش ، لايؤمنون بحياة الرفاهية ولايتطلعون لها حتى ، تلد الأم طفلها في المساء وتصطحب أبقارها وأغنامها وزوجها في الصباح للأودية ترعي مواشيها حتى الظهيرة …
تعود وقد شارف رضيعها على الهلاك جوعا ، ترضعه وترمي به في هودجه كالدمية وتذهب تكمل أعمال البيت التي تنتهي مع مغيب الشمس .
وما أن يخطو الطفل على قدمية حتى تسلمه قطيعا من الأغنام يسمى بإسمه يتناوب على رعية والاهتمام به صباح مساء ..
الرعيان فقط ،الذين كتبت مهنتهم في اللوح المحفوظ ” رعيانا ” ينسجمون مع الأمر الواقع ويصبحون رعيانا محترفين في المستقبل .
أما من صيغت افكارهم بشكل الخرافة فإنهم غالبا ما ينصدمون بالواقع ،،
الواقع الذي لايناسب تطلعاتهم ولا يلبي إحتياجاتهم ، هؤلاء غالبا إن لم يصبحون شعراء وفلاسفة فإنهم بكل سهولة يدخلون بمعترك نفسي يفضي بهم إلى أمراض نفسية تقودهم للجنون .
أعود لأصل الموضوع لأحمل الآباء مسؤلية العواقب التي تحل بهؤلاء ، الآباء المتخاذلون ، المتنصلون من المسؤلية .
على هذا كان يجب على قضاء البلد أن يزج بولي أمر كل شاب دخل بمرض نفسي في السجن ، وأن يقدمه للمحاكمة بتهمة قتل ولده حسيا .