وَجِيفٌ مُرْدِفٌ بِأَزِيزٍ
بقلم/ تامر إدريس
جذوات تستعر في تلابيب المُهَج، وحمم تذيب القلب والقالب، قوافل متواليات من أنات الليالي وأشواق النهار، ذكريات لا تموت، وعهود لن تفوت!!.
خيرهم إلي نازل، وشري إليهم صاعد، عقابه حق، وعهده صدق، مثله لا يعاند، ورأسه لا يشادد، شخصه يهادن، ورده بفعلي لا يقارن!!.
أحببته، عشقته، همت على وجهي في محاسنه، تناسيت نفسي فيه، تلبست به وتلبس بي، يسكنني ولست بساكنه، يملكني ولست بمالكه، يحييني وصله، تشفيني ابتسامته، تضمدني ضحكته، حياتي في قربه، وفي هجره مماتي!!.
أنا الممزقة وشائجه، أنا المستباح شعوره، أنا المهزوم جنده، أنا الخائرة عزائمه، أنا الموسوم لديك دوما بالرزايا، أنا الملوم عندك بالنوايا، ما أكثرها فيَّ الشِّكاية!! ، وإنِّي لأرجو لهذا النأي النهاية!!.
ما أقساك حين تحرقني بالبلايا، أهلكت بهذا الفراق الحشايا والبنايا، أما آن لهذا الفارس المخضرم في هواكم أن يترجل؟!!
أما آن لحربك الضروس أن تتوقف؟!!، هلك الحرث والنسل والحال كما ترين؛ لأجلك قد تبدَّل!!.
كسر بين يديك شموخي، أُعْدِمَ كبريائي، وغربت في الأحزان شموسي، قد كشف ظهري، ولاح ضعفي، عُدِمْتُ حيلتي، وحان حان أفولي!!.
رحماك يا مالك خافقي، فإنما أنا بك، أنت الحياة لذرِّي، وأنت أنت مبعثٌ لجنوني، اربت على صدري الكليم بجراح الهوى، لِنّ جانبا، هَشَّ ملمحا، سُرَّ خاطري، صِلْ فؤادي، وهِبْنِي منك بعض الشمول!!.
