بنك مصر
بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
منوعات

مشنة سعيدة الحلقة 8 فى مهب الريح..

الكاتب :عاطف محمد

فى ردهة المستوصف جلس الجميع فى انتظار الطبيب الذى غاب كثيرا فى حجرة الكشف، وبعدة فترة احترقت فيها الأعصاب ،حاول كامل والحاج طلبة تهدئة رضا وتخفيف ضربات قبضة الانتظار البشع ، وبعد فترة انفتح الباب…..
وظهر وجه الطبيب متجهما يحمل هم الدنيا كله …..
قال بهدوء ممزوج بالحزن
البقاء لله
أيه!!!(قالوها ك . بركان مفاجأة انفجر توا)
اخوكى تعيشي إنتى.
وهنا دارت الدنيا برضا ولم تتحمل الخبر فراحت فى غيبوبة عميقة ووقعت على الأرض وظلت فترة طويلة ،ولما عادت لوعيها وجدت نفسها فى أحد حجرات المستوصف معلق بيدها جهاز وريدى لتوصيل المحلول الملحى لها ، وهنا تنبهت كل حواسها لم تجد أحدا بجوارها ولكنها سمعت من خارج الحجرة صوت عم طلبه
رضا عامله أيه دلوقتي يا بنتى؟
هى نايمه يا عم طلبه وشويه وهاتفوق بعد ما المحلول يعمل مفعوله..

وهنا تذكرت رضا ما حدث لقد مات أيمن، تلك البسمة الجميلة التى كانت مرسومة فى كل مكان ، ماتت البراءة بكل معانيها وهنا انحدرت الدموع الساخنة على خديها ، وزاد انقباض قلبها لقد راح الأمل لقد راحت البسمة ، وهنا ظلت الأفكار تضغط على رضا بعنف فصرخت صرخة مدوية أخويا…….
دخلت الممرضات وعم طلبه وكامل ومعهم الطبيب على أثر صرختها..
أهدى يا بنتى
وامسكت الممرضات رضا التى ثارت واهتز جسدها بعنف
حقنة مهدئة بسرعة
ناولت الممرضة الطبيب الحقنة فقام بحقن رضا بها فهدأت رويدا رويدا ونامت…
خرج الجميع من الغرفة
عايزكم فى موضوع مهم
خير يا دكتور إيهاب
مش عارف اقولكم ازاى لكن لازم اقول ده واجبى..
خير يا دكتور إيهاب
ايمن مامتش عادى
أمال مات ازاى؟؟؟
مات بجرعة هيروين أدت لانخفاض حاد فى الدورة الدموية
هيروين(بصوت الدهشة الكبيرة)
ازاى ومنين؟
أنا بلغت البوليس واكيد هما على وصول، ولم ينتهى من جملته وإذا بالضابط سامح يدخل ومعه الشاويش حنفى
السلام عليكم رد الجميع السلام
كل هذا سمعته رسمية الممرضة بالمستوصف والتى عرف عنها أنها وكالة إخبارية متحركة تعشق نقل الأخبار لكل مكان … فما بالك لو دفع لها لنقل تلك الأخبار…..

_ داخل الجبل وفى مكان مظلم لا تظهر له أى ملامح وجد قاسم نفسه مقيدا وشعر ….
بألم شديد فى جسمه وخصوصا فى يده ، شعر بأثر وخز حقنة فى يده وقبل أن يستجمع أفكاره سمع صوتا اجشا…
كام حقنه هايبقى تمام التمام
همتك معانا يا أبو سريع
عينى… مع أبو سريع سكة الادمان ف السريع ،والزبون بقاله أسبوع على نفس النظام…
تمام …اصلنا مستعجلين على الحته دى
طب ماكنا نخلص منه و نستريح…
لاء…. احنا مالناش فى سكة الدم احنا ناس نعرف ربنا
اه صح ،احنا نعرف ربنا، ياسلام على قلبك الحنين..
احنا عايزينه مالوش لازمه يبقى خيال مآته لا يهش ولا ينش …
تمام….. أعتبره حصل
دخل الملثم ومعه ابو سريع فى محبس قاسم
أنتم هاتعملوا أيه(قالها بصوت واهن)
أمسك ابو سريع ذراع قاسم حقنه فيها..
ما لك كده قافش على نفسك ، ده أنا باخدمك باحطك على الطريق السريع للهيبرة…
لم يستطع قاسم الحديث حاول الكلام أو النطق ، ولكن قواه خانته وخارت مقاومته تماما، وأصبح مثل ورقة شجر فى مهب الريح يفعل فيها مايشاء….
أول ما تقوم نادى عليا علشان اكلك انت ضيف عندنا واكرام الضيف واجب (ساخرا)
ناس ليها حظ، أكل ومنجهة وراحة(ثم دفع قاسم جانبا)

