قرَّ الفؤادُ وكانَ غيرَ قريرِ والقلبُ بينَ كآبةٍ وقرورِ
وبدتْ عليهِ بوادرٌ للسعدِ لم أعدد لها وبشائرُ التيسيرِ
أشقيقةَ القمرينِ حسناءَ الورى ذاتَ الدلالِ بديعةَ المنثورِ
أغريتِ لحظكِ بالفؤادِ غُديَّةً فضللتُهُ وغدوتُ كالمسحورِ
إنْ حقَّقَ اللهُ الأمانيَ لم أزلْ في غبطةٍ بعطائِهِ المشكورِ
*****
ياحبَّذا بلدٌ نشأتُ بأرضِهِ وطعمتُ من غلَّاتهِ وتمورِ
وشربتُ ماءَ النيلِ عذباً سائغاً هوَ روحُنا والكونُ جدُّ بصيرِ
وأُسودُ مصرَ حماتُهُ بيمينِهِم. أسيافُ حقٍّ من هدى والنورِ
كم ذللوا طُرقاً وقادوا أُمَّةً للنصرِ دونَ تجبُّرٍ وغرورِ
وهُمُ الجحاجحُ والأكارمُ في الرضا وهمُ الضراغمِ عندَ صوتِ زئيرِ
وهمُ الأعزُّ شكيمةً ولواؤهُم في الأُفْقِ دوماً شامخاً كالطورِ
زانوا الكتائبَ والعواصمَ والقرى بنوا المدائنَ دونَ أيِّ فتورِ
وبيوتُ اثيوبيا زجاجةُ باغةٍ وبيوتُنا من جندلٍ وصخورِ
ذي قبلةُ القصَّادِ من أهلِ الدنا ومنارةُ الأكوانِ دونَ نكيرِ
وملاذُ أبناءِ العروبةِ عقلٌ. للعلمِ والآدابِ والتنويرِ
كذبَ الأُلى حسبوا الكنانةَ قد وهتْ أفِكُوا وايمُ اللهِ في التصويرِ
ما ساقهم حبُّ البلادِ وإنما بغضُ الرجالِ ورغبةُ التدبيرِ
قادتهُمُ الأطماعُ تباً للأُلى باعوا الضلالةَ بالهدى والنورِ
فارفعْ جبينكَ أنتَ من أهلِ العلا وخيارِ جندِ اللهِ في المأثورِ
وارجع إلى التاريخِ فيهِ وقائعٌ هتكتْ من الأشرارِ كلَّ ستورِ