وجوب الإيمان باليوم الاخر
محمود سعيد برغش
إن الايمان باليوم الاخر هو عباره عن التصديق الجازم بانقلاب هائل يتم في الكون، ويكون انتهاء هذه الحياة الدنيا بكاملها، وابتداء حياة أخري وهي دار الآخره بكل مافيها من حقائق مدهشه، من بعث الخلائق وحشرهم، وحسابهم، ومجازاتهم
هذا الايمان ليس واجبا فحسب بل هو أحد أركان ستة عليها تبني عقيده المؤمن، فلا تتم إذا عقيدته إلا به، ولاتصح إلا عليه.
قال تعالي. لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.
الصفحة الرسمية لجريدة الرأي العام المصري
ولاهمية هذا المعتقد في حياة المؤمن، ولاثار الكبري في استقامة الفرد وصلاحه عني القرآن الكريم به عناية لاتقل عن العناية بالايمان بالله سبحانه سبحانه وتعالى، فقد ذكر ه في عشرات السور منه، وفي مئات الآيات مره بوصفه، والحديث عنه كقوله تعالي فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ
ومره بتقريره، وتاكيد مجيئه، كقوله في سورة الحج فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ
وفي سورة التغابن قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7].
في عدة ايات من كتاب الله تعالي دلت هذه العنايه القرانيه بهذين الركنين من اركان الإيمان علي أنهما قوام حياة الروح، وعليهما مدار استقامة المرء في هذه الحياة، وأن الايمان بدونهما ليس شيئا، وان من عدمهما قد عدم كل خير، وأن من افتدهما فقد افتقد كل عناصر الخير والفضيلة في نفسه واصبح من شر البريه
وبالجملة فإن معتقد الايمان بالله واليوم الاخر هو رأس كل عقيده، وأساس كل إيمان، وعليه مدار استقامة الإنسان، وصلاح خلقه، وطهارة روحه وبدونه فالانسان مخلوق لا خير فيه لا لنفسه، ولا لغيره، وهو شر كله، لايؤمن جانبه، ولا يطمأن إليه، ولا تسكن النفوس عنده، وذلك لما انعدم عنده من أصول الخير، وينابيع الفضيله والكمال البشري