_ عاد فرج لوعيه فقد أحس أنه كان نائما لمدة طويلة نظر حوله فوجد أنه ملقى على جانب الطريق فى شارع ضيق خافت الإضاءة بجوار صنادق القمامة ولكنه عندما تحسس جسمه شعر بألم فى بطنه تحسس بطنه فوجد أثر جرح مازال بخيوط الجراحة ، انزعج وحاول النظر ولكن الجرح شد عليه ، فحاول القيام ولكن لم يستطع، فنظر حوله فلم يجد أحدا ، شعر ببرودة تسرى فى جسده نظر يمينا ويسارا فلم يجد أحدا ولكن فجاءة رأى نور سيارة قادمة بسرعة رغم ضيق الشارع توقفت بالقرب منه وألقى منها جسد شخص، سقط عليه فشعر بألم شديد وهنا تحركت السيارة باسرع ما يمكن
فيه أيه مين ده؟(قالها بصوت خافت )
تفحص الشخص فوجده فى مثل سنه تقريبا حاول معرفة ماذا يحدث ولكن قواه خارت تماما ، وراح فى اغماءة

_ لم يصدق كل من احاط بسعيدة ما تفعله فلم تجزع لموت ابنها ايمن الذى تحبه حتى أكثر من نفسها فقد قالت عندما وصلها الخبر (أنا لله وإنا إليه راجعون) لم تفعل سوى قراءة ماتحفظه من القرآن والصلاة ولما انتهت من صلاتها
حرما ياسعيدة
جمعا يا ام خيرى
يااختى مالك فصفضى كده الله جاب، الله خد ،الله عليه العوض
عارفه يااختى ، ربنا ادانا أمانة وطلبها مننا نعترض طبعا لاء …
ربنا يقوى إيمانك
ولكن الدموع انهارت دون صوت بكاء من عين سعيده ربتت ام خيرى على كتفها وحاولت تغيير مجرى الحديث…
التحقيق وصل لايه يااختى؟؟
مافيش جديد ، التهمة ثابته علينا
طب والمحامى إللى وكلوه
بيحاول كتر خيره ، لكن التهمة ثابته علينا ،وإللى أكد التهمة موت ايمن وأنه مات بجرعة هيروين
يا عين أختك هتلاقوها منين ولا منين
ومافيش خبر عن سى المحروس جوزك ولا ابنك فرج
ابدا لاتنين فص ملح وداب
ربنا اسمه الحق وهايظهر الحق
معلش يااختى ربنا ابتلاكى بحاجات صعبة
مين قالك إن الابتلاء حاجة وحشه لاء ده نعمة من ربنا
نعمه، ازاى بقى؟؟؟
لانه بيطهر الإنسان ويغسله من الذنوب فياخد الأجر الكبير ويرفع مكانته عند ربنا ، الحمد لله
ربنا يثبتك دايما يااختى
ولكن سعيدة تغير شكل وجهها وانقبض ووضعت يدها على صدرها
مالك فيه ايه؟
مش عارفه يا ام خيرى
لازم تطلبى الأذن بالكشف الحكاية دى اتكررت كتير
_ ولما عاد فرج لوعيه وجد الشخص الذى بجواره منتبها ولكنه مستغرقا فى افكاره… ولما وجد فرج استيقظ بادره ساخرا
اهلا بيك فى قبرص
قبرص !!!قبرص ايه؟
جزيرة قبرص ، زى مااتعلمناها فى الجغرافيا
وايه إللى جابنا هنا وأنت مين وإيه الجرح ده؟؟
واحده واحدة ،اللى فهمته قبل ما أخد حقنة البنج(يستمع افكاره) انى داخل أوضة العمليات علشان هاتبرع بالكلية لواحد تانى
كليه ايه؟؟؟
كليتى وعرفت انى ماضى على الموافقة بخط ايدى وخدت كمان فلوس ، على فكرة انا شفتك وانت خارج من العمليات، وانا داخل بعديك
مش فاهم
الحكاية مش عايزة نصاحة انا وانت حد خطفنا و خد مننا أعضاء لحد تانى مريض، ومضونا على الموافقة وأننا خدنا فلوس كمان
بس
مابسش… احنا نحمد ربنا أننا لسه عايشين، نقوم نشوف مكان يتاوينا لأحسن الناس دى ترجع وياخدوا حاجة تانية مننا
هو انت أسمك ايه ؟
أدهم لطفى ومن مصر وانت.
فرج قاسم من مصر برضه
استند كل منهما على الآخر ومشيا ببطء مبتعدين عن هذا الشارع الغامض…..

