تجربة مسرحية استثنائية في قصر ثقافة كفر الدوار: “مملكة الشحاتين” عرض يعيد تشكيل الوعي الفني

تم نسخ الرابط بنجاح!

16 نوفمبر، 2025

2 دقائق

👁️ 10,118 مشاهدة

تجربة مسرحية استثنائية في قصر ثقافة كفر الدوار: “مملكة الشحاتين” عرض يعيد تشكيل الوعي الفني

بقلم / دينا عبدالله ✨

شهد قصر ثقافة كفر الدوار ليلة فنية لا تُنسى مع عرض المسرحية المبهرة “مملكة الشحاتين”، التي استطاعت منذ لحظتها الأولى أن تنقل الجمهور إلى عالم موازٍ، يمزج بين الواقع والخيال في إطار بصري ودرامي آسر.

منذ بداية العرض، ينجذب المشاهد إلى حالة فنية تُشعره بأنه أمام عالم متكامل التفاصيل، عالم ينبض بالحياة ويطرح الأسئلة العميقة عن الإنسان وصراعاته وآماله.

أداء الممثلين جاء بمثابة لوحة فنية تتحرك على الخشبة؛ إذ نجح كل ممثل في تجسيد شخصيته بحضور قوي يعلق في الذاكرة. وبين الفرح والحزن، والصراع والأمل، قدّم الفريق أداءً يمسّ المشاعر ويجذب الجمهور للتفاعل الحقيقي مع كل لحظة.

أما على مستوى الإخراج، فقد وضع المخرج بصمته الإبداعية بوضوح. فقد كان العقل والقلب النابض للمسرحية، وظهرت رؤيته الفنية في كل تفصيلة صغيرة؛ في توظيف الإضاءة، وفي حركة الممثلين، وفي الموسيقى التي عمّقت الإحساس بالمشهد، وحتى في لحظات الصمت التي تحولت إلى أدوات مؤثرة تُحدث وقعًا نفسيًا لدى المشاهد.
لقد نجح المخرج في تحويل النص إلى تجربة حسية وفكرية مكتملة، تفتح باب التأمل وتدعونا لاكتشاف الرسائل التي تختبئ بين السطور.

ولا يمكن إغفال دور الجمهور الذي أضفى على العرض روحًا خاصة. فالتفاعل الصادق، والتصفيق الحار، والصمت العميق في اللحظات المصيرية، كلها عناصر صنعت حالة جماعية من الاندماج داخل هذا العالم المسرحي المدهش، وكأن الجميع مشارك في بناء تفاصيل العرض لا مجرد مشاهد له.

في النهاية، لم تكن “مملكة الشحاتين” مجرد مسرحية عادية، بل تجربة فنية كاملة جمعت بين الأداء المتقن، والرؤية الإخراجية المبدعة، والروح الجماهيرية التي منحتها بريقًا إضافيًا، لتبقى أحد العروض التي تستحق أن تُذكر طويلًا كعلامة مضيئة في مسيرة المسرح المحلي.