هيلاري كلينتون في منتدى الدوحة: أمريكا بحاجة لاستعادة قيمها ودورها القيادي

هيلاري كلينتون في منتدى الدوحة: أمريكا بحاجة لاستعادة قيمها ودورها القيادي
كتبت:هدي احمد
أكدت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، خلال جلسة حوارية بمنتدى الدوحة، أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة على مستوى قيمها الأساسية ودورها في السياسة العالمية، مشددة على أهمية الالتزام بالدبلوماسية الفعّالة وقواعد القانون الدولي لمواجهة التحديات المعقدة.
وقالت كلينتون: “هناك تركيز كبير على الابتعاد عن ما أراه قيمًا أمريكية أساسية، وليس هذا بمعنى أننا لم نحقق بعض النجاحات، لكن علينا مراجعة التوجهات الحالية”. وأضافت أن دعم غزو روسيا لأوكرانيا، سواء بعدم توجيه الانتقادات الكافية لبوتين أو بمحاولة الضغط على الأوكرانيين لقبول اتفاق سلام تفاوضي، يترك أوكرانيا عرضة للمزيد من التهديدات الروسية، مؤكدة أن “روسيا متواجدة في أوكرانيا منذ 2014، لذا لم يبدأ كل شيء في 2022”.
وعن جهود السلام، قالت كلينتون: “خطة سلام مكوّنة من 20 نقطة تحتاج إلى جهد هائل ودبلوماسية ومفاوضات وحوافز وضغوط لضمان جمع جميع الأطراف حول الطاولة، لكن عند تلك النقطة ستظهر الحقيقة حول نجاحها”. وأشارت إلى مقارنتها بما حدث قبل 35 عامًا حين غزا صدام حسين الكويت، مؤكدة أن “رد العالم حينها كان صحيحًا، لأنه لا يمكن مكافأة هذا النوع من العدوان”.
وعن الصين، قالت كلينتون: “هناك نقاط مهمة في إستراتيجية الأمن القومي عن المنافسة الاقتصادية، لكن علينا الاعتراف بأن الصين تملأ فجوات القوة الناعمة، خصوصًا في أفريقيا، بينما الولايات المتحدة قلّصت دور هذه الأدوات المهمة”.
وأضافت: “لا يمكنك الدخول إلى المنصب وتقول كل ما تم منذ تأسيس الدولة كان خطأً، بل عليك أن تقول: لدي أسلوب مختلف، سأتعلم من الماضي، وأطبق ما ينجح، ثم نمضي قدمًا. التركيز على صراع واحد فقط يظلم حجم التحديات التي نواجهها”.
تطرقت كلينتون إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق مختلفة حول العالم، قائلة: “أنا غاضبة من العنف في إسرائيل وغزة، من تصرفات روسيا في أوكرانيا، ومن الوضع في السودان والكونغو الشرقية. الولايات المتحدة لها دور مهم في حل هذه الصراعات وتخفيف المعاناة ومنح الناس فرصة لحياة سلمية ومزدهرة. المعاناة في أي مكان مروعة، وليس فقط في غزة”.
وتابعت: “الأحداث الصادمة تجعل الناس لا يتخذون دائمًا أفضل القرارات، وهذا جزء من سبب إنشاء النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. على أمريكا أن تكون رائدة في الالتزام بالقانون، ويجب أن تكون قدوة للعالم وأن تكون دولة قوانين وليس دولة أشخاص”.
وأعربت كلينتون عن قلقها من تراجع دور الكونغرس في مراقبة السلطة التنفيذية، قائلة: “لقد تخلّى الكونغرس عن مسؤوليته، وهذا للأسف جزء من عدم التزام الحزب الجمهوري بمحاسبة الإدارة، وهو ما لا يتوافق مع الدستور”. لكنها أشادت بالديمقراطيين، مضيفة: “خرجوا من الإغلاق الحكومي في وضع قوي، ووضعوا مسألة القدرة على تحمّل تكاليف الرعاية الصحية في صدارة الأجندة، والانتخابات الأخيرة أثبتت وعي الناخبين وطرحهم للأسئلة المهمة”.
وتطرقت كلينتون أيضًا إلى حقوق المرأة، مؤكدة أن التقدم الذي تحقق على مدار العقود الماضية يشهد انتكاسة، قائلة: “قبل 30 عامًا، توصلت 189 دولة إلى ‘المنصة للعمل’، لتوضيح كيفية عدم معاملة النساء بإنصاف حول العالم. أحرزنا تقدمًا كبيرًا: العنف الأسري أصبح جريمة، وزواج الأطفال بدأ يقل، وتم تدريب القضاة وأجهزة إنفاذ القانون”.
وأضافت: “لكن خلال فترة كوفيد زادت الانتهاكات مرة أخرى، حتى في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة. هناك مقاومة حقيقية تهدد حياة النساء، تقلل من الرعاية الصحية، وتجعل زواج الأطفال مرة أخرى ضرورة اقتصادية، مثل ما يفعله طالبان، والحملات ضد النساء في إيران وهنغاريا وروسيا وتركيا. حتى شي جينبينغ يشجع عودة النساء للمنزل لتكاثر السكان، متجاهلاً العواقب الاجتماعية”.
واختتمت كلينتون: “الاستبداد غالبًا ما يستهدف النساء أولًا لأنهن أكثر عرضة، ويمكن الإشارة إليهن كمشكلة. كل هذه القرارات لها عواقب كبيرة، ولذا يجب أن نكون يقظين وملتزمين بالقيم الأساسية للعدالة والمساواة”.