_ لم يشعر عرفة هو وإخوته بالفرحة التى كانت معدة لاستقبال خبر قبول عرفة فى كلية الهندسة ورضا فى كلية الطب فقد حاصرتهم الهموم والأحزان وضاعت فرحتهم تماما ،فقد قضى موت ايمن على فرحتهم نهائيا ، وكان لسجن الأم سعيدة على ذمة التحقيق أثرا بالغا عليهم ، اما عن اختفاء الأب قاسم والأخ فرج فقد كان مرارا يلعقونه يوميا….
وخصوصا سمعتهم التى ساءت بعد كلام الممرضة رسمية التى نقلت الأخبار لكل اهل كفر العنب فمنهم من صدق ومنهم من كذب …..

ماذا حدث هل أصابت الأسرة لعنة ما….
لم يستمر عرفة كثيرا فى التفكير فقد كان على وشك الخروج هو وسعيد للعمل وذلك لكسب الرزق للإنفاق على على ما تبقى من الأسرة صابرين ورضا وهنية وسعاد، رغم مساعدات أهل كفر العنب للاولاد ، ولكن صابرين و عرفة رفضا تلك المساعدة من واقع كرامتهم التى تربوا عليها فقد كانوا يقولون
طالما قادرين نشتغل يبقى ناكل من شغلنا ومن عرق حبينا ،وجزاكم الله كل خير كفاية أنكم افتكرتونا
فشلت كل المحاولات لتغير هذا الرأى
خرج الولدان وبقيت البنات لاعداد الطعام لهم ولسعيدة فى محبسها ،وظلت رضا على نفس صمتها منذ خروجها من المستوصف ودفن أيمن تتجرع الألم نقطة نقطة فقد كانت التحقيقات فى موت أيمن مرهقة وصعبة
مالك يارضا هاتفضلى على الحال ده لامتى؟؟
لم ترد على صابرين وظلت فى صمتها
خلاص ياصابرين الأكل جهز، انا حطيت الأكل فى شنطه ، علشان تخديه و توديه النقطة لأمك .
لاء انا إللى هاوديه
انت تعبانه يارضا اروح انا بدالك
سيبيها تمشى رجلها وتشم شوية هوا
خلاص روحى يارضا
جهزت رضا نفسها وذهبت إلى النقطة
وطلبت الأذن لمقابلة الضابط حسام ليسمح لها بإدخال الطعام لامها، وصلت النقطة
اتفضلى ياانسه رضا
كنت عايزك تسمح بدخول الأكل ده لامى
مافيش مشكلة فيه حاجه تانى
لاء
طب ا…..
يدخل الشاويش حنفى ويقدم التحية الضابط حسام
تمام يا افندم
خير ياشاويش حنفى
الست وصلت الموافقة على طلب الست سعيدة بالكشف عليها
امى مالها (بانزعاج شديد)
مافيش حاجه ياانسة، خير ان شاء الله
عرف من الموافقة أنه يمكن عرضها على طبيب المستوصف تحت اشراف الضابط حسام شخصيا
ممكن…..
طبعا ممكن تيجى معانا وتطمنى على أمك
خرجت سعيدة من محبسها وتوجهت إلى سيارة النقطة لنقلها إلى المستوصف فوجدت رضا أمامها التى ارتمت فى أحضانها
مالك ياامه فيه ايه ؟
ولا حاجة ايه إللى جابك
كنت جايبه الأكل
ماتحملوش همى
بينا يا جماعة الدكتور مستنى انا كلمته
تحركت السيارة وسعيدة ورضا فى حوار ممتد حتى وصلت السيارة إلى المستوصف، وقام الطبيب بالكشف على سعيدة وعرف منها الأعراض فكانت المفاجأة…….

يا ترى ماهى المفاجأة ؟
ماهى الأحداث القادمة ؟

انتظرونى و…..مشنة سعيدة….. الحلقة 9…..
التفاعل مع القصة يثريها ويؤكد مدى احساسكم بسعيدة وأسرتها…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى