دين ودنيا
وقفه فى حياة عبد الله بن عبد المطلب
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
والده هو عبد المطلب بن هاشم واسمه شيبة الحمد، كان سيدا من سادات قريش ، ووالدته هى فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، وتلتقي مع زوجها عبد المطلب في الجدّ الرابع، وقيل أنه لم تكن العرب تعد منجبة لها أقل من ثلاث بنين من أشراف، فقد ولدت الزبير وأبا طالب حكمي قريش، وعبد الله أبا رسول الله .
ولقب عبد المطلب بالفيّاض ، فكان أعظم رجال مكة والجزيرة العربية وكان له مجلس عند الكعبة يجلس ويلتف من حوله رجال مكة وقريش يتكلم ويسمعون منه ويحترمونه فقد كان له كلمة على مكة كلها فكان فاتح بيوت لاطعام الحجاج والزائرين وعابري السبيل وكانو يلقبونه بمطعم الانس والوحش والطير وكان له من الإبل ما يخصصه في خدمة الكعبة بيت الله الحرام.
وكان عبد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغر ولد أبيه وكان عبد الله والزبير وعبد مناف وهو أبو طالب بنوا عبد المطلب لأم واحدة ، وقيل أن عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله وأبو طالب واسمه عبد مناف والزبير وعبد الكعبة وعاتكة وبرة وأميمة ولد عبد المطلب إخوة .
وقد نذر عبد المطلب إذا تم أبناؤه عشرة لينحرن أحدهم قربانا لله تعالى عند الكعبة فلما توافى أولاده عشرة جمع قريشا وأخبرهم بنذره فكان عبد الله والد النبي هو الذبيح وعبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه فأقبل به عند الكعبة ليذبحه فمنعته قريش سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب فقال عبد المطلب: ماذا أفعل بنذري؟
فأشارت إليه امراة أن يقرع بينه وبين عشرة من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشرا من الإبل حتى يرضى الله به وأقرع عبد المطلب بين عبد الله وعشرة من الإبل فوقعت القرعة على عبد الله فلم يزل حتى بلغت مائة إبل.
وقيل أن ابن عباس سألته امرأة أنها نذرت ذبح ولدها عند الكعبة فأمرها بذبح مائة من الإبل، وذكر لها هذه القصة عن عبد المطلب، وسألت عبد الله بن عمر فلم يفتها بشيء بل توقف ، فبلغ ذلك مروان بن الحكم وهو أمير على المدينة فقال: إنهما لم يصيبا الفتيا، ثم أمر المرأة أن تعمل ما استطاعت من خير، ونهاها عن ذبح ولدها، ولم يأمرها بذبح الإبل، وأخذ الناس بقول مروان بذلك
وكانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب تعيش في كنف عمّها وهيب بن عبد مناف، فذهب إليه عبد المطلب بابنه عبد الله فخطبها له، ثم تزوجها، ولما تزوجها أقام عندها ثلاثة أيام، وكانت تلك العادة عندهم.
ولم يكن زواج عبد الله من آمنة هو بداية أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان أول بدء أمرك: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام “
وقوله ” ورأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام ” قال ابن رجب: وخروج هذا النور عند وضعه إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض، وزالت به ظلمة الشرك منها .
وتذكر كتب السير النبوية بأن عبد الله قد عَرضت له إمرأة طلبت منه أن يجامعها، فرفض ذلك، وهذه المرأة هي “قتيلة بنت نوفل”، أخت ورقة بن نوفل وقيل أنها “فاطمة بنت مر الخثعمية”، حيث مرّ بها عبد الله يوما، فدعته يجامعها ولزمت طرف ثوبه فأبى وقال: ” حتى آتيك “، وخرج سريعا حتى دخل على زوجته آمنة بنت وهب فجامعها .
فحملت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم رجع عبد الله إلى المرأة فوجدها تنظر إليه فقال: ” هل لك في الذي عرضت عليّ؟ ” فقالت: ” لا، مررت وفي وجهك نور ساطع، ثم رجعت وليس فيه ذلك النور “، وقال بعضهم قالت: ” مررت وبين عينيك غرة مثل غرة الفرس ورجعت وليس هي في وجهك “.
وقيل أنه خرج عبد الله من مكة متوجها إلى غزة في الشام في قافلة بهدف التجارة بأموال قريش، وفي طريق عودتهم وأثناء مرورهم بالمدينة المنورة مرض عبد الله، فقرر البقاء عند أخواله من بني النجار على أمل اللحوق بالقافلة إلى مكة عندما يشفى من مرضه، فمكث عندهم شهرا .
وتوفي بعدها عن عمر خمسه وعشرين سنة، ودفن في دار تسمى “دار النابغة” وهو رجل من بني عدي بن النجار ، وكانت زوجته آمنة بنت وهب يومئذ حامل بالنبي محمد لشهرين وقد ترك عبد الله وراءه خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها “بركة” وكنيتها أم أيمن.
الصفحة الرسمية لجريدة الرأي العام المصري