كتب / السيد سليم
التنمر الفكري والذي يعد من اخطر انواع التنمر الذي يعاني منه المجتمع والذي بينه النبي صلي الله في قوله هلك المتنطعون ..
و التنطع: هو التعمق في الشيء، والمتنطعون هم المتعمقون الذين يخرجون عن حد الاتزان، والدعاء عليهم في الحديث الشريف بالهلاك، دلالة على ذم ما هم فيه من حال التنطع، أو هو إخبار عن هلاكهم في الآخرة
وقيل هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق، قولا وفعلا”.
فالتنطع استعمل في وصف كل من يتكلف الفصاحة في الكلام ويتشدق فيه، ويستخدم غريب الألفاظ في مخاطبة الناس، لكي يستميل قلوبهم، وهذا من المنهي عنه.
ثم أطلق التنطع على كل من يتعمق في الشيء، أي يتشدد فيه، سواء في الأقوال أو الأفعال، فيبتعد بذلك عن الوسطية والاعتدال، وهما روح الإسلام.
ومن أمثلة ذلك: السؤال عما لا يقع من الحوادث والمسائل، والسؤال عن تفاصيل المغيبات التي لا يعلمها إلا الله، كالروح والساعة، ومن التنطع أيضا تحريم الحلال، والابتداع في الدين، والغلو في الممارسات والعقائد والأفكار.
ويدخل في التنطع أيضا المغالاة في العبادة إلى درجة تخرج عن أمر الشرع، أو التشدد في مسائل الطهارة مما يدخل في باب الوسوسة.
جاء في “فيض القدير” للمناوي رحمه الله: “قيل: الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة”.
وقد حث الإسلام في كثير من الآيات والأحاديث على التيسير وعدم التشديد في أمور الدين والدنيا، قال سبحانه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة
ولهذا فالمسلم عليه ان يلتزم الوسطية دون مغالا ان افراط او تفريط او ادعاء كاذب لمحاولة التواجد والظهور واعتلاء الساحة بغير فهم ولا علم..